116قتيلا وعشرات المصابين حصيلة القصف الصاروخي الذي استهدف معسكر الاستقبال التدريبي في منطقة الميل شمال غربي مدينة مأرب التابع لمرتزقة العدوان غالبيتهم من أبناء المحافظات الجنوبية في الميل شمال غربي مدينة مأرب ، القصف الذي ما يزال الغموض يحيط بمصدره ، وسط تضارب للأخبار ، وتعدد للروايات التي صدرت عن قوى الارتزاق والعمالة والخيانة .
وسائل إعلام الإخوان والنشطاء الموالون لهم على شبكات التواصل الاجتماعي وجهوا أصابع الاتهام بصورة مباشرة إلى دويلة الإمارات ومرتزقتها في شبوة ، مشيرين إلى أن الصواريخ التي استهدفت معسكر المرتزقة بالميل بمأرب انطلقت من القاعدة العسكرية الإماراتية في بلحاف ، فيما ذهب ناشطون جنوبيون يتبعون ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتهام الذراع العسكري للإخوان والسعودية في اليمن الجنرال العجوز علي محسن الأحمر بالوقوف وراء القصف وذلك بهدف الحيلولة دون انتقال العناصر الجنوبية التي كانت تتلقى التدريبات العسكرية هناك إلى شبوة وعدن لتأمينها ومواجهة العناصر التكفيرية المدعومة سعوديا التي تتواجد في شبوة وتسعى السعودية عبر علي محسن لتوطينها المحافظات الجنوبية وتحويلها إلى إمارات تابعة لداعش ، ويرون بأن القصف يمثل استهدافاً للجنوب والجنوبيين لكون المعسكر يضم الكثير من الجنوبيين الذين يتم تأهيلهم للقيام بواجبات ومهام أمنية في سياق سباق الهيمنة وصراع النفوذ بين السعودية والإمارات ومرتزقتهما .
ولعل الرواية المضحكة هي تلك التي جاءت من وسائل إعلام قرن الشيطان والتي أعلنت بأن القصف ناجم عن صواريخ إيرانية حوثية ، والرواية الأكثر سخرية تلك التي أوردتها قناة العبرية السعودية التي حملت من أسمتهم بالحوثيين مسؤولية القصف التي قالت بأنه استهدف مسجدا حسب زعمها رغم عرضها لصور انفجارات مخازن الأسلحة في المعسكر المستهدف ، في الوقت الذي أعلنت حكومة الفنادق عن تعرض المعسكر التدريبي بمأرب لهجوم إرهابي دون تحديد مصدر الهجوم ، بعد أن أدركت بأنها (نيران صديقة) نظرا لعدم تبني الجيش واللجان الشعبية الهجوم ، وهو ما يؤكد عدم صلتهم به ، وأنه يندرج ضمن الصراع الدائر بين قوى العدوان ومرتزقتهم ، والذي وصل إلى حالة خطيرة يسودها الاقتتال والتناحر في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي قالوا بأنهم جاءوا من أجل تحريرها .
بالمختصر المفيد ما حصل في مأرب تجسيد للآية الكريمة ( وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى) وحجم الحرائق والانفجارات التي خلفها القصف تكشف قيمة المرتزقة ومكانتهم لدى السعودي والإماراتي ، ويظهر مدى رخصهم والاستهانة بأرواحهم التي تقتل بدم بارد من قبل طائرات التحالف وصواريخه التي تتساقط على المرتزقة في معسكراتهم وحتى وهم يقاتلون في صفوف الغزاة والمحتلين ضد وطنهم وشعبهم ، يقتلون القتيل ومن ثم يتباكون عليه ويتبادلون الاتهامات ، وما ينبغي الإشارة إليه بأن معسكرات ومواقع المرتزقة في دائرة استهداف الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وعندما يتم الاستهداف لا يجد المتحدث باسم القوات المسلحة أي حرج في الإعلان عنه ، وعرض مشاهد مصورة له في حال توفرها ، فنحن في حالة حرب ومن الطبيعي أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام جرائم العدوان وتصعيد المرتزقة هنا وهناك ، وسنرد بقوة على الغطرسة والإجرام والوحشية السعودية الإماراتية ، وسيتكفل الله بالتهيئة للمزيد من هذه الضربات وعمليات القصف التي تستهدف المرتزقة الناجمة عن الصراع الدائر بينهم ، والتي تأتي من باب القصاص الرباني والعدالة الإلهية التي تنتصر لدماء الأبرياء من أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة أوشكت على نهاية عامها الخامس ، ولله الحمد والمنة في السراء والضراء وهو حسبنا ونعم الوكيل.