ثورة إسقاط نظام الوصاية وسلطة السفارات
|| مقالات ||
عبدالفتاح علي البنوس:
يحتفل اليمنيون الأحرار يوم غد بالذكرى السادسة لثورة الـ 21من سبتمبر ، الثورة اليمنية – اليمنية النابعة من الرغبة والإرادة اليمنية التواقة للحرية والانعتاق من براثن الوصاية والتبعية الخارجية التي كانت مهيمنة على سلطة القرار السياسي اليمني ، إنها ثورة الشعب اليمني الصابر الوفي الذي تحمل الكثير جراء السياسة العرجاء والقرارات الارتجالية والعمل العشوائي الذي أوصل السواد الأعظم من اليمنيين إلى حالة يرثى لها في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة .
ولسنا اليوم بصدد التطرق إلى الأهداف التي أنجزتها ثورة الـ21من سبتمبر ، حيث سنفرد ذلك في مقال الغد بإذن الله وسنكتفي اليوم بتسليط الضوء على واحد من أهم الإنجازات التي تحققت وهو إسقاط نظام الوصاية والتبعية والطاعة العمياء للسعودية ، والخنوع والخضوع للإملاءات الأمريكية ، حيث كانت اليمن خاضعة لسلطة السفارتين السعودية والأمريكية ، وكان السفيران السعودي والأمريكي جزءاً من مركز القرار اليمني وكان لهما الثقل في التعيينات والقرارات والتوجهات الحكومية ،فكان السفير السعودي على سبيل المثال يزكي بعض الشخصيات لتسميتها ضمن تشكيلة الحكومات المتعاقبة ، وكان يبدي تحفظ بلاده على بعض الشخصيات المرشحة لشغل بعض الحقائب الوزارية والتي كانت تستبعد نزولا عند رغبة السفير السعودي والديوان الملكي السعودي .
الوصاية والتبعية للسعودية كانت حاضرة وبقوة ، وبالإضافة إلى الدور المشبوه للسفارة السعودية والسفير السعودي فقد عملت السعودية على تجنيد أذناب ووكلاء وعملاء وأدوات محلية ، عملت الاستخبارات السعودية على أدلجتها وتوظيفها لتنفيذ أجندتها وتحقيق أهدافها وتعزيز نفوذها وخدمة مصالحها ، لتظل اليمن تحت الوصاية السعودية ، يستجدي منها العون والمساعدة على حساب سيادته وحريته واستقلاله ، حيث عملت السعودية على تمكين هذه الأذناب من سلطة القرار وباتت تمثل مركز الثقل في الدولة ، فكان الجنرال الفار علي محسن الأحمر وما يسمى بالفرقة الأولى مدرع الذراع العسكري للسعودية في اليمن ، وكان السلفيون والإصلاحيون الذراع الديني لها الذي عمل لسنوات على وهبنة اليمن وتدجين المجتمع اليمني بالفكر والمعتقدات الوهابية ، بعد أن ظل اليمنيون يعيشون حالة من التعايش الحميمي ( زيدية وشافعية ) ،وكان حميد الأحمر وإخوانه يمثلون الذراع الاقتصادي للسعودية في اليمن ، وليس بخاف على أحد ما قام به هؤلاء من نهب واستغلال لثروات وممتلكات أبناء الشعب اليمني .
هذه الأذرع التي أغرقت في الفساد والخيانة والعمالة والاستخفاف والاستهانة بأبناء الشعب اليمني وصلت إلى حالة من الفرعنة وذهبت لإشعال الفتن والحروب والصراعات ذات الأبعاد الطائفية والمذهبية والمناطقية كما حصل في دماج ، وهو ما دفع القيادة الثورية ممثلة بالسيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى إعطاء الضوء الأخضر للثوار لمواجهة هذه المؤامرة وهذا المخطط الشيطاني ، حيث تكللت المواجهات والتضحيات التي قدمها الثوار الأحرار بالنجاح في إسقاط أذناب السعودية وتهاويهم ، ونجحت ثورة 21سبتمبر من وضع نهاية للوصاية السعودية والأمريكية على اليمن ، حيث لاذ الخونة بالفرار بعد أن نجح الثوار في دك أوكارهم وتطهير البلاد من رجسهم وفسادهم ، في إنجاز عظيم وكبير كان يظنه البعض من عداد المستحيلات .
بالمختصر المفيد يكفي ثورة 21سبتمبر فخرا وإنجازا أنها خلصت البلاد من هوامير الفساد وتجار الحروب الذين كانوا بالنسبة لليمنيين أشبه ( بالرازم ) فمن كان يحلم بسقوط علي محسن الأحمر وخروجه متخفيا بملابس زوجة السفير السعودي ، ومن كان يتوقع ردع حميد الأحمر ووضع نهاية لسطوته وفساده واستغلاله ، ولو لم تنجز ثورة 21سبتمبر سوى ذلك ، لكان كافيا لاحتفال اليمنيين بها كل عام ومواصلة وهجها الثوري إلى حين تحقيق كافة أهدافها ، والتي عمل العدوان على إعاقة تنفيذها ، لكي لا يلمس أبناء الشعب اليمني ثمرة الثورة ، ولكي لا ينعم اليمن بالأمن والاستقرار تنفيذا لوصية الهالك عبدالعزيز آل سعود المشبعة بالحقد والغل والكراهية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .