“فجرُ الحرية”.. فاتحةُ انتصارات جديدة

بقلم / علي الدرواني

 

الإنجازُ الكبيرُ والهامُّ الذي حقّقته عمليةُ “فجر الحرية”، مستندةً إلى عملٍ أمني واستخباري دقيقٍ، ونجحت في حسم معركة تحريرِ مديريتَي الصومعة ومسورة من العناصر التكفيرية المرتبِطةِ بتحالف العدوان في زمن قياسي، وضع هذا الإنجاز معركة التحرير الوطنية على أبواب انتصارات مقبلة.
من الواضح أن المعلوماتِ القَيِّمَةِ التي انتزعتها الأجهزةُ الأمنية بعد تعقب أمني ومخابراتي واسع ساهمت بشكل فعال في إنشاء بنك المعلومات الدقيقة عن تعداد وانتشار وتكوينات ومقار العناصر التابعة للتنظيمات التكفيرية في محافظة البيضاء، المحافظة التي لطالما عانت من المفخخات والاغتيالات، ورزحت لفترة غير قليلة تحت وطأة القاعدة، التي ظلت تسرحُ وتمرحُ في مديريات البيضاء، لا سِـيَّـما منذ العام ٢٠٠٣، متخذة من مناطقَ محدّدةٍ في قيفة، وآل حميقان مَلَاذاتٍ آمنةً لها، بل وصل بها الحال لاعتبار المحافظة المركَزَ الرئيسَ لـ “القاعدة” في الجزيرة العربية، لتصل إلى أوسع نفوذ وانتشار لها بعد ثورة التغيير ٢٠١١، وخُصُوصاً مع بدء واشنطن عمليات ما سُمِّيَ حينها بهيكلة الجيش اليمني بالتعاون مع عبد ربه.
ذلك الانتشارُ المشبوهُ رفع من عمليات استهداف المدنيين بالاغتيالات والتفجيرات والمفخخات، حتى وصلت ذروتها باقتحام مدينة رداع، أهم مدن المحافظة، وإطلاق سجنائها من السجن المركزي، في ظل تفرج المؤسّسات الحكومية الأمنية والعسكرية وعدم التحَرّك، الأمرُ الذي فَرَضَ على ثورة ٢١ سبتمبر أن تضعَ البيضاءَ كبندٍ مُهِـمٍّ من بنود اتّفاق السلم والشراكة؛ لإنقاذ أهلها من براثن التنظيم الخبيث.
بالعودة إلى عملية “فجر الحرية”، فَـإنَّ بنك المعلومات الاستخباراتية وفَّر للقوات المسلحة معلوماتٍ وافيةً ومتكاملةً بأسماء وقيادات وعناصر الجماعات التكفيرية والمرتزِقة في مديريتَي الصومعة ومسورة وخرائطَ دقيقةً عن تجمعاتهم ومعسكراتهم وأوكارهم، التي عجز طيرانُ العدوان عن حِمايتِها ومنعِ تحريرها.
وبالإضافة إلى عناصر وقيادات الجماعات التكفيرية من الأفراد المحليين، كشفت المعلومات الأمنية عن عناصر أجنبية في صفوف التنظيم التكفيري والذين كانوا يحصلون على كامل التسهيلات من قبل تحالف العدوان وقيادات المرتزِقة، تحت عناوين ما يسمونه “الجيش الوطني والمقاومة الشعبيّة”؛ مِن أجلِ تسهيل مرورهم من النقاط، إلى جانب الدعم المالي واللوجستي غير المحدود لتلك العناصر.
ومع نجاح عملية “فجر الحرية” تتكشف الستائر عن طبيعة الدور المنوط بالتنظيم القاعدي، وتقدم أدلة إضافية على المستويات المتقدمة من التخادم بين هذه العناصر وبين تحالف العدوان ومستويات الدعم المقدَّم لها واستخدامها في تنفيذ أجنداتها الخبيثة في اليمن، والتي تكسرت على صخرة الصمود اليمني وتبخَّرت كسراب بقيعة.
من جانب آخر، فَـإنَّها تشير إلى تطور غرفة العمليات للجيش واللجان الشعبيّة وتكاملها مع أجهزة الأمن والمخابرات في تنفيذ العمليات النوعية بشكل فعال وحاسم، بما يفتح البابُ واسعاً على طريق تحرير كُـلّ شبر من البلاد من دنس الغزاة والمعتدين ومرتزِقتهم، لا سِـيَّـما بعد القبض على بعض تلك العناصر التي كانت على اتصال مفترَضٍ بالمرتزِقة في مأرب، وكنز المعلومات الذي يمكن أن يتم جمعُه؛ مِن أجلِ تسريعِ العملية لاستكمال تحرير المدينة، التي بات المرتزِقةُ فيها على يقينٍ باقترابِ الوعد ربما أكثر من غيرهم.