نص الحوار الذي أجرته صحيفة اليمن الجديد مع رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري.
أكد رئيس هيئة الأركان اللواء (محمد عبدالكريم الغماري) أن القوات المسلحة أصبحت اليوم أقوى ولديها من أسلحة الردع ما يجعلها قادرة على تنفيذ ما وعدت به القيادة شعبنا العزيز وتوعدت به قوات العدوان والاحتلال.
وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة في حوار صحفي مع صحيفة (اليمن الجديد)، انهُ إذا أستمر العدوان على اليمن فعلى العدو أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الأشد إيلاماً خصوصاً وقد أصبح لدى الجيش واللجان الشعبية من أسلحة الردع ما يجعلها في موقع القدرة على تنفيذ ما وعدت به القيادة شعبنا العزيز.
وأضاف، إن إطالة أمد العدوان على اليمن هدف أمريكي إسرائيلي بالإضافة إلى ان هناك أهداف غير معلنة تتعلق بالسعودية نفسها.
كما أشار إلى أن المزيد من الأسلحة الأمريكية والبريطانية لن توفر أي حماية للسعودية بعد أن أصبح العدو يعيش مرحلة يأس نتيجة الانتكاسات والهزائم فاليمن اليوم يصنع ملحمة عظيمة من البطولات على طريق النصر.
وأليكم نص الحوار : في البداية .. ماذا تعني لكم عملية نصر من الله بمرحلتيها الأولى والثانية؟
العملية من تسميتها نصر من الله فما تحقق فيها كان بعون الله وتأييده وقد جاءت بعد مرحلة من الإعداد والتحضير ثم انتقلنا الى مرحلة التخطيط ومن ثم التنفيذ وفق المراحل المعلن عنها وكانت النتائج كما تابع الجميع مشرفة لليمن واليمنيين الصامدين في وجه تحالف العدوان.
ومن أبرز ما تحقق في هذه العملية هو العمل العسكري القوي والمنظم بكل المعايير العسكرية من الإستطلاع حتى مشاركة وحدات متنوعة ومختلفة من قواتنا المسلحة إضافة الى الأسلحة الإستراتيجية منها أعلن عنه ومنها ما لم يعلن عنه.
برأيكم ما هي أبرز ما حققته العملية إضافة الى ما أعلن ؟
أولاً على صعيد القوات المسلحة فالعملية أكدت وبما لا يدع مجالاً للشك أن قواتنا تمتلك من الخبرة والكفاءة ما يجعلها قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية نوعية لتحقيق أهداف إستراتيجية تعمل على تغيير الواقع الميداني وتقلب المعادلات رأساً على عقب إضافة الى أن قواتنا بمختلف تشكيلاتها باتت أكثر قدرة على تنفيذ المهام العملياتية ضمن تكامل القوى في الزمان والمكان حسب الخطة المرسومة.
ثانياً على صعيد أصداء العملية فقد كان لها صدى كبير داخلياً وخارجياً وانعكست إيجاباً على معنويات كافة منتسبي القوات المسلحة وكذلك المواطنين.
وأما على مستوى العدوان وأدواته فقد كانت العملية صادمة بالنسبة لهم فلم يكن العدو يتوقع أن تتمكن قواتنا وفي وقت قياسي من تحقيق هذا الإنجاز والبناء عليه من خلال المرحلة الثانية التي ضاعفت بنتائجها من حجم خسارة العدو وأكدت هزيمة قواته المنهارة أمام شجاعة المجاهدين البواسل.
وبالتأكيد أنكم قرأتم التناولات الإعلامية الدولية عن العملية منها من تحدث أن النموذج اليمني في مواجهة السعودية سيدرس في كل أنحاء العالم وهذا يجعلنا نفخر كثيراً بقواتنا المسلحة وبالمجاهدين الأبطال الذين يضربون المثل في الشجاعة والبسالة والبطولة والتضحية.
