أميركا القاتل الأكبر لأطفال اليمن
23/ 10 /2020م
تتعدد الجرائم الوحشية بحق البشرية على مدى التاريخ وتتنوع بحسب القاتل والضحية، لكن أكثرها بشاعة من المنظور الإنساني هو قتل الأطفال، وهو ما يحدث وبشكل غير مسبوق منذ تزعم الولايات المتحدة للنظام العالمي الحالي..
عشرات المجازر ارتكبتها وترتكبها أمريكا بحق اطفال العالم في مخالفة واضحة للقرارات الأممية في مقدمتها القرار 51/77 بشأن حقوق الطفل الذي كان تطورا بارزا في الجهود الرامية إلى تحسين حماية الأطفال في حالات الصراع.
وفي نموذج مصغر للإجرام الأمريكي يتساقط أطفال اليمن منذ ما يقارب 6 سنوات بين القتل، والتجويع ، والأمراض الناتجة عن الأسلحة المحرمة، وسوء التغذية الناتج عن الحصار الجائر.
نموذج للمجازر:
ارتكب التحالف العربي بقيادة السعودية مجزرة بشعة بحق الطفولة في اليمن، حيث قصفت الطائرات السعودية بقنبلة ذكية نوع (mk82) تصنيع شركة جيزال ديناميكس الأمريكية من منظومة سلاح القوات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية في التاسع من أغسطس 2018م، حافلة كان يستقلها أطفال في سوق ضحيان بمحافظة صعدة تسببت في مقتل 42 طفلا وجرح 70 آخرين، في جريمة وصفتها المنظمات الدولية بجريمة حرب.
وأوضحت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تعليقها على هذه الجريمة أن الغارة الجوية يبدو أنها جريمة حرب.. داعية دول العالم تجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية فورا، ودعم التحقيق المستقل للأمم المتحدة في الانتهاكات التي ترتكبها السعودية في اليمن.
وأكدت”هيومن رايتس ووتش” أن التحالف السعودي الإماراتي نفذ عدة غارات جوية، محددة 24 موقعا على الأقل استهدفت بواسطة ذخائر من أصل أمريكي.. حيث تفيد التقارير أن أميركا تعمل على تسليم ما قيمته 7 مليارات دولار من ذخائر دقيقة التوجيه إلى السعودية والإمارات.
وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: “يُضاف هجوم التحالف بقيادة السعودية على حافلة مليئة بالأطفال إلى سجله الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن. الدول التي لديها معرفة بهذا السجل، ممن تزود السعوديين بالقنابل، قد تعتبر متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين”.
قائمة العار:
وفي خطوة وصفت بالمتقدمة لحماية الأطفال في اليمن والشروع في محاسبة المجرمين، أدرج الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضمن القائمة السوداء للدول والمجموعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات.
وأضاف بان كي مون في تقرير له صدر الخميس 2 يونيو/ حزيران م2016 أن التحالف كان مسؤولا عن 60 في المئة من حالات الوفاة والإصابة التي لحقت بالأطفال خلال عام 2015م، أي مقتل 510 طفلا وإصابة 676 آخرين.
ووثق التقرير زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بتشوهات خلال عام 2015، بلغت ستة أضعاف مثيلاتها لعام 2014، وأضاف أن هذه الزيادة مستمرة خلال عام 2016م.
كما سجل التقرير ذاته ارتفاعا في عدد الهجمات التي طالت المدارس والمستشفيات، خلال عام 2015، نتيجة زيادة وتيرة الضربات الجوية واستخدام الأسلحة المتفجرة والمحرمة في المناطق المأهولة بالسكان.
وهذه هي المرة الأولى التي يوضع فيها اسم تحالف عسكري تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وتقوده المملكة العربية السعودية بـ “قائمة العار”.
التواطؤ الأممي:
على مدى ثلاث سنوات ظل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على القائمة السوداء، ورغم هذا قتل وأصيب عشرات الأطفال، لكن التحالف وبواسطة الضغوط المالية والقرار الأمريكي استطاع الخروج من قائمة العار.. حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذف اسم التحالف من “قائمة العار” ما أثار غضب نشطاء حقوق الإنسان في العالم.
وانتقدت منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان الأمم المتحدة لحذفها اسم التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن من القائمة السوداء للأطراف التي تتسبب في إلحاق الأذى بالأطفال، على الرغم من تأكيد الأمم المتحدة نفسها أن 222 طفلا قتلوا أو أُصيبوا عام 2019م بنيران التحالف.
وأوضح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الأطفال والنزاع المسلح إنه تم تأكيد حدوث 4042 انتهاكا جسيما استهدف 2159 طفلا في اليمن السنة الماضية قتل على إثرها 395 طفلا كما أصيب 1447 آخرون على الأقل.
