هل هو إعصار، أم دخان نارٍ ستحرق الأخضر واليابس؟
العلامة / سهل بن عقيل
أحداث التراكم
الأحداث السالفة التي تراكمت على الأمة العربية والإسلامية وخاصة في الدول الواقعة في الشرق الأوسط ” الجزيرة وما حولها” هذه الأحداث تراكمت على آلام وأوجاع تاريخ قديم خلف أحقاداً لا يمكن نسيانها في القريب العاجل، وهي بدورها أصبحت (خُرَّاجاً) مليئاً بالمآسي، قد ينفجر في وجه من صنعوه عبر عقود، وهم يعلمون ذلك، فإذا أنفجر فسيكون ما لا يحمد عقباه، خاصة على الأحذية المهترئة في العالم العربي، لأنهم الأداة الفاعلة في هذه المآسي.
(علينا إذاً)
علينا إذاً أذ نرى بعين الواقع، ونستقرئ من الواقع أحداث المستقبل، فإن الاستباق لمثل هذه الأمور ورؤيتها هو عين الحصافة لمن له عقل.
(ماذا سيكون لما هو كائن)
هل ستغير الأحداث الحالية طريقاً جديداً لما سيكون، وهل ما سيكون سيكتب أحداثاً تغير مجرى حياة الإنسان في هذه المناطق فكراً واقتصاداً وحياة اجتماعية تزعج بدويها الذين يؤججون الاحداث المؤلمة على مستوى الدول العربية والإسلامية، وهل سيكون ردُّ الصاع بصاعين أو بعشرة… لأن الإمكانيات الآن – وإن لم يستخدمها الذين يملكونها – هي التي تحرك كل شيء في حياة أعدائهم.
هنا نقول: نحن العامة حتى المغفلون منا قد صحت عقولهم وجحضت عيونهم أمام مرأى ما يقاسونه من عذابات وإهدار طاقات ومقدرات ما يحظون به من إمكانيات في يد أعدائهم بينما هم قد لا يمتلكون الرغيف.
(الجوع / والفقر كافر)
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بما معناه أنه لو كان الجوع والفقر مُجسَّداً لقتله.. من هذا المعنى وإن غاب نص الحديث، فالمعنى دالَّ عليه.
(الأحذية والثقة)
إن الثقة بالأحذية أصبحت ألف نقطة تحت الصفر بالقائمين على مقدرات هذه الأمة وتسيير حياتها سياسة واقتصاداً.. وإن أول ما ينفجر (الخُرَّاج) سيكون في وجوههم، هذا بلا شك فإنه قد طفح الكيل، وبلغت القلوب الخناجر.. فوالله سيأتي يوم لا يستطيعون فيه الاختباء – بكل معنى الاختباء وستلاحقهم الجماهير حتى إلى قبورهم، ليبصقوا عليها كما يبصق الحجيج على قبر (أبي رغال) في الطائف، الذي دلّ الحبشة على الكعبة ليهدموها، فهم الأحفاد لهذا اللعين الذي فرقهم في الجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي، وإن لم يكن بالنسب، فإنه بالسبب.