من وسط الجمهور الصاخب، شق الصفوفُ نحو الفِرقة الفنية وطعَنَ ثلاثةَ أشخاص، ليست هذه حادثةً عابرةً في السعودية منذ التحوُّل الكبير الذي يقودُه محمد بن سلمان، لجهة الغرق في الترفيه والحفلات الموسيقية.
يغلقُ وليُّ العهد السعودي كُـلَّ صوت ينتقدُ برنامجَ الترفيه المثير للجدل، السجونُ السعودية تُفتَحُ كُـلّ يوم لواحد من المنتقدين مهما علت مكانتُه الاجتماعية أَو الدينية، بما في ذلك مشايخُ القبائل والعشائر البارزون.
الحادثةُ التي وقعت مساءَ أمس الاثنين، خلال حفلة بحديقة الملك عبدِالله وسط الرياض، تحاول السلطاتُ السعودية التقليلَ من الأمر؛ خوفاً من أن تضرِبَ هذه الحادثةُ مشروعَ الترفيه الذي يقومُ عليه محمد بن سلمان ويراهنُ على نجاحه، تقولُ السعودية: إن المنفذ ليس سعودياً بل وافدٌ من اليمن..، تريد إنهاء القصة هنا.
نسبةٌ كبيرة من المواطنين في السعودية ليسوا راضين عن هذا التحول نحو السفور، ويشككون أن خلف ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وولي العهد السعودي، بيد أن هذا الرفضَ قد يتحولُ إلى انفجار، على شاكلة هذه الحادثة التي قد تبدو المؤشرَ الأول نحو ذهاب السعودية نحو الصراع من الرافضين السعوديين لسياسة بن سلمان.
ثمة من يذكّر بحركة جهيمان العتيبي في ثمانينيات القرن الماضي، فالرجل الذي سيطر وأتباعه على الحرم المكي لأيام لم ينشأ مصادفةً ولم يجد أتباعاً مخلصين في ظرف يوم، بل أسّس حركةً سرية قامت على فكرة انحلالِ السلطات السعودية، الامر مشابهٌ الآن بصورة أكثر وضوحاً.
السعودية ذاهبة نحو الصدام، يقول كثيرون: إن ذلك لن يتأخر وسط تصاعد موجة الاعتقالات التي تشمل معارضين وتجُرُّ خطباءُ مساجد إلى السجون، على خلفية نقد بعضهم الممارساتِ الجديدةَ وفرض الترفيه على الجميع أَو الصمت، في وقت يزدادُ المواطن فقراً ومعاناةً جَـرَّاءَ غلاء المعيشة.