عاشوراء .. أجلى صور التضحية وأصدق مواقف الثبات

 يحمل لنا شهر محرم الحرام ذكرى أليمة وفاجعةً كبيرة لازالت آثارها ونتائجها في أمتنا من يوم وقوعها وإلى هذا الزمن، هي ذكرى حادثة كربلاء،  ذكرى عاشوراء، ذكرى استشهادُ سبط رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذه الذكرى التي هي في العاشر من المحرم.
الإمام الحسين لم يكن مجهولاً ولم تكن قضيته مشتبهة حتى أن الأمة لا تعرف هل هو على حق أم هو على باطل, لا, لكن الأمة هي التي كانت هي قد وصلت إلى حالة خطيرة من الابتعاد عن قيم الإسلام من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ حيث رُبيت تربية ثانية, تربية تختلف عن تربية الإسلام, تختلف عن تربية القرآن, تختلف عن تربية محمد (صلى الله عليه وآله), تربية توصل إلى أن يكون الإنسان في ذلك المستوى الدنيء يجند نفسه ويعبِّد نفسه مع الطغاة المجرمين, مع من يذهبون به إلى نار جهنم, مع من يدفعون به في مواقف كلها ظلم, كلها باطل, كلها طغيان 
الحسين (عليه السلام) يمثل بحق مدرسة إسلامية متكاملة، مدرسة إسلامية، من سلوكه من موقفه، نعرف الإسلام بحقيقته، نعرف الإسلام بسلوكه، الإسلام بقيمه نستذكر الحسين الرمز  والقائد والمعلم لنتحرك من مدرسته القرآنية المحمدية في مواجهة كل التحديات ولنتحمل مسؤوليتنا في مواجهة الظلم والعمل على إصلاح الواقع.
العوامل والأسباب التي صنعت مأساة كربلاء هي نفسها وذاتها التي صنعت مأساة العصر في كل الواقع الإسلامي، وهي صنعت مآسي أمتنا في كل المراحل الماضية، الأسباب والعوامل واحدة جعلت واقع أمتنا الإسلامية في كل مراحل تاريخها وفي ماضيها وأيضاً في حاضرها يكون الأبرز فيه هو المأساة.
 دوافع الثورة الحسينية
 
  1. دعوة الأمة وتنبيهها والدفع بها إلى العودة من جديد إلى الواقع الصحيح والمسار والطريق القويم.
  2. إعادة ارتباط الأمة بالقرآن والرسول ورموز الإسلام العظماء.
  3. إبعاد الأمة وفك ارتباطها بالأشرار والفجار وأولياء الشيطان المفسدين وما يترتب على ذلك الارتباط من ضلال وفساد وذل وهوان.
  4. تحرك الإمام الحسين (سلام الله عليه) من واقع المسؤولية, من واقع إيماني، من واقع ديني، واقع وموقف فرضه القرآن، فرضته البصيرة العالية تجاه مخاطر السكوت؛ ولذلك الإمام الحسين (عليه السلام) قال كلمته الشهيرة ((ما خرجت أشِراً ولا بطِراً ولا متكبراً ولا ظالماً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)).
