الحصار صنعته أمريكا وأدواتها

 بقلم / زيد الشُريف

 

بالمنطق والعقل والتفكير السليم والتوصيف الدقيق والنظرة الصائبة القائمة على الإنصاف ووضع الأمور في مواضعها لا يمكن تبرئة الجلاد واتهام الضحية، ولا يمكن ومن غير المعقول توجيه أصابع الاتهام للداخل وتبرئة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي فيما يتعلق بأزمة المشتقات النفطية التي يعاني منها الشعب اليمني الصامد خلال هذه المرحلة نتيجة احتجاز دول تحالف العدوان للسفن اليمنية المحملة بالوقود بهدف إشعال فتيل أزمة اقتصادية خانقة في أوساط المجتمع اليمني كما هو حاصل خلال هذه الأيام والتي من خلالها تسعى دول العدوان إلى استثارة الداخل اليمني ضد نفسه بدلاً من توجيه السخط ضد المتسبب الرئيسي في هذه الأزمة، وهذه حرب خبيثة بقدر ما هي تستهدف الجميع وسببها معروف إلا أن العدوان يريد أن يستغلها ليستفيد منها في تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني الصامد وتفكيك الجبهة الداخلية ويحقق من خلالها الكثير من الأهداف الخبيثة التي يطمع في تحقيقها منذ سبع سنوات.
دول تحالف العدوان وعلى رأسها أمريكا التي تعتدي على الشعب اليمني وترتكب بحقه أبشع الجرائم وتدمر بنيته التحتية وتحاصره اقتصادياً وتمنع عنه حقوقه المشروعة وفي مقدمتها المشتقات النفطية التي يترتب عليها الكثير من استمرار الأعمال التي تتعلق بشؤون الحياة في كل جوانبها دول العدوان هي التي تفعل كل هذا وأكثر بالشعب اليمني منذ سبع سنوات وهذا ليس خافياً على أحد ولا يحتاج إلى شرح مطول لأن كل يمني متضرر من هذا العدوان بلا استثناء لهذا لابد من أن نسمي الأشياء بمسمياتها وأن لا نترك العدو يوجه بوصلة العداء للداخل بهدف إثارة الفوضى فيصل إلى أهدافه الاستعمارية المشؤومة التي طالماً سعى إليها وفشل وهنا علينا أن نتساءل من الذي يحتجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية؟ أليست دول تحالف العدوان من تقوم بذلك؟ هذا لا شك إذاً لماذا تفعل ذلك؟ انتقاماً من الشعب اليمني الصامد وتضييق الخناق عليه بهدف إجباره على الاستسلام وأملاً في إثارة فوضى في الداخل اليمني تمكنها من الوصول إلى ما تطمح إليه، وهذا ما يجب أن يتنبه له كل يمني ويعيه جيداً قبل أن يخدم البعض عدوه بحماقات خالية من الوعي والمسؤولية والحكمة.
ينبغي ألا نكون نحن اليمنيين شركاء في صناعة أزمة في المشتقات النفطية ونحن نعلم علم اليقين أن العدوان هو الذي تسبب بها ويعمل على تأجيجها في أوساط المجتمع اليمني نعم الشعب والمجتمع اليمني الصامد في وجه العدوان هو المستهدف الرئيسي في هذه الأزمة المفتعلة ولكن يجب أن نتعاطى مع مثل هذه الأمور بحكمة حتى لا نخدم العدوان فيما يسعى إليه ضد أنفسنا ولمصلحة عدونا فالظروف الراهنة التي يعيشها شعبنا اليوم تستدعي الحكمة في التعامل مع مواجهة مشاريع ومخططات العدوان لقد صمد الشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصار سبع سنوات ولم ينكسر ولا يزال صامداً لهذا لن نسمح لأنفسنا بتمرير بعض مخططات العدوان عبرنا نحن من خلال أزمات مفتعلة هدفها إرجاف وتخويف الناس وإيجاد فجوة بين الشعب والقيادة من خلال التشكيك والتخوين وفي نفس الوقت علينا أن نتكاتف في الوقوف صفاً واحداً رسميا وشعبيا لإيجاد حلول والتعاطي بحكمة ودعم الجيش واللجان الشعبية وتفويت الفرصة على العدو حتى نقطع الطريق على مخططاته الخبيثة.
الشعب اليمني الصامد المشحون بالوعي خرج في مسيرات جماهيرية حاشدة يوم الاثنين في مختلف المحافظات اليمنية أثبت من خلالها مدى تمسكه بقضيته المحقة في مواجهة العدوان ومن خلال تلك المسيرات الشعبية بعث الشعب برسائل قوية وبعيدة المدى أهمها أنه يدرك جيداً من الذي يحاصره ومن الذي يقتله ويحتجز مشتقاته النفطية إضافة إلى أن الشعب الصامد أكد على النفير العام إلى الجبهات في إطار حملة إعصار اليمن الذي يشهدها المجتمع اليمني خلال هذه المرحلة فكانت تلك المسيرات بمثابة استفتاء شعبي وتفويض لأبطال الجيش واللجان الشعبية وفي مقدمتهم رجال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير لاتخاذ الخطوات اللازمة لتأديب العدوان والرد على غطرسته وردعه، وعلى دول تحالف العدوان أن تدرك أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي وله الحق كل الحق في الدفاع عن نفسه وفي الانتقام ممن يتلذذ بمعاناته ويحاصره في لقمة عيشة وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.