ولهذا يمكنُ التغلُّبُ على هذا التحدي حينما تكونُ هُناكَ إرَادَةٌ سياسيةٌ جَادَّةٌ لمواجهة هذا الخطر، وحينما يتمُّ البناءُ الصحيحُ للجيش والأمن، وفي نفس الوقت تفعيل الجيش والأمن للقيام بالمهمة والمسؤولية الرئيسية في حماية الشَّعْـب والدفاع عن البلد، إضافةً إِلَـى تظَافُرِ الجهود الشَّعْـبية.
ومن المهم أَيـْـضاً ألا يكونَ هناك أَيُّ غطاء سياسي يخدُمُ أولئك أو يستفيدُ منه أولئك، وفي سياق الواقع الأمني يمكنُ للناس، للشَّعْـب، للجان الشَّعْـبية أَن تكون جنباً إِلَـى جنب مع الجيش والأمن؛ للإسهام بشكل كبير في إرساء الأمن والاستقرار حتى تتعافى المؤسسةُ الأمنية من الوضعية التي هي فيها نتيجة الماضي.
في هذا السياق أَيـْـضاً هناك جُملةٌ من العوامل المهمة المساعدة على التغلُّب على التحديات:
أولها: الإيمان بالشراكة، والإيمانُ أَيـْـضاً بالعدالة، حينما تؤمنُ المكوناتُ والقوى السياسية بمبدأ الشراكة، وأنه بات ضرورةً إِلَـى هذا المستوى لإصلاح الوضع في بلدنا، وبات أساساً متفقاً عليه، بات أساساً مقراً من الجميع لإدارة شؤون هذا البلد، الشراكة إنها هي التي تجسِّدُ العدالة، ويمكن أَن تكونَ هي قواعدً للعدالة؛ لأنه لا يمكنُ في مثل هذه الظروف ومثل هذه المرحلة أَن يأتيَ طرفٌ ما ليفرضَ نفسَه على كـُـلِّ الشَّعْـب الـيَـمَـني! هي مرحلة بناء دَوْلَة، فالإيمانُ بالشراكة والتجسيد لقيم العدالة يمكنُ أَن يُسهِمَ إِلَـى حَدٍّ كبير في تحقيق الانجازات الكبرى..
ثانياً: الاهتمامُ وتعزيزُ الروابط الأخوية والوطنية على أساس العَيش المشترك، وعلى أساس حَلِّ أَية مشكلات عبر الحوار والتفاهمات، وفي هذا السياق أوجِّهُ دعوةً أخويةً إِلَـى حزب الإصلاح أَن أيدينا ممدودةٌ للسلام والإخاء والتفاهُم، وأنه كحزب يمكنُ له أَن يُعيدَ لُحمتَه مع الشَّعْـب ومع هذه الثورة المباركة، من خلال ما تم الاتفاقُ عليه في اتفاق الشراكة الوطنية.
أَيـْـضاً من أهم العوامل المساعدة على التغلُّب على التحديات إعادةُ اللحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية وإنصاف الجنوبيين، إخوتُنا في الجنوب متضررون ومظلومون، والكل مؤمن بمظلوميتهم، وإلى حد الآن لم يلقوا الإنصاف ولم تتحققْ لهم العدالة، هنا نلح ونؤكدُ ونصرُّ على ضرورة المبادَرَة بخطواتٍ جادة وفاعلة باتجاه تحقيق العدالة تجاه مظلوميتهم، ونؤكدُ أننا سنكونُ جنباً إِلَـى جنب مع إخوتنا في الجنوب لحين إنصافهم ولحين حَلِّ قضيتهم، ولحين إقامة العدل الذي يتوقون إليه.
