استمرت المؤامرات على بلدنا من هذه القوى العميلة والمرتهنة للخارج وحتى من دول إقليمية وعلى رأسها النظام السعودي العميل والتي لم يعد لديها أي توجه إلى بناء بلدانها وخدمة أمتها أبداً ولا استشعار لأي مسؤولية باعوا أنفسهم من الشيطان ومن عبيد الشيطان وهي القوى التي تحدثنا عنها في بداية حديثنا عن المشروع الأمريكي وأن هناك جزء من الأمة ارتمى في أحضان أمريكا وأختار أن يكون أداة رخيصة للمشروع الأمريكي لعدة اعتبارات:
• البعض منها مخدوع بالأمريكي، يتصور أنه بذلك سوف يسلم من الاستهداف الأمريكي وسوف يكسب من مكانة أمريكا، من نفوذ أمريكا، من سيطرة أمريكا، وسوف يصبح واحداً من المعدودين ضمن الحلف الأمريكي، ومن يدورون في الفلك الأمريكي، ويرى أن هذا خياراً صحيحاً ومهماً، يعطيه اعتباره وأهميتهُ ويحافظ عليه، ويشكل عامل استقرار له ومكسب على كل الاعتبارات.
• البعض قد يكون في حالة خوف ورعب مفجوعين وفزعين، ولكن لغباء هذه الفئة، غبية لحدٍ عجيب، وفي نفس الوقت موقفها يشهد بكل وضوح على تدني رهيب، وأحياناً أكثر من تدّنِ، انسلاخ عن القيم والمبادئ الإسلامية والقرآنية التي تنتمي إليها، نظام معين، سلطة معينه، حزب معين، تيار معين، يقدم نفسه على أنه مسلم، أكثر من ذلك إسلامي، يعني يتبنى مشروعاً على المستوى السياسي إسلامياً، يقدم نفسه ممثلاً عن الإسلام في مواقفه في سياساته في توجهاته بشكل عام، ولكن تشهدهُ تلحظهُ تراهُ وقد ذاب بشكل تام ضمن المشاريع والمخططات ألأمريكية، أصبح واحداً من الأدوات، واحداً من أدوات أمريكا تحركهُ، تفعلهُ، يفعل في سبيل أمريكا كل شيء، يسفك الدم الحرام، يقتل النساء والأطفال، يفتري الأكاذيب ويقول البهتان، لا ينضبط في خدمته لأمريكا بأي ضوابط.
ومن الطبيعي جداً أن يكون الإنسان هكذا إذا أصبح ضمن الأدوات، وواحداً من الأدوات التي يحركها الأمريكي وتتحرك لخدمة الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، من الطبيعي جداً أن تكون على هذا – النحو، متجردة من القيم من الأخلاق من المبادئ، تكذب تفتري تظلم تسفك الدم الحرام تستهتر بكل القيم تستهتر بكل الأخلاق تتجرد حتى من الإنسانية، هذا هو شيء طبيعي، مع الحفاظ على العناوين والشكليات، هذا وارد، لأن البعض مثل النظام السعودي يحاول أن يحافظ على بعض العناوين والشكليات وكذلك حزب الإصلاح على مستوى بلدنا، ولكن كلها ليست إلا مجرد عناوين مفرغه، لا مصداقية لها، ما ورائها هو الشيء الفظيع، أشبه بالمنافقين في مسجد الضرار، يعملون لهم مسجداً للعبادة ولكنه كما قال الله: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، [التوبة:107] مسجد كفر، ينتج كفراً، ظاهِرةُ إسلام وباطِنهُ كفر، باطِنهُ ظلم، باطِنهُ شر، باطِنهُ خدمة لأعداء الأمة، جوهره هدفةُ نتائجهُ ثمرته.