ولا ننسى القول أن عمليات نصر من الله أكدت لكل من يشكك في قدراتنا العسكرية بأن اليمن حاضر للرد على كل معتدي وقادر بعون الله على أن يوجع العدو بعمليات عسكرية نوعية.
برأيكم .. بماذا تتميز نصر من الله بمرحلتيها الأولى والثانية عن بقية العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية؟
العملية واسعة ونوعية شاركت فيها عدة وحدات عسكرية مختلفة ضمن خطة مرسومة لها هدف إستراتيجي وأعتمدت فيها قواتنا تكتيكات قتالية أكد كفاءتها على أرض الميدان حيث تمكنت خلال المدة المحددة من تحقيق الأهداف كافة بروح معنوية عالية وشجاعة وإيمان وثقة بنصر الله وأعتقد أن أهم ما يميز العملية وكل عملية عسكرية لقواتنا هو المجاهد المؤمن بالله والمرتبط به والواثق بنصره فالمقاتل المدرك لطبيعة مهمتة والمتحلي بالشجاعة والإيمان والإخلاص والمستوعب للقضية وأهمية الدفاع عن الوطن خلال هذه المرحلة وفي كل مرحلة هو كلمة السر لقواتنا وعامل من عوامل النصر فإذا توفر لأي جيش مقاتلون من هذه النوعية يصبح السلاح وحجمه ونوعيته مجرد عامل مساند أو داعم ولهذا نحيي كل منتسبي القوات المسلحة من أفراد وضباط الجيش وكذلك اللجان الشعبية وكافة المتطوعين من أبناء شعبنا العزيز وقبائلنا الحره الأبية.
ماذا عن الموقف العسكري أو القتالي لقواتنا في بقية الجبهات؟
بشكل عام الموقف جيد ونثق كما يثق كافة أبناء شعبنا بإخوانهم وأبنائهم من الجيش واللجان الشعبية الذين يؤدون واجبهم الديني والوطني في مختلف الجبهات.
وبالتاكيد أن الجميع يتابع التطورات والمستجدات وكيف أن المتغيرات نتيجة الصمود الشعبي والعسكري كانت إيجابية بالنسبة للجيش واللجان الشعبية فالعدو يعيش مرحلة يأس نتيجة ما تعرض له من إنتكاسات وهزائم خلال الفترة الماضية فاليمن اليوم يصنع ملحمة عظيمة من البطولات والتضحيات على طريق النصر إنشاء الله.
المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة تحدث عن توجيهات بشأن معاملة أسرى العدو .. رغم ما يتعرض له أسرى الجيش واللجان الشعبية لدى العدو لدرجة أن البعض يرى أن قواتنا تبالغ في الاهتمام بأسرى العدو ولا يقابل ذلك بالمثل بالنسبة لأسرانا لديهم؟
نحن بمعاملتنا الجيدة للأسرى نكون قد ترجمنا تعاليم ديننا وكذلك ما تمليه علينا ضمائرنا وعاداتنا واخلاقنا وكما يقول المثل “كلاً يعمل بأصله” فنحن نعمل وفق الدين والعادات والتقاليد والأخلاق الإنسانية وهذا مبدأ من مبادئنا لطالما أكد عليه السيد القائد عبدالملك الحوثي وحث على تنفيذه ولهذا أصبح من الإجراءات الإعتيادية لدينا أن نعامل الأسرى بالطريقة اللائقة وجميع الأسرى لدينا تتشكل لديهم صورة صحيحة عن الجيش واللجان الشعبية عكس الصورة التي يحاول العدو ترسيخها عنا.
هل هذه المعاملة تشمل كل الأسرى بما في ذلك السعوديون؟
نعم .. الجميع بلا إستثناء فأي أسير بغض النظر عن جنسيته سيلقى منا التعامل الإيجابي واللائق الذي يعكس أخلاقنا والتزامنا بديننا وعاداتنا وقيمنا و هويتنا.