إن من أهم العوامل التي تساعدُ على التغلب على كـُـلّ التحديات، وعلى أَن يواصلَ شَعْـبُنا الـيَـمَـني العظيمُ مشوارَه في التقدُّم إِلَـى الأَمَـامِ وإنجاز مطالبه وتحقيق حُلمه ببناء دَوْلَة عادلة، هي الروحُ الشَّعْـبية والتَحَـرُّكُ الشَّعْـبي المقوِّمُ دَوْماً لأي انحراف. يجب اليقظة ومواصلة المشوار حتى تحقيق الدولة العادلة
هذه من أهم المسائل التي ينبغي أَن نحرصَ عليها، حينما نحقق الخطوة الأولى وهي إعلانُ الاستجابة لمطالب الشَّعْـب، ونحققُ الاتفاقَ الذي أقر وأرسى جُملةً من المعالجات والحلول والمبادئ، هذه هي خطوةٌ في الطريق، ولا بد أَن يواصلَ شَعْـبُنا الـيَـمَـني وبعزمه وإرادته وبرُوحه الثورية أَن يواصلَ مشواره حتى يتمَّ له ما يريدُ من بناء دَوْلَة عادلة.
ممكن فيما إذا تحقق الاتفاقُ التخفيفُ من حالة التصعيد، ولكن يبقى الشَّعْـبُ الـيَـمَـني راصداً ومراقباً لسير الوضع السياسي، لأداء الحكومة حينما تتشكل، لمدى تنفيذ الاتفاق، لا يجوزُ ولا ينبغي نهائياً أَن يغفلَ الشَّعْـبُ بعد الآن عن الواقع السياسي.
يجبُ دَائماً أَن نحرصَ على رصد وضعنا الاقتصادي، أَن ندركَ أننا كشَعْـب يمني في حالِ غفلنا أو تساهلنا أو فقدنا الاهتمامَ بشأننا وواقعنا السياسي فإن المتربصين كُـثْـرٌ، والانتهازيين أكثر، وَفي أَيَّة لحظة من لحظات الغفلة أو انعدام اللامبالاة أو انخماد الروحية الثورية يمكنُ أَن يحاولوا أَن يقفزوا من جديد ويحاولوا أَن يتغلَّبوا على آمال هذا الشَّعْـب وأن يحققوا طموحاتِهم الإقصائيةَ والاستبدادية والاستئثارية.
ولكن من الآن وقدماً قدماً، ليبقى شَعْـبُنا الـيَـمَـني مدركاً لمسؤوليته تجاه نفسه، وأنه لا يمكنُ أَن يبقى يراهنُ على أحد، كما حدث حينما تَحَـرَّكَ بمطالبه، لم تستطع الإرَادَةُ الخارجية أَن تتغلبَ على إرادته، وفشل المراهنون على الخارج في مواجهة الشَّعْـب.
اليومَ ثبَتَ لشَعْـبنا الـيَـمَـني العظيم أنه حينما ينهَضُ بمسؤوليته معتمداً على الله وعلى نفسه أَن بإمكانه أَن ينتصرَ، والانتصارُ الذي تحقق إِلَـى الآن هو خطوةٌ أولى في الطريق ولكن بقيت خطواتٌ كثيرة.
إنَّ تحقُّقَ الانتصارُ بشكل كامل هو حينما نرى في بلدنا الـيَـمَـني العظيم دَوْلَةً عادلةً تجسدُ مبادئَ العدل وتحقق لشَعْـبنا الـيَـمَـني العظيم الاستقلالَ والحرية والكرامة والرفاهَ الاقتصادي والأمن، وتحقق لشَعْـبنا الـيَـمَـني العظيم ما يتوقُ إليه من حياة كريمة.
هنا يمكنُ أَن نفترضَ أننا فعلاً أكملنا المشوارَ، ووصلنا إِلَـى حيثُ نريدُ أَن نصلَ، ولكن حتى نصلَ إِلَـى هناك وحتى يتحققَ هذا الأمل – وهو سيتحققُ بإذن الله – ليبقى لدينا دَائماً الحسُّ الثوري والانتباهُ المستمرُّ، ومواصَلةُ أَيَّة خطوة لازمة في مواجهة أَيَّة حالة انحراف، من اليوم فصاعداً لا ينبغي أبداً أَن نسكتَ حينما نشاهدُ أيَّةَ محاولات للانحراف أو محاولات للانقلاب على ما تم الاتفاقُ عليه.