قرارهم دليل فشلهم في اليمن

8 / 2 / 2021م

مقالات:
حنان غمضان:

المتابع لمجريات الأحداث في الساحة الأمريكية والمحلية سيجد مفارقةً في الاستراتيجية التي تسير عليها الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها الجديدة فبعد أن كانت سياسة مفضوحة للعلن في الابتزاز لأدواتها أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب أصبحت في الوقت الراهن مع تولي بايدن زمام الأمور سياسية جديدة تفضي لمعاقبة أدوات أمريكا-السعودية والإمارات- في فشلهم الذريع على مدى ست سنوات من عدوانهم على اليمن بأُسلُـوب المد والجزر.

فتارة يحاول بايدن تهدئة وطمأنة السعودية والإمارات بأنه معهم وتارة يظهر للعالم بأنه حمامة السلام وخير دليل تصريحاته الأخيرة التي تظهر الازدواجية لمحاولة جذب كُـلّ الأطراف لدبلوماسيته الجديدة ومنها: وقف الدعم العسكري والمعلوماتي الأمريكي لتحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية.

وَفي نفس الوقت أعلن عن دفاعه عن السعودية أمام الصواريخ التي تستهدفها، ومعنى تصريحه هذا أنه ما دام العدوان على اليمن مستمر فَـإنَّ لدى السعودية والإمارات مطلق الحرية في عدوانها على اليمن؟!

كما أطلق بايدن أَيْـضاً أيادي السعودية في قصف ومهاجمة اليمن بذريعة مكافحة القاعدة، سياسة اللعب بالبيضة والحجر محاولاً الخروج بأمريكا وأدواتها السعودية والإمارات من هذه الحرب بطريقة تسمى حفظ ماء الوجه، خَاصَّة وأن السعوديين والإماراتيين يبحثون عن مثل هذه الفرصة منذ عامين على أقل تقدير إن لم يكن من أول شهر شن فيه العدوان على اليمن.

وما محاولة بايدن الجديدة إلَّا دليل الفشل والهزيمة التي تجرعتها الولايات المتحدة الأمريكية بشرعنتها العدوان على اليمن ودخولها بكل ثقلها في عدوان لم تخرج منه إلا بانهيار النرجسية التي كانت أمريكا تظن أنها الأقوى في العالم وفضحت ما مدى هشاشة أمريكا أمام عظمة وبسالة شعب الإيمان والحكمة.

وما سياسة بايدن الجديدة ألا لململة ما خسرته في حرب هي الخاسرة فيه من أول يوم شرعنت فيه العدوان على اليمن من البيت الأبيض لذلك يحاول بايدن باستراتيجية جديدة لاستئناف قوة أمريكا بأُسلُـوب الدبلوماسية وتصحيح ما أحدثه المتهور دونالد ترامب من فضائح لأمريكا.

ومنها إلغاء تصنيف حركة أنصار الله اليمنية كمنظمة إرهابية وهو قرارٌ اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في آخر أيامه.

أيضا تجميد صفقة مقاتلات إف 35 إلى الإمارات بشكلٍ مؤقتٍ، فضلا عن صفقة ذخائر متطورة للسعودية التي طلبت التزود بقنابل خارقة للتحصينات، كما لحقتها الحكومة الإيطالية وألغت تصاريح لتصدير السلاح إلى السعودية والإمارات، تطبيقاً للقانون رقم 185 للعام 1999 الذي يمنع بيع السلاح للدول التي تنتهك حقوقَ الإنسان.. ورغم كُـلّ هذه القرارات التي يراها البعضُ أنها بدايةٌ جديدةٌ للسلام في اليمن إلَّا أنها لن تثبت ذلك إلا بالبرهان الفعلي وتطبيقه على أرض الواقع.

وإن ظن الأمريكي وأدواته أن هذه القرارات في صالحه فهي في الواقع تصب في صالح اليمن وتعد نصراً لأهل اليمن ودليلاً واضحاً أن صموده قهر العدوان وأدواته، مما جعله يسعى إلى تغيير سياسته، فاليمن حاضر لكلتا الحالتين للسلام المشرف العادل وللصمود المشرف.. فكيف لشعب أن يُهزم وثقته بالله عالية وقضيته عادلة؟.