الحرب الشيطانية .. هدم القيم والمبادئ

بقلم / زيد الشُريف

 

صمتت المدافع والبنادق وتوقفت الطائرات الحربية المقاتلة خلال الهدنة عن استهداف اليمنيين وقتلهم وتدمير ما تبقى من البنية التحتية بشكل نسبي رغم أن الحصار الاقتصادي لا يزال قائماً ولكن نيران الحرب الناعمة اشتعلت بشكل غير مسبوق خلال الهدنة، المنظمات تشتغل على تمييع الشباب والشابات في المناطق المحتلة إضافة إلى الترويج والتسويق للمخدرات بأنواعها ليس فقط في المحافظات المحتلة بل يعمل العدوان والعملاء على إدخالها إلى المحافظات الصامدة في وجه العدوان بهدف تدمير البنية الأخلاقية والقيمية والدينية للمجتمع اليمني، وهذا يُعد أشد فتكاً وخطورة من الحرب العسكرية لأنه يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي القائم على الوحدة والاعتصام والتكافل ويسعى إلى تفريغ المجتمع اليمني من كل القيم السامية والعظيمة التي تربطه بالله تعالى وبالقرآن الكريم وبالأنبياء والرسل وبالهوية الإيمانية التي تحمي المجتمع وتحصنه من الاختراق والفساد والضلال وعندما يتمكنون من إفساده حينها سيسهل عليهم السيطرة عليه عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً وفي كل المجالات.
من الحرب العسكرية التي تزهق الأرواح وتسفك الدماء وتدمر المباني وتهلك الحرث والنسل إلى الحرب اللا أخلاقية التي يسمونها بالناعمة التي تميت القيم والمبادئ وتدمر الأخلاق الحميدة وتحط النفوس وتهدم الأفكار والثقافات النيرة وتستبدلها بالثقافات والأفكار الهدامة، هكذا تعمل دول تحالف العدوان اليوم خلال الهدنة تستمر في ممارسة عدوانها بشكل آخر بدلاً من القنابل والصواريخ تستخدم أسلحة أخرى أشد خطورة لاستهداف المجتمع اليمني تستخدم المخدرات والمنظمات والإعلام المضلل والمنحرف الذي يزرع الفتنة ويروج للضلال والفساد ويشعل نيران المناطقية والطائفية والعنصرية وغير ذلك من العناوين الهدامة التي تفتك بالمجتمع اليمني وتجعله يعيش حالة صراع دائم بما يخدم المشاريع الاستعمارية لدول تحالف العدوان وهي التي تصنعها وتدعمها وتروج لها وتعمل على تعميمها في أوساط المجتمع اليمني لعل وعسى، وتمكنت من خلالها إلى تحقيق أهدافها التي فشلت الآلة العسكرية والحصار الاقتصادي في تحقيقها على مدى سبع سنوات مع أن العدو يستهدف الشعب اليمني بكل الوسائل منذ اليوم الأول للعدوان ولكنه خلال الهدنة نشط بشكل كبير في المجالات الإفسادية التي تدمر القيم والمبادئ.
الحرب الشيطانية الخبيثة إذا تمكنت من المجتمع وتوسع نشاطها فلا شك أن آثارها ستكون كارثية بكل المقاييس لأن أثرها لا يقتصر فقط على الدنيا بل سيمتد إلى الآخرة ومن يخسر دينه ودنياه فإنه حتماً لن يربح الآخرة فالحرب الشيطانية تعمل على فصل المجتمع المسلم عن مصادر عزته وكرامته وقوته وحريته واستقلاله وإذا تمكن العدو من تحقيق هدفه الذي يعمل على فصل المجتمع اليمني الصامد المجاهد عن معية الله ورعايته وتأييده فإنه بذلك يكون قد قضى عليه وستكون الخسارة كبيرة وفادحة، واقوى وانجح الحلول لمواجهة الحرب الشيطانية هو التمسك بالهوية الإيمانية ورفض كل ما يأتي من جانب الأعداء والتحلي بالوعي الشامل تربوياً وثقافياً وإعلامياً وتحصين المجتمع من الاختراق بكل الطرق والوسائل حتى لا يكون فريسة سهلة للمنظمات والمخدرات والفساد والضلال والمنكر الذي يتم الترويج له عبر وسائل الإعلام ويتم نشره عبر العملاء المجرمين وعبر عدد كبير من المنظمات وليس جميعها ولكن الكثير منها تتغلل في أوساط المجتمع لتنخره من الداخل تحت عناوين متعددة في ظاهرها الإنسانية والحقوق وفي باطنها الشر والفساد.
إن القرآن الكريم وثقافته المباركة تربينا دائماً على الحذر من الأعداء وعدم الركون إليهم أو الاطمئنان لما يأتي من جانبهم لأنهم أعداء لا يتوقفون أبداً عن استهدافنا بشتى الطرق والوسائل، قال الله تعالى ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) لا يتوقفون عن أعمالهم الشريرة التي تستهدف المجتمع المسلم يعملون بكل الطرق والأساليب للوصول إلى أهدافهم الاستعمارية عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإعلامياً وثقافياً في السلم والحرب لا يتوقفون أبداً وهدفهم الرئيسي هو الوصول بنا إلى حالة الارتداد كما أكد الله تعالى ذلك في القرآن (حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) وجملة إن استطاعوا تؤكد أن بإمكاننا التصدي لهم ومواجهتهم والحيلولة دون تحقيق ما يطمحون إليه بالاستعانة بالله تعالى والتمسك بديننا وقيمنا ومبادئنا وعدم الانجرار لهم ولحربهم الشيطانية.