وأشار التقرير إلى أن التحالف بقيادة السعودية تسبب في مقتل أو إصابة 222 طفلا، كما تسببت القوات الموالية للتحالف في مقتل أو إصابة 147 طفلا.. كما تسبب ما يسمى بـ “تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب” في مقتل أو إصابة 5 أطفال، وتنظيم (داعش) في مقتل أو إصابة طفلين، بحسب التقرير.
وتتهم صنعاء أمريكا بدعم وتمويل وتدريب الجماعات التكفيرية (القاعدة وداعش) في البلاد، لنشر الفوضى وإيجاد مبرر لتنفيذ عمليات جوية وتواجد قواعد لها على الأرض.. وتمكنت قواتها في وقت سابق من السيطرة على المعقل الرئيسي لهذه الجماعات في البيضاء وأعلنت العثور على أسلحة أمريكية سلمت للقوات السعودية ما يعتبر دليلا قويا على دعم هذه العناصر.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمين العام بتجاهل أدلة متوافرة بشأن انتهاكات جسيمة ارتكبها تحالف العدوان بحق الأطفال في اليمن. محذرة من أن هذا القرار يجعل الأطفال عرضة لمزيد من الهجمات.
وقال جو بيكر، مدير الدفاع عن حقوق الأطفال في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن: “الأمين العام يضيف مستوى جديدا من العار إلى (قائمة العار) من خلال إزالة التحالف الذي تقوده السعودية وتجاهل أدلة الأمم المتحدة المتعلقة باستمرار الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.
وقالت أدريان لابار، مديرة منظمة “ووتش ليست” المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، إن الشطب “يبعث برسالة مفادها أن الفاعلين الأقوياء يمكن أن يفلتوا من قتل الأطفال”، ودعت إلى “تقييم مستقل وموضوعي وشفاف للعملية التي أدت إلى القرار”.
واتهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، المملكة السعودية بممارسة ضغوط “غير مقبولة” على المنظمة الدولية، حيث هددت دول حليفة بقطع التمويل الضروري لبرامج مساعدة.
الحصار يقتل الأطفال:
ليس السلاح وحدة فقط من يقتل أطفال اليمن، لكن حصار المفروض على البلاد منذ الـ26 من مارس 2015م، يحصد أرواح المئات من الأطفال سنويا، وقالت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسيف) إن مليوني طفل في اليمن يعانون من نقص حاد في التغذية.
واضافت المنظمة أن الزيادة في عدد الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والخطير ارتفع بنسبة 200 بالمئة منذ عام 2014 ليصل إلى 462 الف طفل تقريبا.. مؤكدة أن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل عشر دقائق بأمراض يمكن الوقاية منها.. مشيرة إلى انهٌ من غير الممكن إيصال المواد الغذائية إلى المناطق التي تحتاجها واصفة الوضع في اليمن بأنه كارثي.
صنعاء تفضح جرائم أمريكا:
في ظل الصمت الدولي إزاء الجرائم الأمريكية السعودية الإماراتية بحق اليمنيين رأت صنعاء أن تسمع مظلوميتها للعالم بأسرة، من أجل هذا دشنت وزارة الإعلام بصنعاء خلال الأسبوع الماضي حملة إعلامية واسعة تحت عنوان جرائم #أمريكا في #اليمن.. وخلال التدشين أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أهمية امتلاك الوعي العالي تجاه العدو الأساسي للأمة بما يكفل التحرك الفاعل في مواجهة الأعداء.. مشيراً إلى أن أمريكا هي رأس الشر وأم “الإرهاب” وصانعة الأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني منذ بدء العدوان الذي أعلن من واشنطن.
وأشاد حامد بجهود وسائل الإعلام الوطنية في مواجهة العدوان .. مشددا على المهمة الكبرى الملقاة على عاتق وسائل الإعلام في تعزيز الوعي بجرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني.. قائلاً ” نشد على أيدي قيادات وكوادر وسائل الإعلام الوطنية لكشف حقيقة الإجرام الأمريكي بحق شعبنا اليمني وشعوب العالم”.
وأوضح مدير مكتب الرئاسة، أن السياسية الإعلامية القادمة ستكون قائمة على فضح جرائم أمريكا في اليمن.. مؤكدا أن قيام وسائل الإعلام الوطنية بدورها الصحيح سيخلق وعيا في أوساط الأمة الإسلامية بمدى إجرام أمريكا بحق الشعوب.
وأشار إلى ضرورة فتح ملفات الجرائم الأمريكية بحق شعوب العالم والشعب اليمني بشكل خاص وهي ملفات كبيرة وكثيرة.