سياسة أمريكا ودبلوماسيتها الشيطانية

بقلم /  زيد البعوه
وصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مرحلة جعلتها تدرك جيداً أن سياستها الإرهابية القائمة على الأطماع الاستعمارية والممارسات الإجرامية والأعمال العدائية قد كشفت عن وجهها القبيح بشكل لم يسبق له مثيل نتيجة المواقف الطاغوتية التي طالت الكثير من شعوب العالم، وصنعت حالة كبيرة من السخط والكراهية في نفوس اغلب سكان العالم بسبب غطرستها وإجرامها الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأثبتت للجميع أنها أكبر دولة إرهابية في العالم وأنها اليوم في حكم المغضوب عليها مما اضطرها ذلك إلى جعل إدارة البيت الأبيض في بداية حكم الرئيس الجديد بايدن إلى محاولة تغيير سياستها الخارجية بشكل مختلف عما كان عليه في عهد الرئيس المنتهية ولايته ترمب، ولكن هذا التغيير لن يكون مختلفاً إلا من حيث الشكل والتصريحات الإعلامية، أما مضمون السياسة الأمريكية فإنه باق كما هو بنفس المخططات ونفس الأهداف ونفس الأطماع
ويحاول الرئيس الأمريكي الجديد بايدن أن يرمم بخبث ما أفسده ترمب بحماقة ترمب الذي كان أكثر صراحة ووضوحاً في طغيانه وجشعه الذي يعبر عن سياسة أمريكا وعن توجهها وعن وجهها القبيح، حيث كانت فترة حكم ترمب التي استمرت اربع سنوات فقط بما فيها من أحداث ومتغيرات وجرائم وممارسات شيطانية كفيلة بأن تزرع في قلب كل إنسان على وجه الأرض المعرفة الكافية لحقيقة أمريكا الشيطانية، إذ لم يكاد يمر شهر خلال الأربع السنوات إلا وهناك عقوبات تفرضها إدارة واشنطن على هذه الدولة أو تلك عقوبات اقتصادية أو عقوبات سياسة إضافة إلى الأعمال العسكرية والأمنية العدائية التي تستهدف اغلب الشعوب والدول حتى تلك الدول الحليفة والصديقة لأمريكا، فكانت تلك الحقبة الزمنية من عهد طغيان أمريكا اكبر مرحلة تتعرى فيها أمريكا أمام الجميع التي كانت تتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن أفعالها الشيطانية جعلتها محط سخط وبُغض أكثر من 80 % من سكان العالم.
اليوم باتت أمريكا تخشى على نفسها من الاستهداف وعلى مخططاتها من الفشل، وتحاول جاهدة أن تحافظ على بقائها في الشرق الأوسط، خصوصاً أنها قد لا حظت وأحست أن هناك جهوداً وأعمالاً ومواقف تعمل على طردها من العراق وسوريا وبعض دول المنطقة بسبب غطرستها وطغيانها وممارساتها العدائية الإرهابية وليس لديها القدرة على تحمل المزيد من الضربات والهجمات والمزيد من السخط، لهذا تحاول اليوم جاهدة أن تغير من سياستها الخارجية وسوف تضحي ببعض الملفات وتقبل ببعض الشروط وتقدم بعض المبادرات في سبيل أن تضمن بقاءها في المنطقة حتى تعيد ترتيب أوراقها وتعيد رسم مخططاتها بطريقة اكثر خبثا، ولهذا كانت تصريحات بايدن الأخيرة واضحة المعاني والمقاصد حين قال “لقد عادت الدبلوماسية إلى قلب سياستنا الخارجية”، وهذا يعني انه يسعى إلى أن تتغلب سياسية الدبلوماسية القائمة على المراوغة والخبث والمكر والتزييف على سياسة العداء الواضح الذي لا غبار عليه حتى يقلص من حجم السخط الشعبي الجهادي ويظهر بشكل مختلف يخدع به من استطاع من الناس.
ولهذا تحاول أمريكا خلال هذه المرحلة أن تلمع صورتها بسياسة خارجية قائمة على الدبلوماسية الشيطانية، بحيث تخفف من الاحتقان والسخط الذي يملأ نفوس الكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية بتصريحات إعلامية مخادعة ومواقف سياسية هزيلة لا تختلف عن الطعم الذي يلقيه الصياد للسمكة ، إلا أن الشعوب الحرة المقاومة المجاهدة المظلومة المضطهدة من قبل أمريكا وحلفائها باتت تدرك جيداً انه لن ينقذها من غطرسة وطغيان أمريكا وعملائها سوى التحرك الجهادي الواعي الشامل والتوحد والاعتصام والعمل الجاد لطردها من المنطقة وقطع أياديها الإرهابية، وهذا ما تخشى منه أمريكا، لأنها تريد أن يبقى الوضع الشعبي الاجتماعي الإسلامي كما كان عليه في السابق أيام جورج بوش الأبن وأيام باراك أوباما رهبة من أمريكا وجمود وصمت وتفجيرات ومسارعة لخطب ودهاء، ولكن هذا لن يتأتى لها لأنه صار جزءاً من الماضي واليوم هناك صحوة كبيرة وعزيمة في نفوس المسلمين وخصوصاً محور المقاومة للنهوض ووضع حد لطغيان أمريكا وإرهابها وعلى أمريكا أن تدرك أن سياستها الخارجية المخادعة لن تحميها من انتقام الشعوب.