نص المحاضرة الرمضانية العشرون للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1444 هـ -2023 م
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات: السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
في شهر رمضان مبارك، شهر التربية على التقوى، الذي يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عنه في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، فإن جانبًا مهمًا وأساسيًا من التقوى، يتعلق بمسؤولياتنا نحن كمسلمين، تجاه المخاطر التي تتهددنا، في ديننا، ودنيانا، وآخرتنا، من جانب أعدائنا، كما هي ضرورة التحلي بالتقوى في الجوانب العبادية: أن نصلي، أن نصوم، أن نزكي، أن يحج من استطاع سبيلًا إلى الحج، وكما هي التقوى في أمور المعاملات فيما بيننا، في مختلف مجالات الحياة، فإن أيضًا من جوانب التقوى الأساسية، ما يتعلق بهذه المسؤولية: مسؤوليتنا تجاه المخاطر التي تتهددنا من جانب أعدائنا على ديننا ودنيانا، هي مخاطر شاملة وكاملة.
وفي شهر رمضان، شهر الاهتداء بالقرآن، وشهر نزول القرآن، وأجواء القرآن، التي تساعد الإنسان على أن ينتفع بالقرآن أكثر، ويهتدي بالقرآن أكثر، وأن يعزز صلته وعلاقته بالقرآن الكريم، فمن المهم جدًّا- من فوائد الاهتداء أصلًا- أن تنتقل من نظرتك القاصرة والمزاجية، إلى كثيرٍ من الأمور، وتقييمك القاصر لها، إلى الاهتداء بالقرآن الكريم، والنظرة لها من خلال القرآن الكريم، بدلًا من أن تكون نظرة شخصية، مزاجية، قاصرة، أن تنظر لها وتقيمها من خلال القرآن الكريم، هذا من فوائد الاهتداء بالقرآن الكريم، الذي قال الله عنه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}[الأنعام: من الآية 104]، فلنسعى إلى أن نبصر بالقرآن، أن ننظر من خلاله إلى الأمور، وأن نقيمها من خلاله؛ لنبصرها جيدًا، عندما تنظر إليها من خلال القرآن، ستبصرها على حقيقتها، وكما في الحديث النبوي: ((كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وفصل ما بينكم))، نرجع إلى القرآن الكريم وننطلق من خلاله، وكما قال أمير المؤمنين “عَلَيهِ السَّلَامُ” عن القرآن الكريم: ((كتاب الله تبصرون به))، تبصرون به: تنظر من خلاله إلى الأمور.
ولربما من أكثر ما أضر بالعرب على وجه الخصوص، وبالمسلمين عمومًا، هو نظرتهم القاصرة، وانعدام الوعي، وعدم التركيز على القضايا الكبيرة، والأمور المهمة، والاهتداء بالقرآن الكريم تجاهها، فهم انفصلوا عن القرآن في النظرة إليها، والتقييم لها، والتعاطي معها، وهذا أثر عليهم تأثيرًا كبيرًا.
في الأمر بالتقوى في القرآن الكريم، أتى الأمر بها بشكلٍ مميز، لا مثيل له في بقية الموارد في القرآن الكريم والسياقات والمواضيع، في قول الله “تَبَارَكَ وَتَعَالَى” مخاطبا لنا، للذين آمنوا، للمسلمين، في كل عصرٍ وجيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: الآية102].
في بقية السياقات في القرآن الكريم، فيما يأمر الله به، أو ينهى عنه، ويقدم قبل ذلك للفت النظر على أهمية الموضوع بالأمر بالتقوى، أو يعقٍّب على ذلك بالأمر بالتقوى، يقول: اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، في كثيرٍ من الموارد، لكن في هذا المورد بالذات، يأتي بهذا التعبير المهم، الذي يلفت النظر إلى أهمية الموضوع بشكلٍ كبير: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}؛ ليلفت أنظارنا إلى أهمية الموضوع، وخطورته البالغة، وخطورة التفريط فيه، إذا كان في بقية المقامات والمواضيع والقضايا يقول: {اتَّقُوا اللَّهَ}، فلا تفرطوا في ذلك الأمر الذي أمر به، أو لا تتجاوزوا ذلك النهي الذي نهى عنه، ففي هذا الموضوع يقول: {حَقَّ تُقَاتِهِ }، يعني: أبلغ وأرقى وأعلى درجات التقوى، أعلى درجات الانتباه، والحذر من التفريط في هذه القضية، في هذا الموضوع؛ لأنه موضوع مهم للغاية، وما هو هذا الموضوع؟ وما هو هذا السياق الذي أتى فيه هذا الأمر؟
أتى هذا في سياق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}[آل عمران: 100-101]، وهكذا استمر، يحذّر، وينبه، ويرشد إلى ما يقي من ذلك، ثم يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}؛ ليبين أهمية هذه المسألة، والخطورة البالغة لها.