هذه هي الحالة لدى أولئك، فجزء من أبناء الأمة أتجه هذا الاتجاه ونحا هذا المنحى، عبدوا أنفسهم وجندوا أنفسهم، سخروا أنفسهم وكل الإمكانات التي بأيديهم وتحت سيطرتهم، وبكل جهد، يعني يبذلون قصار جهودهم على نحو عجيب، من يتأمل ما يبذله النظام السعودي على كل المستويات في خدمة أمريكا وإسرائيل، يرى فعلاً كم هم أغبياء، كم هم خاسرون أنهم يقدمون ما بأيديهم من أموال بدون ضوابط ولا حدود ولا قيود، المليارات لدرجة أنهم عانوا اقتصاديا وهم أثرياء جداً، لديهم ثروات هائلة مستغلين لها ومسيطرين عليها ومتحكمين بها، مستعد يعمل أي شيء، يقدم أي كمية أي مقدار من الأموال، يقتل الآخرين يعتدي على الآخرين يُعادي الآخرين، إعلامهُ يُشغلهُ على أقصى حد ممكن، كل ما بيده كل وسائله يشغلها وبجدية عجيبة جداً، ولا عشر، ولا معشار هذه الجدية رأيناها في أي قضية لخدمة الأمة، هل وقف النظام السعودي في معشار معشار معشار ما يقدمه اليوم لخدمة أمريكا وإسرائيل ليقدم شيئاً لصالح القضية الفلسطينية.لا. أي قضية لمصلحة الأمة ؟ لا. وغير غريب عليه من الطبيعي أن يكون سيئاً إلى هذه الدرجة وعلى هذا المستوى.
حزب الإصلاح كذلك يقدمون في سبيل المشروع الأمريكي كل التضحيات، بل حاولوا أن يجعلوا توجههم، مشروعهم، انطلاقتهم، ليس لهم مشروع أصيل، هو بذاته نفس المؤامرة الأمريكية المشروع الأمريكي، جعلوه هو المشروع، جعلوه هو القضية، جعلوه هو المسار، جعلوه هو المسلك، جعلوه هو الطريق، فوظفوا كل شيء فيه ولخدمته، والبعض منهم يرى نفسه كبيراً ومهماً وعظيماً إذا قبلت أمريكا به، وقبلت به بالتأكيد عبداً طيعاً وخادماً صاغراً وخسيساً، هذه فئة من الأمة.
واستمرت المؤامرات على بلدنا خدمة لأمريكا إلى أن شنوا هذا العدوان الظالم المجرم المتوحش على بلدنا بدءاً بقتل المصلين في مسجدي بدر والحشحوش بهدف تركيعه وإرجاعه إلى بيت الطاعة والعبودية لأمريكا بعد أن تم انتزاعه من بين مخالب أمريكا والنظام السعودي وخرجت أمريكا ومعها أداتها السعودية ومعهم أيضاً أدواتهم المحلية من حزب الإصلاح وغيره من المكونات والأحزاب يجرون أذيال الخيبة والخسران بعد أن طردهم الشعب اليمين الحر الأبي وإلى غير رجعة وانتهاء بالعدوان العسكري بتاريخ 26 مارس 2015م. ويستمر يمن الإيمان والحكمة في الجهاد والتضحية حتى النصر المؤزر بعون الله
شعبنا اليمني العظيم يمن الإيمان والحكمة يمن الأنصار يعرف تماماً أن ثمن الحرية باهضاً ولذلك واجه كل هذه التحديات وانطلق إلى الجبهات لمواجهة الغزاة وقدم وما زال يقدم التضحيات من خيرة أبنائه؛ لأنه على يقين بأن كلفة المواجهة والصبر والثبات في وجه العدوان لنيل الحرية والاستقلال في الأخير هي أقل بكثير بكثير من كلفة الاستسلام للأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما من الأنذال والدواعش والمرتزقة (بلاك ووتر) و(الجانجاويد) وبدو الصحراء وغيرهم من شذاذ الآفاق والمجرمين والقتلة.
شعبنا يدرك بأن الصبر مع الله وفي سبيله ثمرته عزة وكرامة وحرية في الدنيا والجنة والسعادة الأبدية في الآخرة.
وأن ثمرة الاستسلام للمجرمين معناه الذلة والخزي والعار والاستعباد في الدنيا وجهنم والعذاب الأبدي في الآخرة.
وكما انتصر شعبنا في ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بعد معاناة وصبر وتضحيات فإنه على يقين من خلال وعد الله وسنن الكون بأنه المنتصر في نهاية المطاف وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.