العالم الإسلامي هدف واحد وطرق مختلفة في إحياء الربيع المحمدي.. صنعاء في طليعة عواصم العالم

يعتبر شهر ربيع الأول أحب الشهور وأكثرها ابتهاجاً لدى المسلمين جميعاً وذلك لارتباطه بمناسبة دينية عظيمة يجلها عامة المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، إنها  ذكرى مولد النور محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مخرج البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور.
وما إن يطل شهر ربيع الأول إلا وتجد غالبية دول العالم الإسلامي تكتسي حلتها في أبهى صور الجمال احتفاء بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله، وهنا كانت العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة على موعد مع صورة حولتها طبيعة المناسبة إلى مشاهد لا يقابلها نظير، مشاهد أكّدت أن ربيع النور هو موعد كسوة العاصمة وأخواتها باللون الأخضر الفاقع الذي يسر المبتهجين والمحبين للرسول الأعظم.
وفي إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تختلف مظاهر الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف من دولة إلى أخرى بحسب عادات وتقاليد كلّ بلد حيث يعتبر المسلمين”12ربيع الأول” يوماً استثنائياً وتتعدد به مظاهر الفرحة والبهجة.
وتبقى مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة ذات طابع مميز رغم اختلاف العادات والتقاليد إلا أن مظاهر الاحتفال تظل حاضرة منذ مئات السنين تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
وتشير كتب التاريخ إلى أن أول احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف كان في عهد المعز لدين الله الفاطمي (952-975) حين نزل مصر قادمًا من المغرب، فكان من بين طقوسه في إحياء هذا اليوم إغداق الأموال والعطايا على الفقراء وتعليق الزينات وإقامة الولائم وتيسير المواكب العظيمة والجند الكثيرة بالأعلام والأبواق، فاستولى المعز بهذه الاحتفالات على قلوب المصريين المعروف عنهم حبهم الشديد للنبي –عليه السلام- وآل بيته الكرام.
فيما تذهب بعض الدراسات إلى أن بدء الاحتفال بهذه المناسبة لم تكن في عهد الفاطميين، وهو ما أشار إليه الكاتب محمد خالد ثابت، في كتابه المعنون بـ”تاريخ الاحتفال بمولد النبي ومظاهره في العالم”، ناقلاً عن بعض مؤرخي الإسلام قولهم بأن الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى ملك إربل الذي توفي سنة 620 هجريًا أول من احتفل بالمولد، وقد أثنى عليه العلماء ثناءً عاطرًا بسبب ما أبدى من اهتمام بالغ بهذا الاحتفال وما أنفق فيه من أموال طائلة وما بذل فيه من أوجه البر والصدقات وإطعام الطعام وغير ذلك مما أطنب المؤرخون في وصفه.
وبعيداً عن الروايات التاريخية التي تحدثت عن كيفية الاحتفاء في تلك الحقب التاريخية، فإن مظاهر الاحتفال به باتت سمة عالمية تجمع مشارق الأرض ومغاربها، شمالها وجنوبها، كلّ يحتفل بطريقته ويحييها بطقوسه، يجمعهم هدف واحد ومقصود ومشترك، رافعين شعار حب النبي صلى الله عليه وآله سلم.
يمن الأنصار على الموعد وفي صدارة المحببين:
وتتنافس العديد من الدول الإسلامية في إحياء مولد النور محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بطرق متعددة ومختلفة محاولة الفوز بحب الرسول الأعظم محمد وفي  ميادين المنافسة تتصدر يمن الإيمان والحكمة المشهد العالمي إحياء وابتهاجًا وترتيبًا.
فما إن يحل شهر ربيع الأول إلا وتجد اليمن الجريح في أتم الاستعداد لإحياء المناسبة تعظيماً وتقديساً للرسول المحبة والسلام محمد -صلوت الله عليه وعلى آله- حيث تعلن اليمن قيادة وشعباً كباراً وصغاراً رجالاً ونساء النفير العام لتزيين المدن والأرياف والأماكن العامة والخاصة ووسائل النقل وغيرها من الأشياء التي يمكن تزينها للتعبير عن مناسبة المولد.
وجرت العادة في اليمن الحبيب أن يتم إحياء المولد من خلال الزينة الخضراء التي تكسو المدن وكأنها عروسة غراء تسر الناظرين.
وفي ذكرى المولد النبوي الشريف تتعدد الأنشطة والفعاليات والمسابقات الثقافية والفنية المعبرة عن عظمة الرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- وتقام الأمسيات في مختلف الحارات بعموم المحافظات.
ولا يقتصر الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف من خلال الفعاليات والأنشطة بل تقام المبادرات الخيرية والمساعدات للفقراء والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة ويتم تنظيف الشوارع والأزقة.

 

صحيفة المسيرة