وهذه مسألة مهمة من البداية، فالآية تحذّر المسلمين بشدة، من طاعة أعدائهم من أهل الكتاب، وما يترتب على ذلك حتمًا- كنتيجة حتمية- إذا أطاعوهم، يترتب على ذلك: الارتداد عن الدين الإلهي، عن الإسلام العظيم، عن مبادئه، عن قيمه، عن شرائعه، عن هديه ونوره، وفي نفس الوقت هي تكشف عن طبيعة ما يسعى له أولئك الأعداء في استهداف الأمة، وطريقتهم أيضًا في الوصول إلى تحقيق ذلك الهدف.
الموضوع مهم جدًّا، وهو من المواضيع التي لا يرغب الكثير من الناس في الالتفاتة إليه أصلًا، وهو من المواضيع التي شُطِبَت عند الكثير من دائرة اهتمامهم بشكلٍ تام، والمفارقة عجيبة، المفارقة في هذا الموضوع عجيبة جدًّا، بيَّن: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، أبلغ درجات التقوى، أعلى درجات الاهتمام، واليقظة، والحذر، وبين عدم الاهتمام بالموضوع أصلًا! وعدم الرغبة في سماع أي شيءٍ عنه نهائيًا، وعدم الالتفاتة إليه في إي حالٍ من الأحوال، يعني: تهميش كامل للقضية، ولهذا الموضوع، ولهذا الخطر، ولهذا التهديد، وعدم الحديث عنه، ولا الالتفات إليه، ولا الاهتمام به، هذه قضية خطيرة على الإنسان؛ لأن الله سيحاسبنا يوم القيامة، على أساس ما أمرنا به في كتابه، وهدانا إليه في كتابه، ويحتج علينا في مقام الحساب بآياته: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ}[المؤمنون: من الآية 105].
فلـــذلـك مهما تجاهل الإنسان مثل هذه الأمور، ذات الأهمية الكبيرة في القرآن، في أوامر الله، في توجيهاته، ولأنها بالفعل ذات الأهمية والتأثير الكبير في الواقع، في واقع الحياة، فتجاهله لا يفيده، ولا يغنيه، ولا يدفع عنه تبعات التفريط والتقصير والمسؤولية تجاه ذلك؛ إنما يمثل مشكلةً كبيرةً له يوم يلقى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، كما هو مشكلة في هذه الحياة.
الآية- بكل وضوح- حددت الخطر الرهيب، خطر على دين هذه الأمة؛ وبالتالي على دنياها، وعلى مستقبلها، وعلى آخرتها، وحددت مصدر ذلك الخطر، وهم أهل الكتاب، وبينت أن هذا التهديد، هو خطر حقيقي، وهم بالفعل يسعون إلى تحقيقه، في استهدافهم للأمة.
أهل الكتاب (اليهود، ومن يرتبط بهم من النصارى) برزوا على مدى التاريخ، ومنذ عصر رسول الله “صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، كأعداء رئيسيين للمسلمين، هم دخلوا في عصر رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ” في عدة حروب مباشرة معه، وأسهموا في مؤامراتهم، ومخططاتهم، وتحريضهم، في بقية الحروب، التي شنها الآخرون ضد رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، وضد الإسلام والمسلمين، فهم في حروب: حرّضوا، ودفعوا، وساهموا، وحركوا، وتآمروا، وفي حروب أخرى: باشروا، لكنهم هُزِموا؛ لأن رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ” تحرك على أساس هداية الله، وتوجيهاته وتعليماته، في التصدي لمؤامراتهم، ثم عاد تأثيرهم في مراحل معينة، وأتى الخطر الكبير من اللوبي الصهيوني اليهودي، في تاريخنا المعاصر، وفي هذه القرون الثلاثة الأخيرة بشكلٍ واضح؛ نتيجةً للخلل الذي حصل في واقع المسلمين.
هم برزوا يتعاونون فيما بينهم ضد المسلمين، بالرغم من أن بينهم خلافات ومشاكل قديمة فيما بينهم، لكنهم تجاه المسلمين يتعاونون ويتآمرون سويًا، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ}[المائدة: الآية51]، فهم يتعاونون، ويتحركون، وبرزوا تاريخيًا، وفي مراحل كثيرة، واستمر الصراع معهم والاستهداف من جانبهم للمسلمين على مدى التاريخ، في كل المراحل الماضية والأجيال الماضية، وبرزوا بوضوح كأعداء أساسيين للمسلمين، وأعداء خطرين.
المساحة التي تحدثت عن عداوتهم للمسلمين، وعن خطورتهم، وما يتصل بذلك، في القرآن الكريم هي مساحة واسعة، مساحة كبيرة: (في سورة البقرة، وفي سورة آل عمران، وفي سورة النساء، وفي سورة المائدة بشكلٍ كبير، وفي سورة التوبة)، وفي عدة سور في القرآن الكريم، وآيات كثيرة جدًّا، ويطابق ما ورد في القرآن الكريم شواهد الواقع، الأحداث، والوقائع، والحقائق، التي حصلت عبر التاريخ، وإلى اليوم في زمننا المعاصر.
