غدا بإذن الله سيكون يوما استثنائيا يخرج فيه المؤمنون من أبناء شعبنا اليمني العزيز بكل محبة وشوق وفرحة وسرور لإحياء مناسبة مولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله في خروج سيتصدر بإذن الله كل شعوب العالم ليعبر عن ولائه وطاعته لرسول الله وشكره لله على نعمة الهداية ونعمة الرسول.
فالشعب اليمني المسلم يعود في ذكرى المولد النبوي الشريف إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ولياً وقائداً ومعلماً، وإلى رسالته منهجاً لا تستقيم الحياة إلا بها ، ولا تعتز الأمة وتخرج من ذلها وهوانها إلا بالعودة الصادقة إليه، فهي ذكرى للعزة والحرية والكرامة.
ولعل من المفارقات العجيبة أن نرى عرباً مسلمين يسارعون إلى أحضان اليهود رافعين راية الولاء والطاعة لهم في ذكرى مولد النبي صلوات الله عليه وعلى آله ، بدلاً من اعلان الولاء والطاعة لرسول الله والعودة الصادقة إلى رسالته.
يريدون لنا أن نترك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ونلوذ بأعدائنا اليهود الذين لعنهم الله، بدلاً من الاعتصام بالله والاستمساك برسول الله الذي اصطفاه الله وأكرمنا به وأعزنا برسالته.
وفي هذه المناسبة نقول للشعوب العربية والإسلامية أن المشروع الذي جاء به محمد – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم – هو مشروع تنويري لمواجهة المشاريع الظلامية وانقاذ الناس واخراجهم من الظلمات إلى النور ، بمعناها الواسع ومجالاتها المتعددة .
فمن عظمة الإسلام أنه نقل العرب من حالة الفوضى ومن قبائل متناحرة ومشتتة إلى أمة عظيمة مجتمعة ومنظمة تسود وتحكم، وعلى يدها هزمت أكبر الإمبراطوريات، ومن عظمة الإسلام أنه يبني النفوس ويزكيها ليجعلها قادرة على القيام بمسؤولياتها ، معتمدة على نفسها في بناء واقعها ومقارعة أعدائها دون الحاجة إلى أحد.
وإن قوة الأمة وعزتها وفلاحها ونجاتها مرتبط بمدى تمسكها بالرسول صلوات الله عليه وعلى آله ورسالته المتمثلة بالقرآن الكريم ، رسالة النور والهدى والعزة والحكمة والبصيرة والرحمة والقوة (لَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَيكُمۡ كِتَـٰباً فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ).
والعرب بدون القرآن الكريم هم لا شيء ولن يكون لهم وزن ولن تقوم لهم قائمة ، ولن ترتفع لهم راية ، إلا بالعودة الصادقة إلى الرسول وإلى الرسالة التي جاء بها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.