يُحَدّثُنا التاريخُ القديمُ والحديثُ بأن التحوُّلَ الفكري (الثقافي) -في أي شعب من الشعوب- يتبعه التحولُ العملي، فهو تعبيدٌ لطريق الطامع بأرضهم وحكمهم بعد أن يصبحوا متنافرين متناقضين غير محصَّنين بهُــوِيَّتهم وتراثهم ووحدتهم، ولو أن العدوان على بلدنا من قبل تحالف الشر السعوأمريكي حصل في ظل غيابِ المسيرة القرآنية وقيادتها الحكيمة لاستطاع السيطرةَ وَاحتلال اليمن في ظرف أسبوع أَو أقل، كما خطط له فعلاً لماذا؟
لأَنَّ الحاضِنَ الشعبي لفكر وثقافة المحتلّ السعوديّ والأمريكي موجودٌ بالجامع والجامعة والمدرسة والمكتبة العامة التي تعتبر ثقافةَ الخنوع والاستسلام للعدو الخارجي القوي (مادياً وعسكرياً) من الدين والحكمة، حسب الثقافة والفكر الوهَّـابي الذي كان يحكُمُ الحاكم والمحكوم في بلادنا ونزع الروح الوطنية والهُــوِيَّة الإيمانية والغيرة من الكثير بما فيهم النخب السياسية والمثقفة منذ مدة ليست بالقصيرة، إلا أن رعايةَ ولطفَ الله بهذا البلد كانت حاضرةً بحضور المسيرة القرآنية على الأرض في التصدي لمواجهة العدوان والغازي والمحتلّ بالاعتماد والتوكل على الله والثقة بنصره، رغم قلة الإمْكَانيات المادية والعسكرية والناصر من الداخل والخارج.
تحَرّكت المسيرة القرآنية بحركة القرآن والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بنشر الثقافة القرآنية، وحرّكت المجتمع وجابهت بها وبهم كيدَ الأعداء، فارتقى المجتمع إلى مستوى العزة والكرامة والصبر والثبات والإعداد العسكري بما استطاع، متوكلاً على الله ووعده بنصر عباده المظلومين والمبغي عليهم.
التفَّ الشعبُ حول قيادتِه الثورية الصادقة والمؤمنة والحكيمة فتحقّق له ما لم يكن في الحسبان، في الميدان والتطور والتصنيع العسكري وبأحدث التكنولوجيا العسكرية التي أبهرت العدوّ كالبالستيات والمسيرات، وقبلها إعداد المقاتل المؤمن والشجاع، ويشهد له العدوّ قبل الصديق، وما الموقف البطولي للشهيد أبي فاضل طومر عنا ببعيد وما أعقب استشهاده بسويعات من قبل رفاقه المجاهدين من إطلاق عملية سموها باسمه (عملية الشهيد أبو فاضل طومر) والتي أسفرت عن تحرير سلسلة جبال الدحيضة وما جاورها بالكامل واستعادة جثمان الشهيد الفاضل والطاهر، هاني طومر، وَتدمير وإحراق أكثر من 50 آلية خلال العملية و4 معدلات واغتنام أسلحة متنوعة، ونشر بعضُ المقاطع من تلك الملحمة البطولية الإعلامُ الحربي، وهذا فضلٌ من الله تعالى ونعمةٌ تستوجبُ الحمدَ والشكرَ له سبحانَه.