لا مصلحة للجيش واللجان الشعبية ، ولا للمجلس السياسي الأعلى ، ولا لحكومة الإنقاذ ، ولا لأنصار الله في إلحاق الضرر بمدينة مأرب وبأهلها وسكانها ومنشآتها الحيوية والاستراتيجية ، وأكبر دليل على ذلك هو قبولهم بالوساطات القبلية التي سعت للتوصل إلى حل توافقي يجنب مأرب الاقتتال والخراب والدمار ، علاوة على ذلك الرغبة الصادقة للقوى الوطنية في التوصل إلى تفاهمات مع سلطان العرادة وقيادات الإصلاح بشأن وضع مأرب وهي ما عكستها المبادرة التي أطلقها فريق المصالحة الوطنية والتي اشتملت على عدد من البنود أهمها فتح الطريق وعودة الكهرباء والسماح بتدفق المشتقات النفطية والغاز إلى عموم محافظات الجمهورية وهي مطالب مشروعة ومنطقية لا غبار عليها ، لم يتم التعاطي معها بمسؤولية ، وذهب الإصلاح خلف الأوامر السعودية بإعلان خيار الحرب والمواجهة بهدف تدمير مأرب وثرواتها ومقدراتها .
وبقراءة منصفة للمعطيات الراهنة فإن الطرف الذي يمثل الخطر الحقيقي على مأرب هو الطرف الذي رفض الوساطات والتفاهمات وأصر على التأزيم والتصعيد والحرب والخراب والدمار ، وهو من جلب التكفيريين والمجرمين من البيضاء وشبوة وأبين وحضرموت للقتال في مأرب ، وهو من يعمل على عسكرة مأرب وإرهاب سكانها ، وإرعابهم وخلق أجواء رعب وخوف في أوساطهم ، وفرض على الأسر مغادرتها بعد تحرير مأرب من دنس مرتزقة السعودية ، من يمثل الخطر على مأرب هو من يحفر الخنادق ويوزع الأسلحة ويزرع الألغام ويشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الباعة المتجولين وأصحاب المهن الحرة والعمال بتهمة التجسس لحساب أنصار الله ، وهو من يدق طبول الحرب ويحشد المرتزقة والعتاد العسكري الهائل إلى داخل مدينة نفطية يدرك جيدا مخاطر عسكرتها وتداعيات أي مواجهات مسلحة فيها.
أما من يقدم المبادرات ويقبل بالوساطات وهو في موقع المنتصر الذي يملك عوامل حسم معركة مأرب لصالحه فهو الأكثر حرصا على مأرب وأهلها ، وهو الطرف الذي إن دخل في مواجهات في مأرب ، فسيكون دخوله اضطراريا لمواجهة تعنت مرتزقة السعودية وعدم قبولهم بالمبادرة الوطنية ، فلا يمكن أن يتم السكوت على دعشنة مأرب ، واستمرار حزب الإصلاح في نهب خيراتها والاستئثار بثرواتها وإيراداتها ، في الوقت الذي يحرم الشعب منها ، اليوم نفط وغاز مأرب هو وقود الحرب التي تشن على بلادنا ، ومصدر تمويل المرتزقة الذين يقاتلون في مختلف الجبهات ، ومن حق الشعب اليمني المحروم من الكهرباء منذ أكثر من خمس سنوات أن ينعم بكهرباء محطة مأرب الغازية ، ومن حق الشعب أن يحصل على الغاز المحتكر في مأرب بسعره الرسمي وأن تنتهي الأزمة التي يعاني منها منذ ما يقارب الثلاث سنوات ، ومن حق الشعب أن يحصل على ما يحتاجه من البترول والديزل دون الحاجة للاعتماد على الاستيراد والبقاء تحت رحمة دول العدوان والأمم المتحدة ، من حق الشعب أن تفتح طريق صنعاء مأرب لتخفيف معاناة المسافرين عبر البيضاء .
بالمختصر المفيد الجيش واللجان الشعبية هدفهم واضح ونبيل وهو تحرر مأرب وأهلها من الوصاية والاستعمار السعودي، بحيث تعود مأرب إلى حضن اليمن ، وتعود لها هويتها اليمنية المسلوبة منها قسرا ، ومن ثم تحريرها من الاحتلال الإصلاحي الذي حولها إلى إمارة إخوانجية ، كل ما فيها في ملكهم وتحت تصرفهم ، هذا الواقع المرير الذي يشكو منه الكثير من أهالي مأرب ، والذي يستوجب تغييره وخصوصا بعد تطهير الجوف من دنس مرتزقة الريال السعودي ، ورهان السعودية على مرتزقتها في مأرب باستعادتها والتقدم صوب نهم وصولا إلى العاصمة صنعاء ، وهو الأمر الذي يستدعي الحيطة والحذر من قبل أبناء الجيش واللجان الشعبية بالتنسيق مع أحرار وشرفاء قبائل مأرب من أجل خوض معركة التحرير والتحرر ، المعركة التي يبدو أنها فرضت على جيشنا ولجاننا فرضا نتيجة غباء وجشع الإصلاح ، والضغوطات السعودية التي تهدف إلى تفجير الأوضاع في مأرب بالتزامن مع تفجير الأوضاع في الحديدة ، بغية السيطرة على الحديدة ، واستخدامها كورقة ضغط على القوى الوطنية في حال سيطرتها على مأرب والتقدم صوب شبوة ، وما لا يعرفه السعودي والإماراتي ومرتزقتهما بأن الحديدة أبعد عليهم من عين الشمس ، ولن يحصدوا غير الهزائم الساحقة الماحقة ، وقريبا سيعضون أصابع الندم على مأرب كما عضوها على نهم والجوف والقادم أشد وجعا وأكثر إيلاما بفضل الله وتأييده وتوفيقه للمجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء من مختلف محافظات الجمهورية.