منع السعودية للحج.. مشروع كشفه اليمن قبل عقدين من الزمن
تقرير: عمرو عبدالحميد
للعام للثاني على التوالي تقرر السلطات السعودية منع المسلمين من الحج وزيارة بيت الله الحرام، في فريضة تُعد من أقدس الفرائض لدى الأمة الإسلامية.
عدد الزوار من المسلمين في كل عام لـ “مكة المكرمة” كان يصل إلى ما يقارب ثلاثة ملايين زائر من مختلف دول العالم لأداء فريضة الحج، قبل جرأة السعودية بتقليصه إلى 60 ألف من المقيمين فقط وإصدار قرار منع بشكل منفرد ودون التشاور مع الدول الإسلامية على أقل تقدير.
جائحة كوفيد 19 أو ما يُعرف بفيروس كورونا هو القميص الذي يرفعه النظام السعودي بوجه المسلمين رغبة ورهبة في الصد عن المسجد الحرام، وهو ما تؤكده بعض القرارات الأخرى للنظام السعودي الذي سمح بإعادة الأنشطة الترفيهية كتنظيم الحفلات الغنائية وفتح البارات والمراقص الشهر الماضي في خطوة تهدف لامتصاص أي غضب في الداخل قد ينتج بعد منع قرار الحج.
أجمع الكثير من العلماء والساسة والنشطاء أن القرار له علاقة بالتقارب السعودي الإسرائيلي العلني، مؤكدين أن مصدر القرار “واشنطن” قبل “الرياض” وما يدعم هذا الرأي هو مقطع فيديو تم نشره في العام 2019 للرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” وهو يطالب بالعمل على وقف هذه الشعيرة الدينية لما تمثله من خطر على المخططات الصهيونية في المنطقة.
المثير في الحدث هو كشف السيد “حسين بدر الدين الحوثي” رضوان الله عليه، قبل قُرابة عشرين عاماً هذا المخطط، وهو ما لم تنتبه له الأمة بمختلف طوائفها ليتجسد اليوم واقع وكابوس يرزح تحت وطأته المسلمين بمختلف جنسياتهم ومذاهبهم.
في العام 2003 قال السيد “حسين” في إحدى الدروس التي ألقاها على طلابه وتحديداً في ملزمة سورة البقرة الدرس الثامن: «فيما يتعلق بالكعبة يقولون قد حصل وباء من كثرة الازدحام، إذن قللوا العدد “عدد الحجاج” حتى يصبح الحج قضية لا تُعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه “يعطلون فريضة الحج تماماً”».
الرؤية الثاقبة وغير العادية التي كان يتمتع بها السيد “حسين” في تشخيص الأحداث بذلك الوقت أضحت اليوم دليلاً حياً في نظر الكثيرين على صحة المشروع الذي دعا إليه بمواجهة الصهيونية المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.