العدد الكبير من الأسرى خلال عملية نصر من الله .. ترى كيف تمكنت قواتنا من تأمينهم حتى لا تطالهم غارات العدوان الإنتقامية ؟
كان من ضمن خطتنا العسكرية التعامل مع أي مواقف إستثنائية أو طارئة ووضعنا في الإعتبار الأسرى وكيف يتم التعامل معهم وتأمينهم كوننا نعلم وهذا تكرر كثيراً أن العدو لا يضع أي إعتبار لأتباعه من المتورطين بخيانة البلد ولا يتردد في إستهدافهم وتحويلهم الى أشلاء متناثرة عندما يعلم أنهم سلموا انفسهم ولهذا لا أخفيكم بأننا توقعنا ذلك ولهذا كان من ضمن إجراءاتنا بحسب الخطة تأمين الأسرى وقد تمكنت قواتنا بعون الله من الحفاظ على معظم هؤلاء الأسرى فيما العشرات منهم كانوا ضحية للعدوان مرتين الأولى عندما أستجابوا له وقرروا القتال في صفوفه والثانية عندما أستهدفتهم بغاراته وقضى عليهم.
القوات المسلحة أكدت أنها في المرحلة الثانية من العملية سمحت للمتورطين بخيانة الوطن بالهروب بإتجاه مدينة نجران .. ترى ما هي الأسباب الداعية لذلك؟
نعم خلال المرحلة الثانية كانت قواتنا قد تقدمت وأصبحت على مشارف الإنتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية بحسب الخطة المرسومة وقد سمحنا لمجاميع من المتورطين بخيانة الوطن بالهروب نحو مدينة نجران وسهلنا لهم ذلك بعد أن كان جيش العدو يحاول الدفع بهم مجدداً الى قتال قواتنا وبشكل إجباري رغم معنوياتهم المنهارة ولهذا فإن تسهيل فرارهم أفشل مخطط جيش العدو الذي لا يضع أي حساب لليمني الذي يقاتل معه ويدافع عنه وكنا نحن أكثر حرصاً على حياتهم رغم أنهم كما أسلفنا متورطون بخيانة وطنهم وبلدهم ونأمل أن يعودوا الى مناطقهم ويتركوا القتال في صفوف العدو كما عاد المئات من قبلهم الى مناطقهم.
وقواتنا بحسب التوجيهات لا تستمر بإطلاق النار على كل من يفر من المعركة لا سيما إذا كان يمني وهذا المبدأ يطبق في مختلف الجبهات فنحن أكثر حرصاً على أرواح اليمنيين الذين يفرون من المعركة ويقررون النجاة بأنفسهم لعلمهم أن موقفهم خطأ وأن قتالهم في صف العدو جريمة وخيانة يُعاقب عليها القانون.
تحدثتم عن عدم إطلاق النار على كل من يفر وذكرتم اليمنيين المتورطين بالخيانة .. ماذا عن السعوديين لا سيما من أبناء نجران وعسير وجيزان؟
في الحقيقة نحن نعتبر أبناء هذه المناطق بحكم الإرتباط التاريخي الأقرب الينا من غيرهم ولهذا بالتأكيد أننا نضع الروابط التاريخية في الإعتبار فنحن حريصون عليهم ولا نرضى بأن يصيبهم أي مكروه ولهذا فإن عليهم رفض كل محاولات العدو الزج بهم في معركة لا هدف منها سوى قتل إخوانهم ونحن نعلم أن معظم أبناء تلك المناطق غير راضين على عدوانية النظام السعودي وعلى جرائمه وكلنا ثقة بأن صوتهم سيرتفع إذا ما أستمر العدوان علينا وعليهم كون الدفع بهم الى قتالنا يعتبر عدوان عليهم.
