السلطة العميلة تلجأ إلى القتل كوسيلة للقضاء على الثورة
السلطة العميلة ترتكب أكبر حماقة باعتدائها على المتظاهرين في شارع المطار متجاهلة التحذير الذي أطلقه قائد الثورة السيد عبد الملك بعدم المساس بالمتظاهرين السلميين. كان ذلك بتاريخ 09/09/2014 م
وعقب الاعتداء على المعتصمين بشارع المطار يطل السيد عبد الملك متحدثاً ومتوعداً ومحذراً المجرمين بالكف عن حماقاتهم ومما قال:
عزائي قبل أن أبدأ الحديث لأُسرتَي الشهيدين العزيزين الذين استشهدا بالأمس إثر المحاولة الظالمة لاقتحام المخيم في ساحة المطار في صنعاء، وإقداري وإعزازي وحبي وإجلالي للثوار الأعزاء الذين صمدوا هناك وجسدوا إباء شعبهم اليمني وقِيَمِه العظيمة وهم يتصدون لمحاولة الاقتحام الظالمة والفاشلة.
يا شعبنا اليمني العظيم؛ إنك وأنت تواصل مشوارك الثوري في المطالبة بحقوقك المشروعة والعادلة لتثبت للعالم كل العالم أنك شعبٌ أبيٌّ وحرٌّ وصادقٌ وشامخٌ، وأنه لا يُثنيك شيءٌ عن المطالبة بحقوقك المشروعة، إن كل المحاولات لإعادتك إلى الوراء أو لفرض حالة الصمت عليك أو لتركيعك وإخضاعك هي محاولات فاشلة وهي محاولات غبيَّة، وهي محاولات لا تُجدي أولئك الذين يمارسونها.
شبعنا اليمني العظيم في تحركه الثوري الواسع، في مخيمات الاعتصام، في المسيرات والمظاهرات، في قوافل الدعم والمجهود الشعبي التي تعبّر عن عطاء وكرم هذا الشعب من مختلف المناطق في تحرك هذا الشعب بجميع فئاته المواطن والجندي والضابط والعالم والمتعلِّم والمثقف والمزارع، كل فئات هذا الشعب اليمني من مناطقه المختلفة، من وسطه، من جنوبه، من شماله.
هذا الشعب العظيم هو تحرك بوعيٍ وبجدٍ ولن ينثني ولن يتراجع، هو تحرك وهو يعي حقيقة الواقع حقيقة الموقف، يعي بأن مطالبه مشروعه، ومهما حاول الآخرون أن يثنوه أو يردوه أو يعيقوه عن الوصول إلى تحقيق هذه المطالب فلن يتمكنوا – بإذن الله – ولن يستطيعوا ذلك نهائياً.
كل المحاولات المتنوعة والمفجوعة من جانب الفاسدين الذين يحاولون أن يتصدوا للشعب في تحركه المشروع ومطالبه المشروعة كل محاولاتهم فشلت، سياسة التضليل الإعلامي والذي يستغل الإعلام الرسمي والمؤسسات الإعلامية الرسمية التي هي ملكٌ للشعب، وحقٌ للشعب، ويستغل أيضاً الوسائل الإعلامية التي لبعض الأحزاب، ويستغل كذلك الدعم الإعلامي الخارجي فشلت, لا هي نجحت في التشكيك بالأهداف ولا بالمطالب، ولا هي استطاعت منطقياً أن تواجه هذه المطالب المشروعة.
اليوم شعبنا اليمني العظيم لا يمكن أبداً أن يرتجف، ولا أن يخاف، ولا أن يتراجع عن مطالبة المحقة والمشروعة، لا يمكن. من يعوّل أو يراهن على تلك التصرفات الإجرامية والممارسات الظالمة ويتوهم أن بإمكانه من خلالها أن يخيف الناس فلن يخيفهم، إذا كان هناك من يمكن أن يخاف فربما القليل، أما الأكثر من أبناء شعبنا فهم أحرار وأعزَّاء.