 الأسبـــــاب التي صنعت مأساة كربلاء
 لما كان الضلال والجاهلية سائدة في العالم قبل مبعث رسول الله وكان الطغاة والمجرمون يتحركون في الساحة بطغيانهم وجبروتهم يتحكمون في خلق الله ويستعبدونهم ويسفكون الدماء ويرتكبون المحرمات إلى أن بعث الله محمد رسولاً وهادياً وقائداً ومرشداً ومخلصاً ومنقذاً للبشرية من جور الطغاة وإرساء دعائم الحق والعدل وإقامة دين الله بكل مافيه من قيم ورحمة، عمل رسول الله مجاهداً في الساحة لكل أولئك المجرمين ونابذهم حتى هيأ الساحة لتكون قابلة لأولياء الله والمصلحين والداعين إلى الخير وساحة نبذ لأولئك المجرمين والمتسلطين ولكن الانحراف عن تلك المبادئ التي أرساها والابتعاد عن طاعة الله ورسوله أعاد الكرة من جديد حتى صار الكثير من جماهير الأمة يقفون في وجه الحق وأوليائه وخدمة للباطل والمضلين ويمتطون رقاب الأمة ويتحكمون بها وفق برنامج الشيطان كمعاوية ويزيد… فما الذي حدث؟
إن فاجعة كربلاء بكل ما فيها من المآسي لم تكن حدثاً عابراً ولم تكن ضد شخص ظل طوال حياته كافراً يعبد الأصنام بل كانت ضد عَلَم من أعلام الأمة ابن القرآن وابن رسول الله الحسين بن علي (عليه السلام)، كما أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن شخصاً مغموراً حتى لا تعرف الأمة من هو بل كانت تعرفه وتعرف من هو وما موقعه في الإسلام، لأن الحسين (عليه السلام) لم يكن مجهولاً حتى تنطلي على الأمة أكاذيب يزيد وابن زياد وبالتالي فحادثة أو لنقل مأساة كربلاء كانت نتاج عدة عوامل أهمها الأسباب التالية:
 
انحراف الأمة
يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): ((فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت هي نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة، انحراف في ثقافة هذه الأمة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة للقاء ربه.
إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الانحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن, من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوأ من يزيد.
 إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات، ننظر إلى بدايات الانحراف، ننظر إلى الأسباب الأولى, النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الانحراف، إنما هي تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتاج ذلك الانحراف، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها، وسنكون نحن جزءاً من الأسباب التي جعلت الحسين صريعاً في كربلاء، وجعلت علياً قبله, والحسن قبله يسقطون شهداء.
 [ دروس من وحي عاشوراء]
 الضلال
 [معاوية] بقي فترة في الشام يضل الناس استطاع أن يحشد جيشاً أكبر من جيش الإمام علي (عليه السلام) في صفين وهذا يدل على الضلال الكبير الذي وصلت إليه الأمة، لمَّا أضلها معاوية انطلقت تلك الأمة لتقف في صف الباطل، لتقف في وجه الحق، لتقف في وجه النور، لتقف في وجه العدالة, في وجه الخير، تقف مع ابن آكلة الأكباد، مع ابن أبي سفيان, ضد وصي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ضد أمير المؤمنين على بن أبي طالب, الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((أنت مني بمنـزلة هارون من موسى)). هكذا تحدث الشهيد القائد (رضوان الله عليه).
إنه الضلال، وما أخطر الضلال، ما أخطر الضلال وما أسوأ آثار ونتائج وعواقب الضلال! و ما أفظع خسارة المضلين عند الله، ما أشد خسارتهم, وما أفظع خسارتهم في هذه الدنيا ويوم يلقون الله سبحانه وتعالى، وقد أضلوا عباده!)).
 التفريط
يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): ((إن الجرائم ليست في العادة هي نتيجة عمل طرف واحد فقط، المجرمون من جهة، المضلون من جهة يجنون، والمفرِّطون والمقصرون والمتوانون واللامباليون هم أيضاً يجنون من طرف آخر.
التفريط هو الذي جعل أهل العراق قبل أهل الشام يصلون إلى كربلاء فيحاصرون الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وجعلهم قبل أهل الشام يوجهون النبال إلى صدره، وهم من عاش بينهم علي (عليه السلام) سنين يحدثهم ويعظهم ويرشدهم
الطمع والتوجه المادي
ـ انطلق الآلاف لقتال الإمام الحسين عليه السلام رغبةً وطمعاً في القليل من المال وواقع الناس واقع الأمة على مستوى كبير يطال كثيراً من جماهيرها في كل العصور أن يندفعوا وأن يتأثروا بهذا العامل، عامل الخوف أيضاً هو عامل مؤثرٌ سلباً في الكثير من الناس
ـ نجد كيف أن زعماء قبائل الكوفة تغيّر موقفهم من أول ما استدعاهم عبيد الله ابن زياد وأعطاهم الذهب الدنانير المال، وبسرعة غيروا موقفهم تجاه الإمام الحسين (عليه السلام) وتحولوا إلى جند مجند لصالح الباطل وفي صف الباطل
حب السلطة وعشق المناصب
ـ تربية الباطل التي تربي الإنسان على أن يكون عاشقاً للمنصب والسلطة والتسلط بأي ثمن، بأي ثمن ولو كان الأمر يستدعي أي موقف مهما كان ظلماً وسوءً ولو كانت العاقبة جهنم، ونجد هذه الأحوال وهذه العوامل هي المؤثرة ولا زالت في واقع الكثير من الناس من أبناء أمتنا، والإمام علي الذي لم يقر شخصاً مضلاً على منطقة في ظل دولته وإن كانت النتيجة تقويض خلافته أراد أن يعلمنا أنه لا يجوز بحال أن تكون ممن يعشق المنصب؛ لأنك إذا عشقت المنصب ستضحي بكل شيء في سبيله، وألا تخاف من شيء أبداً فإذا ما خفت من غير الله فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصا غليظة أمامك.
