دور ثورة 21 سبتمبر فـي تصحيح مسار ثورة فبراير

بقلم / د. نسيب حطيط

ثورة 21 سبتمبر 2014م (الحركة التصحيحية)
لم تتنكر ثورة سبتمبر2014 لثورة فبراير 2011 بل اعترفت بها وأسست على نتائجها وبنت مشروعها على مخرجات ونتائج ثورة فبراير وأكدت أنها استمرارية لها لإعادة تصويب المسار واستعادة القرار وزمام المبادرة للشعب اليمني من المبعوثين الخارجيين ومن متسلقي ولصوص الثورة؛ حيث قال السيد عبد الملك الحوثي فـي خطاب الانتصار “نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف فـي اليمن “مؤكداً أنه” انتصار لكل الشعب وكل مكوناته .وأكد “لسنا فـي وارد الثأر أو الانتقام “مطالباً بـ “الشراكة بدلاً من الاقصاء”.
وقد رفعت الثورة ثلاثة أهداف رئيسية هي:
الهدف الأول: إسقاط الجرعة السعرية وإعادة الدعم للمشتقات النفطية الذي ألغته حكومة الوفاق.
الهدف الثاني: إسقاط حكومة الوفاق الوطني الفاشلة والفاسدة.
الهدف الثالث: تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون وتم وضعها فـي الأدراج
….
إن دور ثورة 21 سبتمبر يتوزع على محورين إثنين على صعيد الدور الجيوسياسي فـي الداخل والخارج، لأن للداخل اليمني تداعياته الخارجية على صعيد الوضع الإقليمي كجزء من المشهد السياسي العربي والإسلامي، فهو عضو فـي جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وهو يمتلك مفاتيح باب المندب وهو عضو الأمم المتحدة، بالإضافة للموقع الجيوسياسي لليمن وأهمية هوية النظام الحكم فيه على صعيد الشرق الأوسط والأمن العالمي، فهو بوابة العرب المائية على مضيق باب المندب وإمدادات النفط العالمي باعتباره الممر الذي تعبر منه إمدادات النفط المصدر إلى الأسواق الأوروبية وإلى الولايات المتحدة من منطقة الخليج إحدى أهم مناطق الإنتاج النفطي فـي العالم، وتقدر الكميات التي تصدر يومياً ما بين 15 إلى 20 مليون برميل تبلغ حصة المملكة العربية السعودية وحدها 10 ملايين برميل، بالإضافة لتهديده الأمن الإسرائيلي من خلال إشرافه على البوابة الجنوبية للبحر الأحمر،
لذا يمكن تحديد أدوار ثورة سبتمبر2014 وفق ما يلي:
الــدور الداخلــــي:
ترميم العملية السياسية وتنفيذ مخرجات اتفاق السلم والشراكة.
الشراكة الوطنية وإلغاء منظومة الحزب الحاكم.
وحدة اليمن وعدم التقسيم ورفع المظلومية عن الجنوب.
تشكيل القيادة الوطنية الموحدة والواعية.
الواقعية السياسية والنضج الثوري.
مكافحة الفقر والعدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن.
مكافحة الفساد ومقاومة الحكم الكلِبتوقراطي (نظام اللصوص)
المراقبة الشعبية للحكومة وأجهزتها.
إصلاح أنظمة التعليم والصحة والإقتصاد الوطني.
مقاومة التكفير والتعصب المذهبي.
الـــــــــــــدور الخارجـــــــــــــي:
إسقاط مشروع الشرق الأوسط الأميركي الجديد.
دعم القضية الفلسطينية.
مقاومة التدخل الغربي – الاستعماري.
العمل ضمن منظومة الأمة الواحدة وعدم الانعزال قطرياً.

ويبقى السؤال …ماذا أنجزت الثورة منذ قيامها؟
إن قراءة منجزات ثورة 21 سبتمبر2014 مع عمرها القصير تؤكد على كثافة الإنجازات المرحلية المباشرة والاستراتيجية، التي تضع مداميك تأسيس المستقبل السياسي اليمني، وذلك ثمرة صمود حركة أنصار الله بالدفاع عن نفسها وعدم الإلغاء من خلال بقائها وصمودها ومقاومة العدوان عليها فـي الحروب الستة التي تعرضت لها منذ العام 2004م مما أهّلها للعب دور الريادة والقيادة لإعادة تصحيح المسار الثوري لثورة فبراير 2011 واستنقاذ اليمن من التشتت والمصادرة الخارجية المباشرة والغير مباشرة،
وتتلخص المنجزات بالأمور التالية:
– إلغاء الزيادة على جرعة المشتقات النفطية.
– إسقاط الحكومة التي شكلتها المبادرة الخليجية (حكومة الوفاق الوطني).
– إلغاء التأثير السعودي المباشر عبر آل الأحمر.
– اعادة تشكيل الخطاب السياسي الوطني الموحد فـي اليمن (مؤتمر عقلاء وحكماء اليمن – اتفاق السلم والشراكة الوطنية).
– محاصرة الجماعات التكفيرية وتقليص نفوذها اليمني.
– تشكيل الحكومة اليمنية التي تضمن مشاركة العدد الأكبر من القوى السياسية اليمنية.
– رفع المطالب الاجتماعية للمواطنين اليمنيين.
– البدء بتأسيس المؤسسات اليمنية السياسية والأمنية على أسس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
– تشكيل اللجان الشعبية لحماية الثورة من التآمر الداخلي والخارجي، ومؤازرة القوى الأمنية والجيش لحفظ الأمن والاستقرار.