واليوم تتعزز ثقافة الخوف من الله في أوساط شعبنا اليمني العظيم، تتعزز ثقافة التوكل على الله، تتعزز ثقافة الاعتماد على الله، تعزز ثقافة أن لا نخاف إلاَّ من الله وأن لا نركع إلاَّ لله، تتعزز ثقافة فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
اليوم يدرك شعبنا اليمني العظيم أن أولئك المتهورين والمجرمين الذين يمارسون الممارسات الإجرامية هم من هم خائفون منهم في موقف الهلع والجزع والفزع والإرباك، وتصرفاتهم الإجرامية هي نابعة من خوفهم، من رعبهم، من قلقهم، هم يعيشون حالة إرباك غير مسبوقة.
ثم قال:
في هذا السياق في حال لم تتعقل تلك القوى، لم تستجب لمطالب الشعب، أصرّت على تعنتها واستكبارها وسلكت المسلك الخطير والخاطئ في التصدي لهذه المطالب بأي وسيلة بما فيها الاعتداءات فما الذي يتطلبه الموقف؟ وما هي مسؤوليتنا كشعبٍ يمني ؟.
أولاً: أن نواصل مشوارنا في التصعيد الثوري والمطالبة الجادة بهذه المطالب المشروعة، وأن نُدرك أن العدل بقدر ما هو حاجة وهو ضرورة هو مسؤولية، نتحمل مسؤولية إقامة العدل ومواجهة الظلم ومواجهة الفساد، وهناك مقومات أساسية يجب أن نحرص عليها وأن نستمر في تحركنا على أساسها:
أولها الصبر.
والصبر في مقام العمل، الصبر على أي متاعب، على متاعب المرابطة في المخيمات، على أي متاعب لأي أحداث أو مواقف، الصبر في المقام العملي هو ضرورة للوصول إلى نتائج كبيرة.
نحن أمام قضية مهمة لنا جميعاً كشعب يمني، نحن أمام مستقبل نرسمه، مستقبل واعد، مستقبل الحرية والكرامة والعزَّة والأمل الموعود، مستقبل الدولة العادلة غير المُستأثِرة وغير المُستبِدَّة، هذا الذي نريده: مستقبل الكرامة، والأمن، والاستقرار، والعيش الكريم، والرخاء الاقتصادي. هذا المستقبل نحتاج إلى أن نصبر وأن نتحمل المسؤولية حتى نرسمه نحن.
أما المستقبل الذي يمكن أن يرسمه لنا الفاسدون والمستبدون وأصحاب الصفقات مع الخارج، فهو: مستقبل البؤس، والحرمان، والشقاء، والفقر، والاختلالات الأمنية، والانهيار الاقتصادي، والاختلال الأمني (مستقبل داعشي بامتياز) مستقبل الذبح والقطع للرؤوس على أيدي الدواعش، ما بالك حينما يصلون إلى السلطة ويقيمون دولتهم التي ينشدونها ليصفوا حساباتهم مع الجميع، ما الذي يمكن أن يحصل؟!.
الصبر قضية أساسية في مقام العمل والموقف والمهام الكبيرة والمواقف العظيمة والأهداف الكبرى تحتاج إلى الصبر إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153] بالصبر يكون الله معنا، وهذا المكسب الأكبر؛ بالصبر يرحمنا الله، وبالصبر يعيننا الله، وبالصبر ينصرنا الله، وبالصبر يؤيدنا الله، وبالصبر يعزّنا الله، وبالصبر يُسقِط الله كل أولئك المتعنتين والمتجبرين والفاسدين والعابثين.
لا بُدّ من الصبر وأن نحذر الملل، المسألة ليست مجرد مسألة عادية أن يخرج الإنسان إلى الشارع وإذا لم تنجز المسألة في خروجه ذلك عاد إلى البيت وانتهى الأمر، لن ينته الأمر أن تعود إلى بيتك وتسكت، معناه تعيش طول حياتك في بؤس وحرمان وفقر وعناء ونكد ليس هذا فحسب، معناه أن تنتظر الدواعش إلى أن يأتوا بسكاكينهم ليذبحوك سواءً من (القفا أو من الأمام) على حسب اختلافهم واجتهاداتهم في هذه المسألة، المسألة كارثية على الإنسان.
الذي يُشرِّفنا والذي فيه الخير لنا، والذي فيه العزّ لنا، والذي فيه الكرامة لنا، والذي به الوصول إلى حقوقنا المشروعة هو: الصبر في مقام العمل، الصبر في مقام الثبات، والله سبحانه وتعالى له بشارة.. بشارة للصابرين هو يقول وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155].