هناك نوعيات في البشر يعشقون المنصب، يعشقون الوجاهة فتبدو كل لذة أخرى من ملذات الطعام والشراب والنكاح والبنيان وغيره، تبدو كلها لا تساوي عنده شيئاً، سيضحي بها جميعاً من أجل أن يصل إلى المنصب)).
 الخوف
ـ عامل آخر من العوامل السيئة التي تُبنى عليها المواقف، وتُتخذ على ضوئها القرارات، وتُحدد المسارات والتوجهات كان هو الخوف.
ـ البعد عن تربية الإيمان وعن قيم الإسلام يثمر هذه النتيجة فيكون أمامك أمة من الناس مكبَّلين بقيود الخوف، وخائفين.
 العصبية
ـ من العوامل المؤثرة في كثير من الناس العصبية، العصبية التي تُبنى عليها التبعية العمياء، إما عصبية قبلية لقبيلته أو طائفية لمذهبه، وبالتالي يتحرك فوراً في أي اتجاه دون أن يتحقق فيما هو عليه هل هو على الحق أو على الباطل.
التفريط.. التفريط إنما هذا منبعه: يوم أن يسمع الناس الكلام، ويسمعون التوجيهات ويسمعون منطق الحق ثم لا يهتمون ولا يبالون، ولا يعطون كل قضية ما تستحقه من الأهمية)) [دروس من وحي عاشوراء]
 مواقف من ميدان كربلاء
 موقف الإمام الحسين (عليه السلام)
في ميدان كربلاء وقف الإمام الحسين (عليه السلام) أمام ثلة من أهل بيته وفي قلة من أصحابه الأوفياء وهو يرى جنود الطاغوت وعبيد المال ممن جندهم يزيد بن معاوية ــ لعنهُ الله ــ يحيطون به من كل جهة قائلاً بكل قوة وإباء:
((ألا وإن الدعي بن الدعي – يقصد قائد جيش يزيد عبيد الله بن زياد – قد ركز بين اثنتين بين السلة وبين الذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون, وحجور طابت وأرحام طهرت ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)).
وفي خطبة أخرى وكلام مهم قبيل المعركة الفاصلة وقف الإمام الحسين (عليه السلام) أمام أصحابه ليلقي عليهم بيان الإباء والكرامة والعزة حين لا يكون هناك إلا خيار القتال في سبيل الله وسبيل عزة الإنسان وكرامته فلا تردد ولا تراجع يقول (عليه السلام):
((إن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرَّت جِداً فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيشٍ كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما)).
يصبح الموت والإنسان متمسك بالحق، ثابت على الحق، قائم بالحق وصادع بالحق، يصبح سعادة؛ لأن وراءه الجنة، ووراءه رضوان الله. أما الاندماج مع الظالمين والمسايرة للظالمين والمهادنة للظالمين، وراءه الخزي، الهوان، الذل في الدنيا، ووراءه جهنم في الآخرة.
ولذلك وقف الإمام الحسين (عليه السلام) موقف الأباة الكرام وقاتل في سبيل الله مضحياً بكل ما يملك حتى أطفاله الرضع وأهل بيته في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ على قيم الإسلام وكرامة المسلمين.
