خليتان دفعة واحدة ، الأولى تابعة للسعودية ويتقاضى أفرادها بالريال السعودي ، والثانية تابعة للإمارات وتقبض ثمن خيانتها وعمالتها بالدرهم الإماراتي ، كانتا تهدفان إلى إشعال الفوضى والتخريب في المحافظات الوطنية الحرة الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ، وإغراقها في مستنقع من الدماء ، التي كانت تخطط لسفكها من خلال عمليات التفجير وجرائم الاغتيالات والتي تستهدف العناصر الوطنية ، علاوة على المهام التجسسية ورفع الإحداثيات والمعلومات التي تتعلق بمقار عمل هذه الشخصيات ووسائل المواصلات التي تمتلكها وتتنقل بواسطها ، مع رصد دقيق لتحركاتها وخط سيرها اليومي ورفعها إلى غرفة عمليات العدوان هناك في عاصمة العدوان الرياض ، وغيرها من المهام الخسيسة التي تكفلت بها هذه العناصر المأجورة التي أعمى المال السعودي والإماراتي المدنس أعينهم ، ودفع بهم حقدهم على الوطن والشعب إلى التخطيط لإشعال الحرائق والفتن والصراعات ونشر الفوضى وإثارة القلاقل وتحريض الشارع اليمني في المحافظات الآمنة المطمئنة المستقرة للتمرد على حكومة الإنقاذ تحت شعارات وعناوين استغلالية نفعية رخيصة ، موجهة من قبل قوى العدوان لإرباك المشهد ، والتأثير على نفسيات المجاهدين في الجبهات ، ظنا منهم بأن مثل هذه المخططات الشريرة ستمر مرور الكرام على العيون الساهرة في الأجهزة الاستخباراتية العسكرية والأمنية ، وأنه بإمكانهم النيل من يقظة وجهوزية قواتنا المسلحة والأمن وأبطال اللجان الشعبية والمواطنين الشرفاء وتفكيك النسيج الاجتماعي من خلال نشرهم للإشاعات وترويجهم للأكاذيب وسعيهم لاستهداف القيادات الإعلامية والتربوية المناهضة للعدوان .
أرادوا الشر وخططوا له ، ومضوا خلف المخطط السعودي والإماراتي ، وجندوا من أجل ذلك العديد من الخلايا في مختلف المحافظات ، وظلوا يواصلون مرحلة الاستقطاب ، بالتزامن مع محاولاتهم تنفيذ بعض العمليات أو القيام ببعض المهام هنا أو هناك ، ولكن الله أحبطهم وأحبط أعمالهم وأفشل مخططهم ، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف مخطط هاتين الخليتين وإلقاء القبض على العديد من عناصرهما والشروع في تعقب باقي العناصر الفارة ، وهو إنجاز أمني كبير يحسب لقيادة وزارة الداخلية وكافة الأجهزة الأمنية التابعة لها ، والتي نجحت في ظل الظروف البالغة التعقيد ، في إحباط هذه المؤامرة الكبرى ، من خلال هذه العملية الأمنية الكبرى ، وهو ما يشكل ضربة موجعة لاستخبارات العدو الذي ظن بأن المال الذي قام بضخه كفيل بتنفيذ هذه المؤامرة ، التي استند فيها على قيادات عسكرية عميلة باعت نفسها للشيطان وتجندت تحت لوائه وعملت على الإعداد والتحضير لها ، وتدريب وتأهيل قياداتها لضمان فاعلية الأداء وتحقيقها للنتائج المرجوة منها .
قيادات عميلة لطالما أكلت من خيرات وثروات هذا الوطن ، ووصلت إلى مستويات كبيرة من الثراء الفاحش ، ولكن كل ذلك لم يحل دون قيامها بالارتماء في أحضان الأعداء والشروع في التحضير لمؤامرة إجرامية تستهدف وطنهم وشعبهم ، يريدون أن يثيروا الفتن والأزمات ، لأنه يزعجهم أن تظل العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى تنعم بالأمن والاستقرار ، وينعم سكانها بالهدوء والطمأنينة والأمان وراحة البال ، بخلاف ما عليه عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي قالوا بأنهم قاموا بتحريرها وبسط نفوذ الشرعية الدنبوعية عليها ، وإذا بها تشهد حالة من الفوضى وتتحول إلى مسرح للقتل والقتال والفوضى والانفلات الأمني ، وفريسة للغازي السعودي والإماراتي وأدواتهما المحلية الرخيصة المأجورة ، ولكن الله أحبط كيدهم وأفشل تآمرهم وكشف مخططهم وأظهر للرأي العام مدى خستهم وعمالتهم ونذالتهم وإلى أي مستوى بلغوا في الإجرام والخيانة .
بالمختصر المفيد، ما كشفه ناطق وزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري في المؤتمر الصحفي عصر أمس من تفاصيل دقيقة للعملية الأمنية الكبرى ( فأحبط أعمالهم ) يشير إلى أن أجهزتنا الأمنية دخلت مرحلة التعافي وأن الحس الأمني الذي تتمتع به ، والمسنود والمعزز بالنصرة والتأييد الإلهي كفيل بإفشال كافة مخططات الأعداء وإسقاط كافة رهاناتهم على إقلاق الأمن ونشر الفوضى والعودة إلى مسلسل الاغتيالات ، وهي فرصة لتوجيه الشكر والتقدير لقيادة وزارة الداخلية والعيون الساهرة في المؤسسة الأمنية اليمنية على هذا الإنجاز الأمني الكبير ، وتوجيه الدعوة لكافة المخدوعين والمغرر بهم والذين تورطوا في أنشطه تجسسية وأعمال إجرامية خدمة لقوى العدوان بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية وإعلان البراءة من العدوان وأحذيته الذين يتاجرون بهم في الممنوع والمحرم شرعا وعرفا وقانونا وأخلاقا ، فالوطن أغلى من كل كنوز الدنيا .