حقائقُ تكشفُها صنعاءُ للعالم

9 .3 . 2021م

مقالات:

سند الصيادي:

يكشفُ التقريرُ الاستخباراتيُّ الصادرُ عن صنعاء بعنوانه العريض حقيقةً مفادُها تواجُدٌ كبيرٌ وَملحوظٌ للجماعات وَالعناصر الإرهابية في مدينة مأرب، وَمن خلال طبيعة الأماكن وَالفنادق وَالمنازل التي تتجمعُ فيها وأسماء قياداتها المعروفة لدى القوى المتسلطة على مأرب، يتضحُ أن هذا التواجُدَ للجماعات القاعدية والداعشية ليس محاطاً بالسرية وَلا يجري بمنأىً عن الأجهزة الأمنية وَالعسكرية هناك، كما لا يتخذُ طابعاً عدائياً أَو مناوئاً للسلطات هناك، بقدر ما يمثّل أحدَ مكوناتها وَفصائلها، بل وَأبرز مفاعيل وَمفاصل قوتها العسكرية التي تُحكِمُ به قبضتَها على أهالي وَمقدرات المدينة وَبه تخوضُ غمارَ المعركة ضدَّ قوات الجيش اليمني وَاللجان الشعبيّة.

وَبهذا التقرير الهام تكونُ صنعاءُ قد حقّقت إنجازًا استخباراتيًّا جديدًا في سياق الإنجازات المبهرة التي تحقّقها في المعركة، وعزّزت من حقيقة ارتباط مرتزِقة التحالف بهذه العناصر، وَبه أثبتت أنها شريكٌ دوليٌّ فاعلٌ في مكافحة الإرهاب.

وَإذَا ما افترضنا أن هناك توجّـهاً أممياً حقيقياً لمواجهة هذه الجماعات، فَـإنَّ التساؤُلَ البريء الذي يطرأُ إلى ذهن الكاتب: ألم يكن من المفترض أن يأخُذَ هذا التقريرُ اهتماماً دوليًّا وإشادةً بما قامت وَتقوم به صنعاء، أَو على الأقل البحث والتحري في صدق هذه المعلومات الهامة؛ باعتبَار أن نشاطَ هذه الجماعات يمثل تحدياً للإرادَة الدولية وَخطراً على الأمن والسلام الدوليين؟ كما تعوّدنا أن نسمع ذلك في الخطاب الأممي!.

غير أن المواقف الدولية وَخُصُوصاً تلك الصادرة عن الولايات المتحدة وَبريطانيا جاءت على العكس تماماً، إذ زادت من حدة لهجتها وَصاعدت إدانتها بالضغط على صنعاء لوقف الحرب ضد تلك الجماعات الإجرامية المارقة عن الأعراف الإنسانية والسماوية، وَبات جليًّا أن المسعى هو إنقاذُ هذه الجماعات وَإبقاءُ حضورها في المدينة.

ولا مجالَ للفرضيات أمام هذه الحقائق ولا مزيدَ من المبرّرات، فمن يعبِّئُ ويبرمجُ وَيدرِّبُ وَيموّل هذه العناصر ثم يمكّنها من التحَرّك بحرية تامة في الميدان وَيمنحُها الغطاءَ الشرعي بأسماء مختلفة، هو ذاتُه الذي يتشدّقُ أمام شعوب العالم بحربها ومكافحتها، فيما هو في الحقيقة يوفرُها لمهام لاحقة، بعد أن تكونَ قد نفذت أجندتَه الخبيثة بحق هذا البلد أَو ذاك، وَهَيَّأت له أسبابَ التواجد العسكري فيه.

وإذَا ما اتضح لنا أن المسارَ الذي تمضي عليه صنعاء بشأن الإرهاب يمثل لهذه الدول خطراً على أدواتها الإرهابية المحظية بالعناية والدعم وَإفشالاً لنفوذها في مأرب واليمن عُمُـومًا، فَـإنَّه يمثّل لصنعاء وكل شعوب العالم الحرة انتصاراً للإنسانية وَللأمن والسلام والتعايش الحضاري.