فصبرنا في مخيمات الاعتصام، صبرنا ونحن نواجه كل التحديات وكل الاعتداءات، صبرنا ونحن نتحرك في المسيرات، صبرنا ونحن نعطي ونحن نُقدِّم ونحن نبذل هو صبر وراءه خير، وراءه فرج، وراءه مستقبل واعد، وإلاّ فما البديل عنه؟ صبر من نوع آخر، صبر في مقام ذلة، وهوان، وانكسار، وجوع، وفقر، وبؤس، ثم في نهاية الأمر ما – قلناه سابقاً – في ظل الانهيار الأمني وانعدام الأمن ما يمكن أن يحصل.
أيضاً نحن معنيون بالاستمرارية في العطاء والتضحية.
حينما يتابع الإنسان قوافل الدعم الشعبي وهي تتحرك من المحافظات من محافظة صَعْدَة، من محافظة ذَمَار، من محافظة حَجَّة، من محافظة صَنْعَاء، من داخل الأمانة، من محافظات كثيرة الجَوْف، محافظات كثيرة، يرتاح، يدرك أن شعبنا اليمني شعب عظيم شعبٌ مِعطَاء، شعبٌ يقول ويفعل ويُعطي ويبذل، وبالتالي هو شعبٌ فعلاً جديرٌ بالكرامة.
شعبنا اليمني ليثق بالله وليطمئن وليدرك أنه باعتماده على الله وبأنه على الحق وفي موقف العدل لا يقلق، هو المنتصر حتماً ما دام متحركاً وقائماً بمسؤوليته…
نحن بعد كل هذا الشرح، وبعد كل هذا الحديث، نؤكد: أننا عند التزامنا بالوقوف إلى جانب شعبنا والدفاع عن ثورته، نحن يا شعبنا اليمني العظيم: سنكون دائماً حيث كنت أنت في مطالبتك بالحق والعدل في مطالبك المشروعة، ونحن أيضاً سنقف في حماية هذه الثورة ودعم هذه الثورة والدفاع عن حقوق هذا الشعب، التزامنا بالدفاع عن هذه الثورة وبحمايتها هو التزام صادق، والتزام مبدئي وقيمي وأخلاقي وإنساني لا يمكن أن نتركه ولا أن نتنصَّل عنه أياً كان الثمن.
أنا شخصياً حاضر أن لو كان – الثمن أن أدفع حياتي في سبيل الله وفي سبيل هذا الشعب لن أتردد في ذلك، المسألة بالنسبة لنا أن هذا التزام مبدئي وقيمي وأخلاقي، وبالتالي نحن جادون حينما نحذر من الاعتداءات على الثوار، الثوار يتحركون بطريقة مشروعة هذا أمر واضح ومؤكد، الثوار يتحركون بطريقة سلمية مظاهرات واعتصامات، لا مبرر أبداً لاستهدافهم أو القيام بقتلهم.
نحن لا يمكن أن نتغاضى عن الحادثة التي حصلت يوم أمس ولا أن ننساها، هم قدموا لنا وعداً والتزاماً بمحاكمة الجُناة فيها الذين باشروا عملية القتل.
أمام أي اعتداءات قادمة المسألة خطيرة جداً، إذا كانت قوى الفساد والاستبداد تريد أن تسلك هذا المسلك فإنني أحملها المسؤولية أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ عن كل ما سيترتب على اعتداءاتهم وجرائمهم بحق هذا الشعب حينها يمكن أن نتخذ خطوات متعددة وأن نُسنِد هذا الشعب (ولكل مقامٍ بما يناسبه ولكل موقفٍ بقدره) لكن ليُدركوا أنه لا يمكن أن نتفرَّج عليهم وهم يقتُلون، ولا يمكن أن نسمح بفرض معادلة جديدة في استباحة الدماء أو قتل الناس ؛ لا يمكن أبداً ذلك.
وهناك من يتخوف لما يمكن أن يحصل من نتائج بعض القوى السياسية، لينصحوا أولئك، وإذا كان أولئك يتصورون أنهم سينكبون هذا الشعب أو أنهم سيقومون بقتل الناس وإثارة المشاكل والفتن وتخريب الأمن والاستقرار وتكون المسألة عادية – لن تكون المسألة عادية.