والقرآن الكريم في حديثه عنهم قدَّم تشخيصًا دقيقًا، وتقييمًا واقعيًا وحقيقيًا لهم، من المهم المعرفة به؛ لمعرفة الوقاية من خطرهم علينا، في ديننا ودنيانا؛ لأن هذه هي التقوى: الوقاية، من خطرهم، ومن الخطر الناتج عن التفريط في هذه القضية، ما بيننا وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في الحساب والجزاء على ذلك.
وللأسف الشديد أن هذا الجانب، الذي لا يحظى بالاهتمام عند المسلمين، عند أكثرهم، بالرغم من طبيعة الأحداث، والصراع، التي تلفت النظر، حتى في بعض المراحل تُرغِم الناس على التفاعل، ولكنه يكون تفاعلًا لحظيًا، ومؤقتًا، مع حادثة مزعجة جدًّا- مثلًا- في مرحلة معينة، أو جريمة رهيبة جدًّا، أو احتلال بلد بأكمله، من بلدان العالم الإسلامي، أو جرائم رهيبة للغاية، تفرض نفسها على الالتفاتة إليها، فيلتفت الناس بقليلٍ من السخط والتفاعل، والأسف، والتضامن النفسي والعاطفي مع من يحصل عليه من المسلمين ذلك، ثم يبرد الناس، وينسون، ويتغافلون عن الموضوع، ولا يتحركون في إطار عمل مستمر، ومشروع عملي، للسعي إلى تغيير الواقع، وإلى تحقيق الوقاية، التي تقي الأمة من ذلك الخطر والشر، وهذه هي المشكلة.
في واقع الأعداء، هو الموضوع الأساسي بالنسبة لهم: العداء لنا، موضوع مهم جدًّا، حاضر في كل اهتماماتهم، في أبحاثهم، ودراساتهم، ونشاطهم المعلوماتي، الذي يدرسون من خلاله واقع الأمة، وحاضر في خططهم، وحاضر في برامجهم، وحاضر في أنشطتهم العملية بشكلٍ أساسي، وحاضر في سياساتهم التي يرسمونها في التعامل تجاه هذه الأمة، اهتمام كبير بالموضوع، وكأنهم هم من أتى لهم: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، وليس نحن، كأنهم هم من لُفِتَ انتباههم إلى أن يكونوا منتبهين، ومهتمين، وجادّين، ومركزين، وغير غافلين عن هذه الأمة، وأن ينتبهوا منها، ويحذروا منها أشد الحذر، وأن يكونوا في تعبئة مستمرة ويقظة دائمة تجاهها، وليس كأن هذا ورد لمن؟ لنا نحن في القرآن الكريم، وخاطبنا الله به، وجعله جزءًا من التزاماتنا الإيمانية، ومسؤولياتنا الدينية الأساسية، هذا شيء مؤسف وعجيب، وعجيب!!
في القرآن الكريم، تحدث الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عن الشيطان كعدو، وحذرنا منه، وكشف لنا خططه، وبيّن لنا سُبُل الوقاية منه، وقال لنا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[فاطر: من الآية6]، (فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)، يكون موقفك منه على أساس أنه عدو، تعاديه أنت من جانبك، مثلما هو عدوٌ يستهدفك، فأنت تعتبره عدوًا، فتتحّرز منه، وتحذر منه، وتنتبه منه، وتعاديه، وتتخذ منه الموقف العدائي، وهي نفس المسألة المتعلقة بأعدائنا من اليهود والنصارى، في المساحة الكبيرة في القرآن الكريم حذّر منهم، بيّن خطورتهم، وهدى إلى ما يقي الأمة، ما يقي الأمة من خطورتهم، وهي خطورة رهيبة على الأمة، في دينها ودنياها، وهذا من رحمة الله تعالى.
{وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْـمًا لِلْعَالَـمِينَ}[آل عمران: من الآية 108]، أتى هذا في سياق الحديث عنهم، عن خطورتهم، عن عواقب التفريط في هذه القضية، الذي سيترتب عليه سواد الوجوه في الدنيا والآخرة:
-
سواد الوجوه في الدنيا، من خلال التقصير الفاضح، الذي يترتب عليه نكبات الأمة، ومآسي الأمة، وهوان الأمة، وذل الأمة، يسحقها أولئك الأعداء، الأشرار، الهيِّنون، السيئون، يُذلونها، يقهرونها، يهينونها.
-
ويوم القيامة سواد الوجوه أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، خطر رهيب، يكون المصير إلى جهنم والعياذ بالله، نتيجة للتفريط في ما يسبب ضياع الدين، ومعه الدنيا، أمر خطير للغاية.