مجزرة وشحة والتوحش السعودي
|| مقالات ||
عبدالفتاح علي البنوس:
يتنمر العدوان السعودي ويحاول أن يظهر قوته البلاستيكية ويستعرض عضلاته الكرتونية على المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال مستهدفا إياهم بصواريخ طائراته الغادرة والجبانة ، من مدينة إلى أخرى ، ومن مجزرة إلى مجزرة ، ومن مذبحة إلى أخرى ، يقتل من أجل القتل ، يعربد من الجو ، ويعبث في البحر ، ويزحف على الأرض ، يغرق في الإجرام والتوحش ، ويتلذذ في الصلف والتنكيل ، في السابق كان السعودي يرتكب جريمته ويذهب لنفيها وإنكار صلته بها ووقوفه خلفها .
ومع مرور الوقت وتعاقب الجرائم والمذابح والمجازر وبعد أن ضمن السفاح السعودي صمت وتجاهل ولا مبالاة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاهها ، وقيام الأخيرة بشطب التحالف السعودي لأكثر من مرة من قائمة العار الخاصة بقتلة الأطفال ، بات يرتكب جرائمه ويجاهر بارتكابه لها ، تحت مسميات وذرائع كاذبة لا تمت للحقيقة بأدنى صلة ، يوم الأحد الماضي أقدم العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني على ارتكاب مجزرة جديدة ضحاياها من الأطفال والنساء استهدفت منزل المواطن نايف مجلي في مديرية وشحة بمحافظة حجة ، والتي تعد من أشد المديريات فقرا على مستوى الجمهورية ، مخلفا تسعة شهداء وعدداً من الجرحى .
استهداف منزل مواطن بسيط بكل هذه الوحشية ، بالتزامن مع مغالطات الأمم المتحدة ومحاولاتها البائسة لإيقاف تقدم أبطال الجيش واللجان صوب مارب ، بالحديث عن مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن جملة من الخطوات الإغرائية التي تحاول من خلالها مغازلة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ والتغرير عليهما والذهاب بهما نحو إيقاف معركة تحرير مأرب ، رغم معرفتهما بمراوغتها وعدم مصداقيتها وتنصلها عن الوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها ، في سياق تعاطيها مع ملف الأزمة اليمنية ، والتي تتعامل معه كسلعة تجارية تجني من ورائها الأموال الطائلة والأرباح الوفيرة .
بالمختصر المفيد، مجزرة وشحة والمشاهد المؤلمة والمحزنة التي خلفتها والإصرار على استهداف الطفولة البريئة وانتهاك حرمات المنازل والتعدي على ساكنيها ، يعري الأمم المتحدة ويكشف زيف وخداع مشاريع مبادراتها التآمرية التي تنفذها بالتنسيق مع قوى العدوان مستهدفة اليمن واليمنيين ، ويخلق لدى القيادة الثورية والسياسية ومن خلفهما الجيش واللجان الشعبية قناعة راسخة بأن الأمم المتحدة لا تمتلك أي مشروع حقيقي لحل الأزمة اليمنية ، ولا تتوفر لديها أي نوايا صادقة للخروج باليمن واليمنيين من أزمتهم الخانقة التي خلفها العدوان الغاشم والحصار الجائر ، فصمتها على جريمة وشحة وما سبقتها من الجرائم التي يرتكبها تحالف السعودية يجعل منها شريكا لهذا التحالف الإجرامي ، الذي أغرق كثيرا في الدم اليمني ، وما يزال موغلا في إجرامه ، ولا بوادر تظهر رغبته في تحقيق السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار ، وهو ما يقتضي الرد اليمني القوي الذي يضرب مفاصل العدو السعودي ويصيب عصبه الاقتصادي في مقتل دونما أدنى اعتبار لردود أفعال العالم المنافق على ذلك ، يجب أن تتوالى الضربات والعمليات الصاروخية والبالستية ، يجب أن يعي العدو السعودي بأن أشلاء ودماء أطفال آل مجلي في وشحة بحجة لن تمر دون العقاب والقصاص المستحق والمشروع ، وعلى القاتل السفاح الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .