المطلوب منا هو الارتبط بأهل البيت، وحبهم والصلاة عليهم وتوليهم عامة، فكيف تكون علاقتنا مع الظالمين من آل محمد؟؟
قضية أن تأتي الصلاة عليهم على هذا النحو المطلق، هل في تفسير الآية عندما قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تمامًا {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).
عندما يقول في الآية: (فمنهم.. ومنهم.. ومنهم) من يريد، مِمّن؟ مِن مَن اصطفاهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {مُّقْتَصِدٌ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} ما كأنه بيقول: على الرغم من آنافنا – إن صح التعبير – ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟ لحكمة، ما هو لأنه يريد أن يربطك بظالم رغمًا عنك أو بفاسق رغمًا عنك. لا.
افهم المسألة على هذا النحو: نحن اصطفينا فئة من عبادنا، هذه واحدة، ما معناها هكذا؟ جعلناهم ورثة للكتاب. أن تأتي أنت وتقول: لكن فيهم، ولكن فيهم، وفيهم؟ وكيف نعمل إذا فيهم؟ هو يعلم بكل شيء من قبل أن تعلم أنت، هو يقول لك: هنا وراثة الكتاب هنا، وأنا الذي سأتكفل بوضع الهداة داخل ورثة الكتاب. فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة لكتابه، أليس هذا هو الواجب؟ في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس ممن اصطفاهم؟ ليس من الفئة التي اصطفاها؟ هل تستطيع أن تقول ذلك؟
وهو قال في الآية ثلاث مرات: فمنهم.. ومنهم.. ومنهم، ألم يقل هكذا؟ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ} يعني من من؟ ممن اصطفاهم {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} هل بإمكاني أن أقول: لا؟ أو بإمكان أي واحد أن يقول: لا.. أقول: الظالم أبدًا ليس من الفئة التي اصطفاها الله. هل بإمكاني أن أقول هكذا؟ سأكون مكذبًا بالقرآن، هو منهم لكن هو شخصيًا لا أتبعه، هو شخصيًا لا أتولاه، لا علاقة لي به.
لكن افترض أنه اصطفى هذه الفئة بصورة عامة، لو قلنا بأن هذا الشخص الذي هو ظالم الآن فلان ابن فلان ظالم لنفسه مجرم، أصبح بكونه مجرم أو ظالم خرج عن دائرة من اصطفوا، ثم نشأ منه الذرية الصالحين طلع منهم هداة، من أين هؤلاء؟ ألم نكن قد قطعنا الطريق نهائيًا؟ ممكن أن يخرج الحي من الميت، هكذا، فيخرج من هذا الظالم من هو ولي وهادي وقائد للأمة، وهذا الشخص الجيد من أين؟ أليس ابن المجرم؟ ما هو ما زال من المصطفين؟ يعني الاصطفاء للمجموع، لهذه الفئة.
مثلما حكم بالميراث للورثة، ورثتك رغمًا عنك يرثوك، ما بعضهم تكون أنت تكرهه؟ بل بعضهم يحاول يعمل تمليكات ونذورات وحاجات من هذه لأجل بعض الورثة الذي هو يكرهه؟ ولو أنت مؤمن تقي وابنك مجرم سيرث منك رغمًا عنك، ما هي هكذا؟
هل لكون ابنك قد هو فاجر لا يعد يصح أن يرث منك؟ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} (النساء: من الآية 11) لو أنت من عباد الله الصالحين من السابقين وابنك مجرم فسيرث منك ما دام محسوب داخل ملتك. إذًا فالمسألة هي هنا.
حتى لاحظوا عندما نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين) هل تعتقدوا بأن كلمة: [الطيبين الطاهرين] هو استثناء أو ثناء؟ هو ثناء، نقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم نصفهم بأنهم طيبين ونصفهم بأنهم طاهرين، أصبحت في مفهومنا استثناء أي إخراج من ليسوا.. ومن ليسوا.
إذا كنت تريد أنت أن تخرج، أنت لست بحاجة إلى أن تفكر بأن تخرج أو تدخل، لا تفكر في الموضوع من أساسه كيف؟ لأن القضية هي شهادة باصطفاء هذه الفئة لهذه المهمة.
[آل محمد] ما هذا اسم عربي؟ اسم عربي معروف في اللغة العربية، آله: يعني ذريته، هؤلاء هم المصطفين لوراثة الكتاب، وأن يكونوا هم قرناء الكتاب؛ ولذا قرنهم في حديث الثقلين، ما هم هؤلاء؟
إذًا هؤلاء هم أنفسهم الذين ذكرتهم الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} أليست كلمة: (اصطفينا) أرفع من كلمة: (صلِّ) التي نحاول نتمسك فيها ونحاول نصرفها، لا تجي كذا ولا تجي كذا؟ ما هي أعلى مكانة؟ (اصطفاهم) ثم يقول لك: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} هنا ارتبط عمليًا بالسابق بالخيرات، في نفس الوقت أنت ملزم بأن تؤمن بأن هنا وراثة الكتاب، هنا آل محمد الذين أمرنا بأن نصلي عليهم، على آل محمد.. فصل عليهم نفس الصلاة المطلقة التي صلاها عليهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وجعلها جزءًا من الصلاة عليه.
