اليمنيون وهُــوِيَّة العشق المحمدي

بقلم / منير الشامي

 

تفرّد اليمنيون عبرَ التاريخ بارتباطهم المتميز والقوي برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- دونَ غيرهم من الشعوب الإسلامية، بل إنَّ ما يبعَثُ على الدهشة أن اليمنيين ارتبطوا بخاتمِ الأنبياء من قبلِ مولده بزمن طويل وما سببُ هجرة قبيلتَي الأوس والخزرج من اليمن إلى يثرب إلا بدافعِ الاستعداد لاتّباع ومناصرة خاتمِ الأنبياء الذي جاء ذكرُه وصفتُه وصفةُ الأرض التي ينطلقُ منها لنشرِ دين الله في الكتب السماوية السابقة ولذلك استوطنها الأوس والخزرج؛ لأَنَّ أوصافها كانت تشبهُ أوصافَ البلد التي ينتشِرُ منها دينُ خاتمِ الرسلِ.
بعكس اليهود الذين هاجروا وسكنوا ضواحي يثرب؛ حرصاً أن يكون نبيُّ آخر الزمان منهم وليس بهَدفِ اتباعه ونصرته ونصرة دعوته.
وهذه الحقائق تكشف لنا حقيقةً أُخرى وتفسِّرُ لنا سببَ رعب بني صهيون من اليمنيين وتركيزَهم وسعيَهم الحثيثَ للسيطرة على اليمن بكل ما أوتوا من قوة، فمن المؤكّـد أنهم يعلمون علمَ اليقين خطورةَ اليمنيين عليهم وعلى مشروعهم الخبيث في الأُمَّــة وعلى أطماعهم البشعة فيها
وحينما يصرّحون رسميًّا ويظهرون خشيتَهم وخوفَهم من اليمنيين لمُجَـرّد احتفائهم برسول الله وتعظيمهم له بقولهم إن هذه الحشودَ ستبعثُ محمداً من جديد أكبرُ دليلٍ على ذلك.
ومما لا شك فيه أن الصهاينة اليوم يراقبون عن كَثَبٍ ويرصدون كُـلَّ أنشطة واستعداداتِ الشعب اليمني لإحياءِ ذكرى المولد النبوي وقلوبهم ترجف خوفاً من عظمة ارتباط اليمنيين برسول الله، ولو تأملت الشعوبُ الإسلامية وتدبّرت موقف الكيان الصهيوني من اليمنيين وخوفهم منهم لعشقهم وحبهم وارتباطهم برسول الله متجاهلين معاناتهم في ظل الحصار والعدوان لأدركوا أن العزةَ والقوة لا يمكنُ أن تتحقّقَ إلا بارتباطِ الأُمَّــة برسول الله
ولو تدبروا أحداثَ الماضي والحاضر لتبين لهم أن التاريخَ يعيدُ نفسَه فمثلُ ما استعان أسلافُ الصهاينة بكفار قريش ومنافقي الأعراب في حرب رسول الله وحصاره هو وأنصاره فأحفادُهم اليوم يستعينون بأنظمة الأعراب المنافقة لقتل وحصار أنصار الله وأنصار دينه.
فلو تأملوا وتدبروا ذلك لتحَرّكوا على دربِ اليمنيين وسارعوا إلى الارتباط الحقيقي برسول الله وانطلقوا لتعظيمِه وتبجيلِه وتقديسه حتى لمُجَـرّدِ الإغاظةٍ لأعداء الله من اليهود والنصارى ومنافقي الأعراب في الجزيرة.
قال تعالى (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ).
ولتيقنوا أن ما يغيظَ الذين كفروا عبادةٌ لا بدعة، وأن تعظيمَ رسولِ الله قربةٌ إلى الله لها أجرُها وثوابُها عندَ حكيم عليم.