كيف تتابعون في قيادة القوات المسلحة المسار السياسي والدعوات لوقف العدوان ورفع الحصار ؟
نحن في القوات المسلحة ملتزمون بالدفاع عن شعبنا العزيز وملتزمون بتنفيذ المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا فالمؤسسة العسكرية امامها تحديات عدة وقد تمكنت بعون الله من تجاوز الكثير منها حتى فرضت معادلة ردع وهذا أنعكس إيجاباً على المسارات الأخرى كالمسار السياسي الذي لولا الفعل العسكري الميداني لما وصل الى هذه الدرجة من التقدم على صعيد إقرار العدو بأنه يتجه نحو الفشل والهزيمة وأن خروجه من اليمن بوقف عدوانه أفضل الخيارات بالنسبة له أما إذا أستمر في العدوان فعليه أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الموجعة والمؤلمة فليس من المنطقي أن يستمر في عدوانه ونظل مكتوفي الأيدي فكلما أستمر في العدوان كلما تصاعدت عملياتنا العسكرية الدفاعية المشروعة وكلما تنوعت اهدافنا وتوسعت خارطة تلك الأهداف لتشمل ما يتوقعه وما لا يتوقعه.
ماذا لو كان العدو هذه المره جاداً في التعاطي الإيجابي مع كل جهود السلام؟
طريق السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار فإذا كان العدو جاداً فعليه أن يؤكد ذلك فعلياً ونحن في القوات المسلحة مع أي توجه للقيادة بما يلبي مصلحة الشعب ويحقق أهدافه وبالتأكيد أن هدف وقف العدوان يعتبر أولية بالنسبة للجميع فإذا أستجاب العدوان لمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى فذلك أمر إيجابي وإذا أستمر في مرواغاته فالقوات المسلحة حاضره لتنفيذ أي توجيهات في إطار حقنا المشروع بالدفاع عن شعبنا ووطننا.
بالتأكيد انكم تابعتم الأنباء التي تتحدث عن قدوم خبراء أمريكيين الى السعودية والإمارات مع منظومات دفاعية بعد عملية توازن الردع الثانية .. ترى ما تعليقكم على ذلك وهل سيؤدي ذلك الى تغيير في موازين القوى العسكرية لا سيما بعد أن تفوقت المسيرات اليمنية على المنظومات الأمريكية؟
الخبراء الأجانب متواجدون في السعودية والإمارات ويشرفون على العمليات العسكرية لتحالف العدوان والسعودية ليست بحاجة الى خبراء إضافيين ولا الى منظومات دفاعية إضافية كونها لن تحقق أكثر مما حققته المنظومات الموجودة
وبالتالي فإن المزيد من الأسلحة الأمريكية والبريطانية لن يوفر أي حماية للسعودية فلدينا من القدرات والتقنيات ما يجعلنا قادرون على تحقيق أهدافنا العسكرية في الزمان والمكان الذي نحدده.
وأرى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الإستنزاف الأمريكي للأموال السعودية فإرسال الخبراء الإضافيين والمنظومات والأسلحة وغير ذلك ليس مجاناً بل بمبالغ كبيرة جداً ولهذا نؤكد أن الهدف الأمريكي حالياً يتمثل في إطالة أمد العدوان لتحقيق كافة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية المعلن عنها وكذلك الغير معلنة ومن ضمن تلك الأهداف بالطبع ما يتعلق بالسعودية نفسها أما نحن فموقفنا لم ولن يتغير فنحن ندافع عن بلدنا وهذا حقنا المشروع وسنتخذ كل ما بوسعنا من أجل ممارسة هذا الحق ولن نتردد بالأفعال قبل الأقوال في الدفاع عن شعبنا والعمل على رفع معاناته بشتى الوسائل والطرق.
برأيكم ما مدى إستعداد القوات المسلحة فعلياً لتنفيذ عمليات عسكرية أشد وأقوى من عملية توازن الردع الثانية؟
القوات المسلحة أصبحت قادرة على خوض معارك دفاعية وهجومية ليس لأشهر قادمة بل لسنوات والعدو يدرك تماماً أن قواتنا خلال العام الخامس أقوى من حيث الكفاءة القتالية وكذلك الأسلحة مما كانت عليه خلال السنوات السابقة ولدينا من أسلحة الردع ما يجعلنا بالفعل قادرون على تنفيذ ما وعدت به القيادة شعبنا العزيز وما توعدت به قوى العدوان والإحتلال