الدور المتميز لأبناء اليمن في نجاح الثورة

وبرَزَ في هذه الثورة الشَّعْـبية الدورُ المُتَمَـيِّزُ والجهودُ المتظافرةُ لكل أبناء شَعْـبنا الـيَـمَـني العظيم، بدءاً من سُكَّانِ صنعاء ومحيطها الشرفاء الذين كانوا في طليعة المظاهرات والاعتصامات، والذين استضافوا بكلِّ كرم وسخاء مُخَـيَّـماتِ الاعتصام، والوفودَ المتدفقةَ القادمةَ من سائر المحافظات، والذين بذلوا المالَ، وتقدموا في الموقف، ورفضوا الضغوطَ ولم يتأثروا بالإغراءات.
أَيـْـضاً تَمَـيَّزَ دورُ المحافظات في الوفود إِلَـى مُخَـيَّـماتِ الاعتصام في صنعاءَ ومحيطها، جنباً إِلَـى جنب مع السكان هناك، وفي المسيرات والمظاهرات التي شهدتها المحافظاتُ بشكل مستمر حتى انتصارِ هذه الثورة المباركة.
وأيضاً في قوافل الدعم الشَّعْـبي التي تعبِّرُ عن كَرَمِ الـيَـمَـنيين وعن عطائهم، وتقدِّمُ الصورةَ الحقيقيةُ عن هذه الثورة التي هي ثورةٌ شَعْـبيةٌ بامتياز، تَحَـرَّكَ فيها الشَّعْـبُ بوعي وبقناعة وبإرَادَة وبعطاء وبصبر وبتضحية، لم تأتِ الأموالُ إِلَـى الثائرين من دَوْلَة هنا أو من دَوْلَة هناك، بل كان المجهودُ الشَّعْـبي في ما يقدّمُ وفي ما يعملُ هو الذي قامت عليه هذه الثورة المباركة.
شكر خاص لأبناء الجيش
تَمَـيَّزَ أَيـْـضاً دورُ الجيش والأمن أَوَّلاً في المشاركة الفعلية الفاعلة في الاعتصامات، حيث تواجَدَ الشرفاءُ والأحرارُ من أبناء جيشنا الـيَـمَـني البطل والحر، توافدوا أَيـْـضاً كسائر أبناء الشَّعْـب إِلَـى مُخَـيَّـمَات الاعتصامات، وكان لهم حضورُهم الواضحُ والبارزُ والمُتَمَـيِّزُ، وأيضاً كانوا في مقدمة الصفوف في المسيرات بكلها في العاصمة صنعاءَ وفي سائر المحافظات.
وبرَزَ أَيـْـضاً دورُ الجيش والأمن الإيجابي والمُتَمَـيِّزُ جدّاً والوطني حينما رفض الجيشُ أَن يتولى تنفيذَ الجرائم البشعة بحق الثائرين، سواءٌ في المظاهرات والمسيرات، أو في مُخَـيَّـمات الاعتصام، لقد أثبت الجيشُ وطنيتَه والتحامَه بالشَّعْـب وأنه وَاعٍ لطبيعةِ مهمته ودَوره الحقيقي ومسئوليته المقدسة حينما رفض أَن يكونَ أداةً قذرةً بيد قوى الإجرام التي أرادت له أَن يتورَّطَ في قمع الشَّعْـب، فلم يذعِنْ لها ولم يخضَعْ لها، ولم يتورط كما أرادت له أَن يتورَّطَ، بل اتخذ الموقفَ السليمَ والطبيعيَّ والمسئولَ والمشرِّفَ، فكان إِلَـى جانب الشَّعْـب، ومن الشَّعْـب وإلى الشَّعْـب، ووقف في هذه المظاهرات في مقدمة الصفوف.
وأيضاً داخل المعسكرات، لم يقبل أبداً بأن يذعِنَ للقرارات الخاطئة التي أرادت له أَن يمارسَ الظلمَ بحق نفسه وبحق شَعْـبه، لقد أدرك جيشُنا الـيَـمَـني العظيمُ مسئوليتَه الحقيقيةَ، أَن يساهمَ إيجابياً وبشكل فعال ومؤثر حقيقةً لأن تنتصرَ هذه الثورة، وفعلاً انتصرت، رفض جيشُنا العظيمُ أَن يكون درعاً للفاسدين، وحامياً للظالمين وأداةً بيد المتجبرين، وأعلن موقفَه الصائبَ وأوضح موقفَه المسئول.
لا يمكن أَيـْـضاً أَن ننسى دورَ القبائل والوجاهات الاجتماعية من كثيرٍ من المشايخ وغيرهم، القبائلُ كان لها أَيـْـضاً دورٌ مُتَمَـيِّزٌ جنباً إِلَـى جنب مع كـُـلّ فئات الشَّعْـب مع المكونات من مختلف المؤسسات الحكومية وكل الفئات الشَّعْـبية.
لا يمكنُ أَن ننسى أَيـْـضاً الدورَ العظيمَ للجان الشَّعْـبية التي قامت هي بتنفيذ الخطوة الأخيرة من المرحلة التصعيدية الثالثة، وتوجت كـُـلَّ الجهود التي قام بها أبناءُ شَعْـبنا الـيَـمَـني العظيم، توَّجتها بخطوة فاعلة مؤثرة وحاسمة، أزالت بقوة الله وبإذن الله وبجهد الشَّعْـب عقبةً كبيرةً أَمَـامَ هذه الثورة وَأَمَـامَ القرار السياسي.