البأس اليماني الشديد

بقلم / عبدالفتاح البنوس

 

مع كل عملية نوعية ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وعقب كل إنجاز عسكري ميداني تتبدى الكثير من آيات وصور التأييد الرباني للمجاهدين الأبطال ، معجزات ما كان للعقل أن يصدقها لولا توثيقها بالصوت والصورة من قبل أبطال الإعلام الحربي ، واليوم ونحن نقف أمام عملية عسكرية بطولية كبرى نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية في محافظة مأرب في سياق معركة تحريرها من دنس الغزاة والمرتزقة وتطهيرها من رجسهم ، والتي أطلق عليها اسم عملية البأس الشديد والتي تكللت بفضل الله وتأييده وتوفيقه بتحرير مديرتي مدغل ومجزر بمساحة إجمالية تصل إلى 1600كم مربع ؛ فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز أمام عظمة الإنجازات الميدانية التي تحققت على أرض الواقع ، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ، تحت القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المكثف .
أكثر من161عملية نفذها أبطال القوة الصاروخية ، كان نصيب العمق السعودي 33عملية ، فيما بلغت عمليات الداخل اليمني 128عملية ، أطلقت خلالها تشكيلة من المنظومة الدفاعية الصاروخية من طراز‎بدر ونكال ‎سعير وقاصم وذوالفقار وقدس2، فيما بلغت عمليات سلاح الجوالمسير 319 كان للصماد وقاصف نصيب الأسد منها ، ولكن اللافت للنظر في تفاصيل عملية البأس الشديد تلكم الملاحم البطولية التي سطرها أبطالنا المغاوير والتي جسدوا من خلالها البأس اليماني الشديد الذي يتحلى به المقاتل اليمني ، المؤمن الواثق بالله وعدالة قضيته التي يقاتل من أجلها .
عمليات تسلق لجبال في غاية الخطورة يحتاج تسلقها إلى إمكانيات ووسائل تسلق متطورة ، ولكن الصور والمشاهد التي شاهدناها خلال عرض المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع لتفاصيل العملية جعلتنا نسبح الله ونحمده كثيرا على تلكم العناية الإلهية التي أحاطت المجاهدين وقوة البأس الذي تحلوا به وهم يتسلقون تلك الجبال والمعارك على أشدها ليعانقوا النصر والتمكين بفضل الله وتأييده ، ويدهشك مشهد المقاتل المجاهد الذي يقف شامخا بكل عنفوان يرقب ببصره غارات العدوان التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى على مسافة قريبة منه غير آبه بها وبالخطر الذي قد يطاله منها .
وإذا ما تحدثنا عن الشجاعة والبسالة والإقدام التي تحلى بها المجاهدون في عملية البأس الشديد فإننا بحاجة إلى مساحة كبيرة للإحاطة بها ، ولكننا سنكتفي بمشاهد الإلتحامات والاشتباكات المباشرة التي كانت تتم على مسافة قصيرة جدا ، وكان اللافت فيها إقدام المجاهدين على الإغارة والهجوم على مواقع وتحصينات الأعداء تحت زخات الرصاص وسط حالة من الذعر والرعب كانت طاغية على ردود أفعال المرتزقة ، والتي دفعت الكثير منهم للفرار كالجرذان رغم ما بحوزتهم من أسلحة متطورة وعتاد وذخائر كثيرة تمكنهم من القتال لأسابيع .
بالمختصر المفيد، عملية البأس الشديد بكل تفاصيلها ومشاهدها ونتائجها ، تؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك على تأييد الله وتوفيقه وعونه لليمنيين المستضعفين المعتدى عليهم المحاصرين منذ سبع سنوات من قبل تحالف الشيطان الرجيم بقيادة قرن الشيطان اللعين آل سعود وصهاينة العرب آل نهيان ، وبأن الله موهن كيدهم ومحبط لأعمالهم ومفشل لمؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية بقدرته وقوته العظمى التي لا قدرة ولا قوة فوقها ، وعليهم أن يفهموا ويستوعبوا جيدا الحقيقة التي يتغافلون عن استيعابها والتعاطي معها بحكمة وعقلانية حقيقة أن جرائمهم ومذابحهم في حق اليمنيين هي من ستعجل بنهايتهم ، التي ستكون على أيدي اليمنيين ، وهي من ستهوي بممالكهم ، وتسقط عروشهم بفضل الله وقوته وتأييده عروشهم وممالكهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .