مأرب.. تحريرُها قرارٌ سيادي لا رجعةَ عنه
28/ 9 /2020م
مقالات
دينا الرميمة :
ما يقارب الخمسمئة ألف مليار دولار هي خسائر اليمن جراء تدمير العدوان السعودي الأمريكي للبنية التحتية والمنشآت الحيوية اليمنية بدون ذنب وبلا سبب، في عدوان غاشم وَانتهاك واضح للقوانين الدولية ومواثيق ما يسمى بالأمم المتحدة، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي تعانيها اليمنُ أرضاً وشعباً وإنساناً، نتيجة حصارهم وحربهم الاقتصادية الخبيثة التي اتّخذتها قوى العدوان كوسائل ضغط وَإماتة وتجويع للشعب اليمني كحرب العملات النقدية التي أضعفت الريالَ اليمني، ونقل البنك المركزي إلى عدن، ومن ثم قطع رواتب الموظفين، أَيْـضاً تضييق الخناق على الشعب اليمني شمالاً وجنوباً وتشديد حصارهم البري والبحري والجوي ومنع دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية الضرورية، أضف إلى ذلك استحواذ دول العدوان على منابع النفط والغاز اليمني في مناطق سيطرتها كمأرب وشبوة، وتحويل إيراداتها إلى جيوب المرتزِقة واحتكارها في تمويل حربهم، كُـلُّ هذا يحدث بغطاء أممي ودولي ويرون ما يحدث بحق الشعب اليمني بنفاق وصمت كان بمثابة الضوء الأخضر لاستمرار الحرب والحصار.
واليوم وما إن قرّر الجيشُ اليمنيُّ واللجان الشعبيّة تحريرَ مأرب التي باتت مكباً وملتقى غثاء سيل الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش وجماعات حزب الإصلاح والتكفيرين ومرتزِقة السعودية ومجنديها، وَأَيْـضاً الإماراتيين والسودانيين الذين فاق عددُهم سكانَ مأرب الأصليين، وما إن بدأت عملية التحرير الفعلية لبعض مناطق مأرب حتى جُنَّ جنون دول العدوان والأمم المتحدة وغريفيث الذين بات دورهم مفضوحاً بانحيازهم إلى طرف العدوان، وجاءت عملية تطهير مأرب لتكون فاضحة أكثر لدورهم المشبوه، حيث سمعنا غريفيث تارة يهدّد باستمرار منع دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة في حال لم يتوقف الجيش واللجان عن تحرير مأرب!!
وتارة أُخرى سمعناه يتباكى على مأرب والنازحين إليها، ومَا الذي سيحل بهم من كارثة في حال حُرّرت من المرتزِقة ودول العدوان!!
فقط مأرب حضرت في ذهن غريفيث، مع أن تحريرها لا يشكل أية خطورة على سكان مأرب ولا النازحين!! لكن لم يحضر بذهن غريفيث ملايين اليمنيين الذين تقصفهم غارات العدوان!! لم يحضر بذهنه الآلاف من المرضى في مستشفيات تفتقر للعلاج والوقود وباتت أشبه بفندق يحوي أسرة للنوم فقط!!
غاب عن ذهن غريفيث المطارات المغلقة والمنافذ المحاصرة والسفن المحتجزة في عرض البحر، والتي ستنقذ الملايين من اليمنيين، من مجاعة محدقة بهم فيما لو تم الإفراج عنها.
باتت مأرب هي شغلهم الشاغل وباتت الوساطاتُ ترسل، وضج العالم حنقاً وغضباً على تحرير مأرب الأمر السيادي لليمنيين والذي لا أحد يستطيع أن يوقفه أَو يمنعه، وهو قرار لا رجعة فيه كما ردَّ عليهم رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أبو علي الحاكم بأنه قرار سيادي ولا دخل لأحد فيه، وبلا شك فإن تحرير مأرب هو غاية ومطلب كُـلّ اليمنيين، خَاصَّة بعد أن أصبحت مقرًّا للعمليات الداعشية وشبكة اصطياد لكل المسافرين؛ بسَببِ النسب والمنطقة والمذهب، وأصبحت مأرب تضم أكبر السجون الداعشية التي يرزح المئاتُ من الأسرى والمعتقلين فيها ويتجرعون مرارة التعذيب دون وجه حق على أيدي زبانية العدوان من القاعدة وداعش، ولعلَّ هذا السبب لوحده كافياً لتحرير مأرب وتخليصها من كُـلِّ هذا السوء الذي يدنس أرضها، وجعلها بؤرة للحاقدين والناقمين على اليمن ممن باتوا يهدّدون وينتابهم القلق وفارق النوم عيونهم ولا نظنهم إلا متورطين في حربهم على اليمن والأعمال الداعشية فيها.
ولذا فإن تحريرها هو مطلب شعبي لكل أبناء اليمن الأحرار، وليهدِّدْ من هدّد وليرعد ويزبد من تعودنا منهم ذلك طيلة الست السنوات الماضية كلما تحَرّك الحيش اليمني للدفاع عن نفسه فلم نكترث لهم ولا لعويلهم، واستطعنا هزيمتهم وإعادة أغلب المدن المحتلّة إلى الحضن اليمني كما ستعود مأرب إن شاء الله.