النفاقُ وقلبُ الحقائق

بقلم / د. أحمد مطهَّر الشامي

 

(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) قلبُ الحقائق وتحويلُ الجلاد إلى ضحية والضحية جلادًا، من أبرز صفات المنافقين، ولا غرابةَ للمناقين أن يتبادلوا الأدوارَ مع تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في أزمة المشتقات النفطية، فالأول يشدِّدُ الحصارَ والأخيرُ يشدِّدُ السخطَ ويحوِّلُه إلى الداخل.
في هذا المقال سأذكر مجموعةً من المحطات التي قلب فيها المنافقون الحقائقَ على البسطاء والسذج، والمؤلم أن المنافقين يعيدون إنتاجَ نفاياتهم ودعاياتهم، ويلقون أُذناً صاغية من ضعاف الإيمَان (وَفِيْكُمْ سَمَّاْعُوْنَ لَهُمْ).
1- سلّم علي صالح السلطة لعبدربه هادي وقال: سلمت الدولة لأيادٍ أمينة، فقال الدنبوع: “استلمت البنكَ من عفاش فارغ ما فيه ولا معاشات”، وقال باسندوة -رئيسُ حكومة ما يسمى بالوفاق-: “المخزون البنكي مفقود ولن نستطيع توفير الرواتب من الأشهر الجاية”، وقالت تقارير الأمم المتحدة: “إن ما يسمى بحكومة الوفاق مشرفة على الانهيار الاقتصادي”.
– وبدورهم قلب المنافقون الحقائق وكانوا يقولون بصوت واحد: (الحوثي نهب البنك وقد بيبني الفلل!!!).
2- استلمت بعدها اللجنة الثورية الدولة وكان الريال مستقرا أمام الدولار لمدة سنة وستة أشهر، وكانت الرواتب تصل لكل اليمن، وكذلك العلاوات والنفقات التشغيلية، فقام تحالف العدوان باستهداف السيولة النقدية، ونقل البنك، بالإضافة لسيطرته على النفط والغاز، وإدخَاله البلد في حرب طاحنة أفقرت البقرة الحلوب والماعز الحلوب (السعوديّة والإمارات) ما بالكم بدولة فقيرة مصنفة منذ عهد عفاش “خامس أفقر وأفسد بلد في العالم”، انقطعت الرواتب وسببها تحالف العدوان وأذنابه فماذا قال المنافقون؟!: “أين الراتب يا حوثي”.
3- أعلن الجبيرُ العدوانَ على الشعب اليمني من واشنطن، وزحف المحتلّون من 17 دولةً ومعهم المرتزِقة المأجورون، فقلب المنافقون الحقائقَ وسمُّوا المحتلَّ محرّرًا والمرتزِقَ العميلَ مقاومةً شعبيّةً، في بدعة سياسية لم يسبقهم فيها أحدٌ من العالمين.
4- صعّد المنافقون المرتزِقة على بوارج ودبابات الممالك والمشيخات الخليجية؛ غيرةً ودفاعاً عن الجمهورية!! كما يزعمون، فسمُّوا المدافعين عن أراضي وحدود الجمهورية اليمنية ملكيين!! والغارقين في تقبيل أقدام وركب ملوك وأمراء الخليج، حراساً للجمهورية!
5- استهدف النظامان السعوديّ والإماراتي هُــوِيَّة أمتنا الإسلامية، ونشروا أمراض الغرب الاجتماعية في أوساطها، وأغلقوا مكبرات المساجد، ومنعوا الدخولَ للحرم المكي إلا بترخيص، وغيّروا مناهجَ دولتنا وتولوا مَن سَبَّ الله ورسوله، فماذا فعل المنافقون؟
تحَرّكوا تحت راية النظامين للدفاع عن الهُــوِيَّة وعن المقدسات تحت راية من باع الأقصى، وللدفاع عن الصحابة تحت راية أمريكا وإسرائيل مَن سَبَّ الله ورسوله!
المحطات كثيرة وهذا قطرة من بحر دعاياتهم وشائعاتهم وقلبهم للحقائق، ولا غرابة أن يقولَ الله عن المنافقين: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) فهم أقذر ما خلق الله على وجه الأرض.