اليوم يمكن للشر الذي يفتعلونه أن يحيط بهم، وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ[فاطر:43] – يمكن أن تطالهم يد العدالة الإلهية ويد الشعب الضاربة، يمكن أن تطال رؤوسهم، يمكن أن تطال كل ما يهمهم كل ما يحرصون عليه، يعني هم بالتأكيد: إذا هم يريدون أن يضروا الشعب فبالتأكيد سيتضررون.
اليوم هناك معادلة جديدة، وبالتالي لا يمكن أبداً أن نقبل بما كان عليه الحال سابقاً أن يستبيحوا الدماء بدون مقابل.
في هذا السياق نحن الآن، وأقول بوضوح: هناك إلى جانب نشاطنا الثوري وتحركنا الثوري، هناك مفاوضات مستمرة، نقاش مستمر، نسعى أيضاً بكل جهد لإقناع تلك الأطراف بأن تتقبَّل وتتفاعل إيجابياً وتستجيب لمطالب شعبنا اليمني العزيز العظيم المسلم، ونحاول أن نقنعها بذلك، في المقابل نستمر في تصعيدنا الثوري.
حينما تتحقق الاستجابة لهذه المطالب سيكون شعبنا إيجابياً تجاههم، وبالتالي لن نحتاج إلى الاستمرار في التصعيد الثوري، لكن طالما لم تصل إلينا أي مؤشرات للاستجابة الصادقة والجادة لهذه المطالب، فهذه المطالب هي مستقبل، هي حاضر، هي واقع، هذه المطالب هي مطالب أساسية ليست ترفيه ولا ثانوية ولا هامشية ولا كمالية، هي أساسية بكل ما تعنيه الكلمة، هي مطالب تتحقق بها العدالة في بلدنا، ويتأمن بها المستقبل لأجيالنا.
أتوجه وكُلِّي أمل، وكُلّي اطمئنان إلى شعبنا اليمني العظيم، كُلّي ثقة بهذا الشعب وبربِّه الله العظيم، أن هذا الشعب أبيٌّ حرٌّ عزيزٌ وثابتٌ عند موقفه وعلى مطالبه.
أتوجَّه إليك يا شعبنا اليمني العظيم في صَنعَاء ومحيط صنعاء بالخروج المُشرِّف والحاشد إلى ساحة التغيير يوم الغد – إن شاء الله – في سياق خطوةٍ تصعيديةٍ إضافية ما لم تستجب تلك القوى لمطالب شعبنا المشروعة.
أتوجَّه من جديد بنصح وتحذير إلى تلك القوى ألاّ تتورط في المزيد من الاعتداءات، إذا تورطت في المزيد من الاعتداءات وسلكت المسلك الإجرامي هي تتحمل المسؤولية، أيضاً إذا رأينا أن هناك تعنتاً كبيراً ورفضاً للاستجابة لمطالب هذا الشعب وأن المسألة ستتعقد أكبر فنحن سنُقدِم على خيارات استراتيجية وكبيرة جداً؛ ولكن نأمل ألاّ نحتاج إلى الوصول إلى ذلك.
وبالتالي يمكن أن نتشاور مع العقلاء والحكماء في هذا الشعب أيضاً لمثل تلك الخطوات الشاملة ليست فقط مسألة صَنْعَاء أو مسألة موقف هنا أو هناك، أمور استراتيجية كبيرة جنباً إلى جنب مع التصعيد الثوري، إذا رأينا أولئك لا يتفهمون مطالب هذا الشعب ولا يصغون إليها ولا يستجيبون لها.
لكني أنصحهم وأنصح القوى السياسية أن تتعاطى بجدية مع المسألة حتى يمكن أن نحافظ على بلدنا أكثر فأكثر وأن نُبعد الكثير من الأخطار والمشاكل والتبعات لتعنتهم.. لتعنتهم هم.
أتمنى – إن شاء الله – أن يكتب الله لشعبنا اليمني العظيم الانعتاق من حالة الاستبداد والفساد.
وأقول لشعبنا: (ما ضاع حقٌّ وراءه مطالب) فلنستمر في مطالبنا المشروعة ولنتوكل على الله، ولنعتمد عليه فهو معنا، هو مع عباده المستضعفين، هو لا يريد لعباده أن يُظلموا ولا أن يُقهروا ولا أن يُستذلوا، والمستقبل لكم – إن شاء الله -.