انفجار بركاني على المريخ كاد أن يحجب أشعة الشمس
أكدت وكالة “ناسا” الأمريكية الفضائية، نتائج دراسة نشرت في شهر يوليو/ تموز الماضي، والتي توصلت إلى اكتشاف بشأن كوكب المريخ يعتقد أنه غيّر تكوينه إلى الأبد.
وذكرت “ناسا” في بيان رسمي أن المريخ كان في يوم من الأيام نشيطا للغاية، لدرجة أنه تعرض لآلاف “الانفجارات البركانية الفائقة”.وعثر باحثون في “ناسا” على أدلة بأن منطقة في شمال المريخ تسمى “أرابيا تيرا”، شهدت أكبر ثوران بركاني على مدى 500 مليون عام.وأضافت “ناسا” أن تلك الانفجارات البركانية كانت قوية للغاية، لدرجة أنها امتدت إلى الهواء، مما أدى بشكل فعال إلى حجب أشعة الشمس، وتغيير مصير “الكوكب الأحمر” إلى الأبد.وأوضحوا في البيان الرسمي أنه “يمكن لبعض هذه البراكين وقت حدوثها أنتجت ثورات بركانية قوية، لدرجة أنها أطلقت محيطات من الغبار والغازات السامة في الهواء، التي قد تكون حجبت أشعة الشمس وغيرت مناخ الكوكب لعقود”.وكانت الدراسة المنشورة في يوليو بمجلة “Geophysical Research Letters” ذكرت أن تلك الانفجارات البركانية مزقت سطح المريخ على مدى 500 مليون سنة منذ نحو 4 مليارات عام، بعد أن نفثت بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت في الهواء.كما كشفوا أن تلك الانفجارات الفائقة تعادل 400 مليون حمام سباحة بالحجم الأولمبي، وخلفت فوهات ضخمة جدا، هي عبارة عن ثقب عملاق يمتد إلى عشرات الأميال، ويوجد مثلها على كوكب الأرض أيضا.ووجد الباحثون 7 فوهات بركانية ضخمة في منطقة “أرابيا تيرا” بشمال المريخ، مما يشير إلى أن المنطقة ربما استضافت ذات يوم براكين قادرة على الانفجارات الفائقة.وكان يُعتقد في السابق أن تلك الفوهات أو الأحواض نجمت عن ضربات كويكبات كبرى على المريخ، ومع ذلك، فإنه في عام 2013، اقترح دراسة ولأول مرة أن تكون هذه الفوهات مواقع لنشاط بركاني كبير لم يشكل فقط تضاريس المريخ، وإنما غلافه الجوي ومناخه.وتوصل الفريق العلمي التابع لدراسة 2013 إلى استنتاجهم بعد حصولهم على بيانات من مركبة استكشاف المريخ المدارية التابعة لوكالة “ناسا” للعثور على الرماد المنتشر على سطح المريخ، مع تركيزهم في المنطقة الشمالية، كذلك استخدموا مطياف التصوير الاستكشافي المدمج للمريخ من أجل تحديد المعادن الموجودة على السطح، وجدران الأخاديد والحفر من مئات إلى آلاف الأميال من الفوهات الضخمة في الجزء الشمالي.وحدد العلماء وقتها المعادن البركانية التي تحولت إلى طين عن طريق الماء، بما في ذلك “المونتموريلونايت” و”الإيموجولايت” و”الألوفانط، كما قاموا بحساب كمية المواد التي كانت ستنفجر من البراكين، بناء على حجم كل فوهة ضخمة، واستخدموا هذه الحسابات لتدوين عدد الانفجارات التي ربما تكون حدثت على سطح المريخ.يقول الجيولوجي في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لـ”ناسا” في غرينبيلت بولاية ماريلاند الأمريكية، باتريك ويللي، إنه”كان لكل واحدة من هذه الانفجارات البركانية تأثير مناخي كبير، فربما يكون الغاز المنطلق يجعل الغلاف الجوي أكثر سمكا أو يحجب الشمس ويجعل الغلاف الجوي أكثر برودة”.وأكد ويللي الذي قاد تحليل منطقة “أرابيا تيرا” في شمال المريخ أنه “سيكون لواضعي نماذج مناخ المريخ بعض الأعمال التي يتعين عليهم القيام بها من أجل محاولة فهم تأثير البراكين على الكوكب الأحمر”.