نص المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1445هـ -2024م
الثلاثاء 2 رمضان 1445هـ 12 مارس 2024م
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
حديثنا عن أهمية التقوى، التي هي الثمرة التربوية لفريضة الصيام، وما تعنيه لنا التقوى؛ ليتضح لنا مدى حاجتنا إلى التقوى، وماذا تعنيه بالنسبة لنا، لنركز عليها، ونسعى لأن نحصل على هذه الثمرة، من خلال أدائنا لفريضة الصيام المباركة، ومن خلال سعينا للاستفادة الواسعة من بركات الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك).
الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بيَّن لنا كثيراً في القرآن الكريم عن أهمية التقوى بالنسبة لنا، وعن حاجتنا إليها، وفي واقع الحال فالسعي للتقوى، والحرص على التقوى، والاهتمام بأمر التقوى هي مسألةٌ فطريةٌ لدى الإنسان، الإنسان هو بفطرته يحب الخير والسلامة لنفسه كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عن الإنسان: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}[العاديات: الآية8]، يحب لنفسه الخير، ويريد لنفسه الخير؛ ولذلك نحتاج مع الفطرة التي تؤثِّر عليها مؤثرات هذه الحياة، ويؤثر أيضاً جهلنا بما هو الذي يشكِّل وقايةً لنا، وسلامةً لنا، وخيراً لنا، كما يؤثِّر على الإنسان ما يعانيه من الضلال، وسوء الفهم، والتصورات الخاطئة عمَّا هو الذي يحقق له الخير، ويشكِّل وقايةً له من الشرور والشقاء، وضنك المعيشة، وعن الخزي في الدنيا، وعن العذاب في الآخرة، نحتاج إلى هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نحتاج إلى الإيمان الواعي، الذي يتحقق لنا من خلاله التقوى، مع هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” رسم لنا في توجيهاته، وتعليماته، وأوامره، ونواهيه، ما يمثل وقايةً لنا في الدنيا، وفي الآخرة:
-
في الدنيا: من الشقاء، من ضنك المعيشة، من الخزي، من القهر، من الظلم، من الذل، من كل الشرور.
-
وفي الآخرة: من العذاب العظيم، من سوء الحساب، من الخسران الكبير، الخسران لرضوان الله، ولجنته، وللنعيم الأبدي، والاتجاه نحو العذاب الأبدي والعياذ بالله.