في اليمن السلام ممكن والاستسلام مستحيل

بقلم / زيد الشُريف

 

الشعب اليمني الصامد لن يستسلم ولن يركع ولن يتخلى عن مبادئه وأهدافه المحقة والعادلة، وتحالف العدوان لم يعتبر ولم يأخذ الدروس من الصراع والطغيان والعدوان الذي بدأه منذ ثمان سنوت رغم أن معطيات الأحداث والمتغيرات كشفت الكثير من الحقائق وأثبتت أن الشعب اليمني عصي على الغزاة وقوي في مبادئه وقضيته ومصر على الدفاع عن حريته واستقلاله وحقوقه المشروعة كواجب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي لا يمكن أن يتراجع عنه مهما كانت التحديات ومهما طال أمد العدوان والطغيان، بل إن الشعب اليمني الصامد في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي البريطاني لم ولن يقف مكتوف الأيدي أمام صلف وغطرسة المعتدين بل سيعمل ما بوسعه لوضع حد لطغيانهم وردعهم بكل ما يملك من قوة عسكرية ونفسية وإيمانية ولديه الكثير وقد فعل الكثير وهو اليوم بقواته المسلحة اقوى من أي وقت مضى وهو قادر بعون الله تعالى على توجيه صفعات موجعة للغزاة المعتدين على أكثر من صعيد وفي اكثر من ميدان عسكري برا وبحرا وجوا.
لقد أبدت القيادة في صنعاء من المرونة السياسية المحقة والعادلة والصبر الطويل والحرص الكبير على تحقيق السلام في اليمن في مفاوضاتها مع تحالف العدوان بشكل مباشر أو غير مباشر ما يمكن وصفه بان صنعاء ظهرت اكثر حرصا وصدقا على السلام العادل والمشرف لليمن واليمنيين في الشمال والجنوب حيث جعلت مصلحة وسلامة وحرية واستقلال اليمن وشعبه والتخفيف عن الإنسان اليمني من أعباء الحرب الاقتصادية التي يفرضها تحالف العدوان هدفها الأعلى والأسمى خلال المرحلة الراهنة وما قبلها وعملت ما بوسعها لوقف نزيف الدم اليمني وحرصت على تحقيق السلام بشتى الطرق والوسائل وقبلت بالهدنة ومددتها لأكثر من مرة في سبيل تحقيق ذلك ولكنها اصطدمت بتعنت وغطرسة تحالف العدوان الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعرقل السلام في اليمن وتصر على الاستمرار في عدوانها وطغيانها والدفع بأدواتها لمواصلة مشوارها الإجرامي والعدواني على اليمن رغم تكشف الكثير من الحقائق التي أثبتت فشلها وهزيمتها في اليمن ورغم الدروس والعبر التي حصلت في الأعوام الماضية ومع ذلك صنعاء اليوم بقيادتها وشعبها الصامد وقواتها المسلحة بقدر ما هي حريصة على السلام العادل هي أيضا مستعدة لمواجهة أي تصعيد عسكري جديد قد يقدم عليه تحالف العدوان ولديها القوة والقدرة على التعاطي معه كما يجب وبالشكل الذي يجعل الأعداء يندمون
فمنذ إعلان الهدنة التي بقيت تدور حول نفسها لأكثر من نصف عام إلى اليوم ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام عملت صنعاء خلالها على إتاحة الفرصة الزمنية الكافية للمفاوضات والنقاشات في كل الملفات والتزمت القوات المسلحة اليمنية بوقف اطلاق النار رغم الخروقات والاعتداءات المتكررة للعدوان ومرتزقته ورغم استمرار تحالف العدوان في تشديد الخناق الاقتصادي على الشعب اليمني من خلال القرصنة على السفن النفطية وغيرها إضافة إلى أن صنعاء تؤكد باستمرار على أنها مستعدة للتقدم الكبير في ملف الأسرى لمصلحة الجميع وسمحت للنظام السعودي أن يزور صنعاء ويلتقي بالأسرى وغير ذلك الكثير من العروض المنصفة التي تتقدم بها صنعاء ولكن تحالف العدوان لم يثبت مدى جديته على تحقيق السلام في اليمن ولو بخطوة واحدة بل يستمر في تعنته وغطرسته وغروره باحثا عن ثغرة يستغلها أو فرصة ينفذ من خلالها لتحقيق أهدافه الاستعمارية التي أثبتت السنوات فشلها واستحالة تحقيقها إضافة إلى أن تحالف العدوان يواصل عمله الاستعماري في المحافظات المحتلة ويطمح في التوسع والاستيطان في الجزر والمواقع الهامة ويطمع في الاستمرار في نهب الثروة اليمنية التي حالت بينه وبينها طائرات صنعاء المسيرة ويعمل على فرض شروط لا يمكن القبول بها ويساوم الشعب اليمني على حقوقه المشروعة وغير ذلك مما ترفضه صنعاء ويرفضه الشعب اليمني، ويمكن القول أن الأمور وصلت إلى مرحلة مفصلية يمكن وصفها بمفترق طرق فإما تحقيق السلام العادل أو عودة المعركة وهذا حتما ليس لمصلحة تحالف العدوان فصنعاء تملك الكثير من عوامل القوة الرادعة وتملك مخزوناً عسكرياً استراتيجياً سينكل بالعدوان في عقر داره وفي كل مكان يتواجد فيها عسكريا في البر أو في البحر.
وما بعد الزيارة الأخيرة للوفد العماني إلى صنعاء وما بعد الكلام الصريح والواضح الذي قاله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للوفد العماني بشأن الجانب الاقتصادي على وجه الخصوص حين قال (أي إجراءات اقتصادية تستهدف الوضع في اليمن ستقلب الطاولة) وهذا لا يحتاج إلى تفسير فهو واضح على أرقى مستوى إذا عمل تحالف العدوان على مفاقمة معاناة الشعب اليمني من خلال الحرب الاقتصادية فإن ذلك سيقلب طاولة المفاوضات رأسا على عقب ولصنعاء وقواتها المسلحة الحق في وضع حد لغطرسة تحالف العدوان وردعه والتنكيل به بكل الطرق والوسائل الممكنة وهي كثيرة وقوية وفتاكة منها ما العدو على علم به ومنها ما لم يخطر في باله وستكون عواقب غطرسة المعتدين وخيمة وكارثية عليهم، فقد طال صبر الشعب اليمني وحان الوقت لكبح جماح المعتدين وتأديبهم وردعهم، فالسلام ممكن والاستسلام مستحيل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.