السيد نصرالله يدعو الإسرائيليين لترك الأرض التي احتلوها ويؤكد أن مستقبل المنطقة يصنعه محور المقاومة
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن هبة القدس في الأسابيع الماضية أظهرت حضور شباب القدس البواسل في الميدان ومواجهتهم آلة البطش الصهيونية. مشيراً إلى أن تفاعل الضفة ودخول قطاع غزة عسكريا بشكل مدروس لنصرة القدس تطور مهم جداً.
وفي كلمة له في فعالية “المنبر الموحد” بمناسبة إحياء يوم القدس العالمي، شدد السيد نصرالله على التزام المقاومة وإيمانها وتمسكها بمسؤولياتها تجاه القضية، داعياً للمزيد من الحضور والتعبير المناسب عن الموقف الصادق والمؤمن والشجاع تجاه القدس وفلسطين.
وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي، قال السيد نصرالله أن من العوامل الإيجابية التي تحصل بهذه المناسبة هي “أولاً هبّة القدس في الأسابيع القليلة الماضية عندما قام أهلها الشرفاء وحضروا في الميدان وخصوصاً شبابها البواسل الشجعان وشاهدنا كيف واجهوا آلة البطش الإسرائيلية والصهيونية… تفاعل قطاع غزّة ودخوله عسكرياً وإن كان بشكل محدود ومدروس لنصرة القدس في محاولة لصنع معادلات جديدة، هذا تطور مهم جداً بين أيدينا.”
وأردف قائلاً “الأمر الثاني أنّ الأحداث وخصوصاً الأحداث الأخيرة تؤكّد تمسّك الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدم تخليه عن أيٍّ من هذه الحقوق، وهذا أمر مهم، تمسكه بحقوقه والتعبير عن صموده وثباته ومقاومته بالأشكال المختلفة، بالهبّات الشعبية، بالعمل العسكري، وصولاً للعملية العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية، العملية البطولية… الملك الذي هو الشعب الفلسطيني ما زال ملكاً وسيبقى إن شاء الله ملكاً، والأجيال الفلسطينية الشابة ما زالت تحمل هذه الروح وهاذ الدم وهذا الإيمان وهذا الاستعداد للتضحية وهي على كل حال تسير في طريق النصر القاطع إن شاء الله.”
وأضاف السيد نصرالله قائلاً “من جملة العوامل، أيضاً إذا قلنا ثالثاً، سقوط مرحلة ترامب وأعمدة ترامب في المنطقة وفي الإقليم ومعها صفقة القرن.”
وأكد السيد نصرالله على ثبات محور المقاومة “وتجاوزه لأخطر مرحلة استهدفت وجوده وكيانه في المنطقة وعلى مستوى الاقليم… اليوم يقف خلف الشعب الفلسطيني وخلف القضية الفلسطينية محور مقاومة جاد وصادق وحقيقي لم يمرّ في العقود الماضية.”
وأوضح أن “تداعي وارتباك المحاور الأخرى، في الوقت الذي نشهد ثبات وصلابة محور المقاومة رغم كل المخاطر والصعوبات والحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجويع والحصار والتزوير والتحريض والكذب والحروب النفسية ومئات وسائل الفضائيات والجيوش الالكترونية، مع ذلك يخرج هذا المحور قوياً، في المقابل تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود تلك الحروب على دول المقاومة وعلى شعوب المقاومة وعلى قوى المقاومة في منطقتنا. إن شاء الله لاحقاً في يوم القدس نفصّل أكثر.”
وعن الكيان الاسرائيلي، قال الأمين العام لحزب الله أن “الأزمات العميقة في الكيان الصهيونية، في داخل الكيان الصهيوني، الأزمات الاجتماعية، الأزمات السياسية، الأزمات الأخلاقية بدأت تظهر على السطح بشكل واضح وبشكل قوي، وكثيرون من الخبراء الصهاينة بدؤوا يتحدثون عن قلقهم على بقاء هذا الكيان في ظلّ هذه الأزمات العميقة… هذه عوامل إيجابية تزيد المسؤولية.”
وعن العوامل السلبية، عدّدها السيد نصرالله بأنه “موجة التطبيع،” وأن “هذا يعني أنّ على بقية العرب وبقية المسلمين وبقية الدول وبقية القوى الحيّة في الأمّة أن يرتفع صوتها أكثر، هذا يعني ازدياد المسؤولية… مع قناعتنا بأنّ هذا التطبيع لن يستطيع حماية هذا الكيان على الإطلاق، قد يعطيه بعض الروح ولكن في كل الأحوال الدول المطبّعة في الآونة الأخيرة هي أصلاً لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من المعركة.”
وطالب بتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، للمقاومة الفلسطينية، وأن يزداد “محور المقاومة تماسكاً، وهو متماسك، يجب أن يتحضّر أكثر، يجب أن تشتدّ قوّته أكثر لأنّ المستقبل يصنعه في هذه المنطقة محور المقاومة.”
وتوجه بالكلام للإسرائيليين قائلاً “أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم سواءً في الخلفيات الدينية أو في الخلفيات العقائدية أو هو موجود في كتبكم أو في نبوءاتكم، وما يقوله أيضاً بعض كباركم وبعض خبرائكم وبعض حاخاماتكم، أنتم تعرفون أنّ هذا الكيان ليس له مستقبل وأنه في معرض الزوال، وأنّ عمره المتبقّي هو عمر قصير، قصير جداً، ولذلك أنتم في هذه المعركة تضيّعون جهودكم، وشبابكم يضيّعون شبابهم ودماءهم بلا طائل.”
وطالبهم بترك الأرض التي احتلوها “لأهلها الحقيقيين، وليعودوا من حيث أتوا، وإلا ستتم إعادتهم بأي شكل من الأشكال، بالقوة أو بغير القوة. هذه الأرض هي للشعب الفلسطيني، هي لشعوب هذه المنطقة على اختلاف انتماءاتها الدينية والايمانية والعقائدية، لكن هذه الأرض ليست لإسرائيل ولا للمستعمرين والمحتلين والمستوطنين الآتين من كل أنحاء العالم.”
وفي ختام كلمته، وجه التحية لقائد فيلق القدس السابق، الشهيد قاسم سليماني، “الذي يبقى اسمه وتبقى صورته وروحه وبصماته وفكره الاستراتيجي وحضوره الميداني، وأنفاسه تبقى حاضرة بقوة في كلّ ساحات وميادين هذا المحور، والذي لا يمكن أن ننساه وننسى شهادته العظيمة، ولا ننسى فضله الكبير ولا ننسى حضوره العظيم الى جانب كل قوي المقاومة في منطقتنا.”
كما وجّه التحية للشعب الفلسطيني، “الى شباب القدس، الى كل أبناء هذا الشعب المظلوم، المجاهد، المقاوم، الصابر، المتمسك بحقوقه، ودائماً كما كنت أقول في كل المناسبات، الأصل، طالما أنّ الشعب الفلسطيني متسمك بهذه الحقوق ويواصل نضاله، مَن تخاذل في هذا العالم لن يستطيع أن يصفّي القضية الفلسطينية، الشعب الفلسطيني وجوده اليوم في الساحات هو الحجة الإلهية الكبرى على كل عربي وعلى كل مسلم وعلى كل انسان حر في هذا العالم الذي تطالبه المسؤولية بأن يقف بقوة وبكل إمكاناته وقدراته الى جانب هذا الشعب.”