 
مواقف أهل البيت مع الحسين (عليه السلام)
بعد مواقف الإمام الحسين (عليه السلام)  تأتي مواقف أهل بيته ممن التحق به من إخوته وأبنائه وأقربائه والذين سطروا أروع صور البسالة والثبات والوفاء فقاتلوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) قتال الأبطال المستبسلين الثابتين حتى  سقطوا جميعهم شهداء ولم يبق منهم سوى علي بن الحسين الذي كان صغيراً ومريضاً ، ومن أشهر المواقف موقف العباس بن علي (سلام الله عليه) الذي رأى الأطفال  والنساء  يشكون من العطش بعد منع جيش ابن زياد (لعنه الله) عنهم الماء فنزل العباس لاستجلاب الماء لهم واستطاع الوصول إلى مكان الماء وحينما هم بالشرب تذكر عطش الإمام الحسين فأبت نفسه أن يشرب قبل أن يشرب الحسين وعندما هم بالعودة وقد ملأ القراب بالماء انهالت عليه رماح الجيش اليزيدي حتى استشهد (رضوان الله عليه) قبل أن يصل إلى الإمام الحسين (عليه السلام).
 مواقف أصحاب الحسين (عليه السلام)
وفي كربلاء أقبل الإمام الحسين (عليه السلام)  على أصحابه فقال :
(الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون. ثم قال لأصحابه : أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاء وبرما) .
 فقال زهير  بن القين:
 سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها .
وقال برير بن خضير :
يا ابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .
وقال نافع بن هلال :
سر بنا راشدا  معافا مشرِّقا إن شئت أو مغرِّبا فو الله ما أشفقنا من قدر الله ولا كرهنا لقاء ربنا وإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك.
ومرة أخرى جمع الإمام الحسين أصحابه مساء اليوم العاشر من المحرم فخطبهم قائلا:
((أما بعد : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعاً ألا وإني أظن أن  يومنا من هؤلاء الأعداء غدا فمن أراد أن يذهب فهو في حل من بيعتي))ً.
 فقال مسلم بن عوسجة :
أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه في يدي, ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك.
 وقال سعد بن عبد الله الحنفي:
والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم أذرَّى يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة.
 دروس من مدرسة عاشوراء
الانطلاقة الإيمانية في تحمل المسؤولية
الإمام الحسين (عليه السلام) تحرك من واقع المسؤولية, من واقع إيماني، من واقع ديني، واقع وموقف فرضه القرآن.
لا قيمة للحياة في ظل العبودية
يقول الإمام الحسين (عليه السلام):((ألا وإنه قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرَّت جداً – أي صارت مرة – فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا شقاوة وبَرَما))
الحياة بدون الحق، والحياة بدون تعاليم الله، الحياة بدون العدل تصبح حياة مظلمة، حياة جائرة، حياة مأساوية، حياة مهينة، حياة لا قيمة لها أبداً.
الموت بكرامة أفضل من حياة الذلة
من أهم كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) وهي قبل المعركة كلامه الشهير الذي قال فيه: ((ألا وإن الدعي بن الدعي – يقصد قائد جيش يزيد عبيد الله بن زياد – قد ركز بين اثنتين بين السلة وبين الذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون, وحجور طابت وأرحام طهرت ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)).
 هذا الموقف القرآني الإيماني الذي يمثل حقيقة القرآن والإسلام وأثر الإيمان، ما يجب أن يُرسَّخ وتُبنى عليه نفسية الناس في هذا العصر، هذا الموقف نفسه.
 لا شرعية دينية للطغاة والظالمين
الإمام الحسين بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال (عليه السلام): ((أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحِلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يُدخِله مُدخَله)).
 أسس مهمة تحمينا من السقوط
1- الارتباط بالله والارتباط بالقرآن وعبر ورثته الحقيقيين (أعلام الهدى من أهل البيت (عليهم السلام)
2- التفاعل الجاد مع هدى الله والاستجابة
3- القيام بالمسؤولية وعدم التنصل عنها
4- الاعتصام بحبل الله بشكل جماعي والحذر من التشتت والبعثرة والفردية
5- الموقف من أهل الكتاب ومواجهتهم على أساس القرآن الكريم
6- الوعي والبصيرة
٧- الالتزام بالقيم الإيمانية والأخلاق الدينية

 

المصدر : موقع انصار الله