اليمن هاجسٌ يؤرق كيان الاحتلال
بقلم/ بندر الهتار
يعودُ رئيسُ حكومةِ العدوّ الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للحديثِ عن اليمن، هذه المرّة تتركّزُ مخاوفُه حولَ الصواريخِ الدقيقةِ التي يقولُ إنها تُحضَّرُ لاستهداف إسرائيل بدعم ٍإيراني، فما دلالةُ هذه التصريحات؟
مذ أعلن نتنياهو أن اليمن يشكل خطراً استراتيجياً على كيانه عقب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وإلى ما قبل ذلك، لا يغيبُ اليمنُ وكل ما يتصلُ به من أحداثٍ عن العقلية الإسرائيلية، لا يقتصرُ الأمرُ على مراكز الدراسات ووسائل الإعلام، إذ يتصدر نتنياهو في أحيان كثيرة المواقف المعبرة عن خشية كبيرة من صمود اليمنيين في وجه التحالف الذي تُعتبر تل أبيب أحد أركانه.
الجديدُ في هذا السياق، يقولُ نتنياهو خلال تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: إن إيران شرعت في إدخال صواريخ دقيقة إلى اليمن بهدف ضرب إسرائيل..
وبعيداً عن استحضار البُعبُعِ الإيراني في هذه التصريحات إلا أن لها الكثيرَ من الدلائل المهمة..، أبرزُها على المستوى العام، أن اليمنَ بات يشكّلُ هاجساً مؤرقاً لقادة الكيان الغاصب، يعكسُ ذلك المتابعةَ الحثيثةَ لكل تطورات الميدان، والضربات التي تتلقاها السعوديةُ يتم إعادة قراءتِها بالعين الإسرائيلية، وما حدث مؤخّراً في عملية أرامكو لا يزالُ حتى اللحظة حديثَ الإعلام الإسرائيلي، وقبل ذلك التطورُ اللافتُ في صناعة الصواريخ الباليستية والقدرات البحرية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة.
العِداءُ لإسرائيل شعاراتٌ متصلةٌ بواقع عملي، وهذه العقيدةُ الإسلامية العروبية التي يحملُها ملايين اليمنيين تؤخذُ بعين الاعتبار في مراكز صناعة القرار الإسرائيلية، ويمكن استحضارُ بعض تصريحات نتنياهو السابقة في هذا الإطار.
استحضارُ إيران يكشفُ أن الذرائعَ التي تروِّجُ لها السعوديةُ هي ذاتُها التي تطلقُها إسرائيل، هنا يظهرُ نتنياهو حين يتحدَّثُ عن اليمن كأنه محمد بن سلمانَ، هي غرفةُ عمليات واحدة تقودُها واشنطن، في المحصِّلة تَعتَبِرُ تل أبيب أن انتصار السعودية والإمارات في اليمن نصرٌ لمشروعها، والهزيمةُ كذلك لها الانعكاسُ ذاتُه.