هل هو استثنى؟ طيب إذا قلنا بأنه لم يستثن أي: أنه يريد أن يدخل الظالمين والفاسقين فيهم؟ القضية ليست قضية قسَّام صلاة، أن أقول: اللهم صل، ثم أقسمها وأنظر كم نصيب هذا وكم نصيب هذا، وأقول لهذا: أنت مالك شي اخرج، وهذا ما هناك نصيب رحلك. ليست المسألة على هذا النحو، أبدًا، وليست صلاتك التي ستجعل محمدًا وآل محمد يرتفعون إلى عنان السماء، الله قد رفع ذكر محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وأشاد بذكره في الأذان: (أشهد أن محمدًا رسول الله) فقرن اسمه باسمه فأنت تشهد أن لا إله إلا الله كما تشهد بأن محمدًا رسول الله، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح:4). ألم يقل هكذا في القرآن الكريم.
لكن بالنسبة لنا نحن، نفهم: أن يقدم لنا هذا الذكر على هذا النحو هو من أهم أبواب الهداية لنا؛ لنفهم أن المسالة مهمة وأنه لا بد أن نكون مرتبطين بمحمد وآل محمد، وأن رسول الله هو الذي أمرنا، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر رسوله ثم عندما أجي أتساءل لكن كيف؟ أنت ثق بالله أولًا. والمسألة هي كما قال الإمام زيد ((أهل بيتي فيهم – كما قلت – المخطئ والمصيب إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم)). هذا شيء مؤكد.
المسألة هي على هذا النحو.. حتى لا تكون أنت مقسم صلاتك على ما قلنا سابقًا.
أمرنا أن نحبهم فنحبهم، أمرنا أن نصلي عليهم فنصلي عليهم، أمرنا أن نرتبط بهم جملة، أمرنا بأن نؤمن بأن هناك وراثة للكتاب وهناك الهداية للأمة، هذا هو الشيء المهم.
إذا جئنا إلى المسألة من جانب آخر ثم أقول: [الذي أعرفه من أهل البيت وهو صالح أنا سأحبه، لكن الآخرين مالي دخل منهم]. كيف أصبحت روحيتك ونفسيتك بالنسبة لأهل البيت، أليست نفسية انتقاء من البداية؟ يعني أنت أساسًا لست مرتبطًا بأهل البيت ولكن إذا ظهر لك أن هناك واحد جيِّد فأنت ستحبه، أليست هكذا؟ والمطلوب هو العكس هو أنني أرتبط بأهل البيت، أحب أهل البيت، أصلي على محمد وآل محمد، أتولى آل محمد على هذا النحو، ثم في ميدان العمل أرتبط بالهداة، في ميدان الولاء عندما يتبين لي شخص سيء أرفضه.. هكذا الطريقة. لا أكون في الواقع رافضًا للكل، إلا إذا ظهر لي فلان والاّ ظهر لي واحد من هناك سأتولاه، ما هناك فرق بين المسألتين؟ لماذا؟
لأن القضية هي قضية هداية من الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لنا يهدينا إلى كيف تكون نظرتنا لأهل البيت، وكيف نرتبط بهم لم يترك المسالة لنا نحن للانتقاء؛ لأننا سنختلف في موضوع الانتقاء أليس هذا هو الذي حصل؟
السنية أنفسهم هم يؤمنون بمحبة أهل البيت، ومن عقائدهم، وجوب محبة آل محمد، لكن ماذا يقولون: [لكن من كان منهم متبعًا للسنة] لاحظ كيف.. فالشافعي منهم يريد من كان من أهل البيت على مذهبه، والحنفي منهم يريد من كان من أهل البيت على الذي يرى بأنه صالح، أي من كان على ما هو عليه من المذهب، أليس كذلك؟ والمالكي كذلك، والحنبلي كذلك، والزيدي كذلك، والجعفري كذلك، والباطني كذلك وكل طائفة على هذا التصنيف.
التصنيف هذا هو ملغي أساسًا، لا قيمة له داخل تشريعات الإسلام بكلها، هذه الروحية ملغية من أيام آدم، الروحية هذه ألغيت من أيام آدم، من أول أمر إلهي توجه إلى آدم، أن أقول: لا بأس الذي يظهر لي منهم أنه مؤمن سأحبه، لكن انظر كيف ستطلع الفوارق، الذي يظهر للشافعي من هناك، أليس هو غير الذي سيظهر لي؟ ألسنا في الأخير سنختلف؟
والمسألة هي أنه يريد أن يربط الأمة بكلها بأهل البيت، فليؤمنوا بأن هنا وراثة للكتاب، بأن هنا العترة التي أمر بالتمسك بهم مع القرآن، ودعوا التصنيفات، فباقي المسألة هي على من؟ على الله، أليست على الله؟ مثلما فهمها الإمام الهادي، مثلما فهمها الإمام زيد مثلما فهمها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الأمر الذي يجب أن نفهمه نحن أيضًا، وإلا فمعنى ذلك أننا لسنا واثقين بالله، عندما تقول: كيف يأمرنا بمحبتهم وفيهم كذا وفيهم كذا، كيف يجعلنا نتمسك بهم وهم كذا وهم كذا. ما أنت تستنكر على الله؟ الله أسجد الملائكة لآدم عندما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ} (البقرة:من الآية30) ألم يقل الملائكة هكذا؟ ليس كلامهم هذا بشيء عند الذي يصدر منا من الكلام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]