مأرب والقلق الدولي المزعوم

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
أمريكا قلقة على الأوضاع في مارب ، وتشاركها في القلق بريطانيا ، ومعهما تشعر بالقلق دول الاتحاد الأوربي ، والأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها إلى اليمن ومجلس الأمن ، العالم المنافق في حالة قلق على مأرب لأن سير المواجهات فيها أظهر تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ولو كان سير المعارك يصب في مصلحة قوى العدوان والمرتزقة لما شعر كل هؤلاء بالقلق ، ولما تسلل إلى قلوبهم .
لم يشعروا بالقلق عندما دنس الغازي السعودي والإماراتي وبقية قطيع الغزاة ثرى مأرب الحضارة والتاريخ وقاموا برفع أعلامهم على سد مارب ، ولم يشعروا بالقلق عندما تحولت مأرب إلى حاضنة للجماعات والتنظيمات التكفيرية الإجرامية ، ولم يشعروا بالقلق بعد أن حولت مليشيات الإصلاح مأرب إلى إمارة إخوانجية تستأثر بكافة خيراتها وثرواتها ومواردها ، ولم يشعروا بالقلق من اعتقال مليشيات الإصلاح للنساء بعد اختطافهن من منازلهن ، واعتقالهم للمسافرين والزج بهم في السجون والمعتقلات في ظروف لا تليق بالبهائم والأنعام ، ولم يشعروا بالقلق جراء قطع مرتبات الموظفين ونهب عائدات الثروات النفطية وفرض الحصار على تدفق المشتقات النفطية اليمنية للمحافظات الحرة ، والتي تباع لحساب قوى النفوذ داخل الحزب التي تقوم بتهريبها وبيعها في الخارج لحساباتهم في الخارج .
قلق كل هؤلاء مؤدلج وخاضع للاعتبارات والمصالح السياسية ، لا يريدون أن تعود مأرب إلى حضن الوطن ، ولا يرغبون في إنهاء معاناة الشعب اليمني ، لأن مصلحتهم مع استمرار العدوان والحصار ، حسم معركة مأرب لمصلحة اليمن واليمنيين يمثل هزيمة مدوية لمشاريعهم التآمرية وسياستهم الاستغلالية التي ظنوا بأن بقاء مأرب في قبضة المرتزقة تحت الوصاية السعودية سيمثل لهم البيئة المناسبة لتمرير أجندتهم وتحقيق أهدافهم .
بالأمس أعلن ما يسمى بتنظيم داعش عن مشاركته في القتال إلى صف مرتزقة السعودية في جبهة الكسارة بمارب ، وفي منطقة كازم بمحافظة أبين تعرض موكب يقل مقاتلين تكفيريين سلفين كانوا في طريقهم لتعزيز جبهات مارب للتقطع من قبل مجهولين مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى جراء ذلك ، في الوقت الذي يواصل فيه خطباء المساجد التابعة لحزب الإصلاح والممولة من السعودية في المحافظات الجنوبية التحريض والتحشيد في أوساط المواطنين في تلك المحافظات ويحثونهم على التوجه للقتال في مأرب ، كل ذلك لم يشعر العالم المنافق بالقلق ، ولم يستدع اجتماعهم لمناقشة تداعياتها ، كون هؤلاء يمثلون أدواتهم ووكلاءهم في اليمن ، وما يقومون به يندرج في إطار المخطط المرسوم من قبلهم ، لذا لا قلق منهم على الإطلاق كونهم ( في الجيب ) فكل قلقهم يأتي من تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية في معركة تحرير مأرب من التبعية السعودية والتسلط والإجرام الإخوانجي وعودتها إلى الصف الوطني .
بالمختصر المفيد القلق الدولي المزعوم الذي يصدر عن الدول الاستعمارية الكبرى وهيئات ومنظمات النفاق الأممية حيال التطورات الميدانية التي تشهدها جبهات المواجهة في محافظة مأرب ، قلق مادي بحت ، قلق مدفوع الثمن ، قلق على المصالح والمكاسب والنفوذ ، وحديثهم عن خوفهم وحرصهم على سلامة النازحين والمدنيين في مأرب ، وربط ذلك بدعواتهم لإيقاف معركة تحرير مأرب دون غيرها يكشف زيف ودجل إنسانيتهم التي يتشدقون بها ، فالشعب اليمني المعتدى عليه ، المحاصر برا وبحرا وجوا منذ ست سنوات هو من يستحق تعاطفهم ويستدعي قلقهم عليه ، هم يدركون جيدا من يستخدم المدنيين ومخيمات النازحين كدوروع بشرية يحتمي بها ويجعل منها مواقع لمليشياته وآلياته العسكرية ، والكل يعرف من يرفضون السماح للأسر بمغادرة مأرب ، بعد أن قاموا بترحيل أسرهم وذويهم إلى حضرموت وشبوة كمحطة ترانزيت قبل مغادرتهم البلاد للخارج ، لذا لا تعويل على هؤلاء ، ولا اكتراث لتخرصاتهم ، فثقتنا وتوكلنا أولا وأخيرا بالله وعلى الله ، هو نعم المولى ونعم النصير ، وهو القادر على تفريج كربتنا وتمكيننا من تحقيق الغلبة والتمكين ، هو وحده الناصر والمعين الذي بيده مقاليد السماوات والأرض ولن تعجزه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات وكل من تحالف معهم ودار في فلكهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .