المحافظات الجنوبية بين فكي اطماع العدوان وفساد النخب المتسلطة

 تقرير:

تواصل دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي فرض تواجدها واحتلالها للمحافظات الجنوبية والشرقية لليمن, عبر الاتفاقيات التي تبرمها مع ادواتها المتواجدة في تلك المحافظات بما يضمن بقاءها وسيطرتها على الساحة، وما يُسمى “اتفاق الرياض” ليس سوى واحداً من الاتفاقيات التي اعطت السعودية الحق في الامر والنهي.
وقد حذر تقرير حديث من خطورة فصول تلك المسرحية الهزلية التي شاركت فيها أطراف دولية باعتبارها خطوة تسير في اتجاه بعيد عن خطوات الامن والسلام الذي تزعم الامم المتحدة وباقي الاطراف الدولية أنها تنشده في اليمن.
وبحسب للتقرير الصادر عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية والذي نشرته وكالة الانباء اليمنية سبأ فأن دول تحالف العدوان اتخذت من اتفاق الرياض ذريعة للتدخل العسكري ونهب الثروة النفطية والغازية في المحافظات الجنوبية والشرقية وكغطاء لتنفيذ أجندة استعمارية خطيرة.
ولفت التقرير إلى موافقه أدوات العدوان سواء الموالية للرياض أو لأبو ظبي بدفع من بعض الأطراف الدولية والعربية المشاركة في العدوان على اليمن، لتنفيذ هذا الاتفاق، ومنها السعودية التي فشلت سابقاً في تحقيق مطامعها وتنفيذ أجندتها في الجنوب منذ الاستقلال في نوفمبر من العام 1967م.

احتلال عسكري

اتخذت دول العدوان من أتفاق الرياض أداة للتدخل العسكري في مدينة عدن, حيث نقلت الرياض الآلاف من الجنود السعوديين إليها, وأنشأت مليشيات مواليه لها في محافظتي عدن وأبين, وعملت على السيطرة بمحافظة المهرة وفق التقرير.
ولفت إلى أن العدو السعودي نقل أكثر من ٢٥ شحنة سلاح حديثة جواً وبراً، بالإضافة إلى نقل أربع شحنات سلاح بحراً إلى ميناء عدن خلال فترة عام من توقيع اتفاقية الرياض.
وأكد أن قوات الاحتلال السعودي في المهرة قامت باستحداث أكثر من ٢٠ موقع عسكري وأنشأت معسكرات في عدة مناطق ساحلية, بهدف أضعاف نشاط ميناء الشحن البري الرابط بين اليمن وعمان.
وذكر التقرير، أن ميناء بلحاف الذي يقع تحت سيطرة القوات الإماراتية تم تحويله إلى ثكنة عسكرية وسجن سري لأحرار الجنوب, إلى جانب قيام القوات الإماراتية بتعطيل ميناء بروم الخاضع أيضاَ لسيطرتها .. موضحاَ أن القوات السعودية والإماراتية حولتا ميناء الضبة النفطي في المكلا إلى ثكنة عسكرية وسجن سري.
ولفت التقرير إلى أن القوات السعودية, قامت بإخراج قوات الفار هادي من ميناء نشطون الواقع في شواطئ محافظة المهرة وطرد ما يسمى القوات الحكومية.

تصاعد جرائم حقوق الإنسان

واستعرض التقرير ما تعرض له المئات من أبناء المحافظات الجنوبية والمعتقلين والمخفيين قسرياً من تعذيب نفسي وجسدي في 11 سجن سري في بئر أحمد ومناطق أخرى في عدن والتي تدار من قبل عناصر موالية للإمارات بإشراف القوات السعودية.
ولفت إلى تورط القوات الإماراتية في الاعتداء الجنسي على المحتجزين بالسجون السرية في الجنوب وهو ما أكده تقرير خبراء الأمم المتحدة .. مؤكداً أنه تم توثيق 37 حالة عنف جنسي ارتكبتها عناصر من القوات الإماراتية والمليشيات الموالية لها.

التفريط في السيادة ونهب الثروات

وأكد التقرير أن تحالف دول العدوان انتهج مسلسل تدميري طال البنية التحتية في المحافظات الجنوبية، والتقت المصالح السعودية مع الإماراتية في تعطيل الموانئ الاستراتيجية الواقعة على البحر العربي وخليج عدن, بالإضافة إلى السيطرة على حقول النفط والغاز.
ولفت إلى أن العدو السعودي حول الموانئ الجنوبية إلى محطات لنقل المخدرات والحشيش التي يتم شحنها من ميناء جدة وإيصالها إلى الموانئ اليمنية المحتلة وتحديداً ميناء عدن بهدف ضرب سمعة تلك الموانئ وإضعاف دورها لصالح الموانئ الإماراتية.

صورة اغتيال مدير عمليات أمن عدن

القاعدة وداعش أبرز المستفيدين

وأكد التقرير أن تحالف العدوان وفر الغطاء الكامل لانسحاب عناصر القاعدة وداعش من معاقلها بعد سقوطها في يكلا وقيفة بالبيضاء.. مشيرا إلى أن العناصر التكفيرية لا زالت تتواجد حتى اليوم تحت غطاء تحالف العدوان في وادي كاران بمنطقة الحضن الذي يبعد 20 كم شرقي مدينة لودر بأبين، إلى جانب تواجدها في مناطق بمديرية موديه التي استقبلت العشرات من قيادات وعناصر التنظيم منتصف أغسطس الماضي بعد أن لاذت بالفرار من البيضاء.
ورصد التقرير قيام سفن حربية يعتقد بانها سعودية بعمليتي إنزال عسكري خلال أغسطس الماضي في سواحل شقرة بأبين، وذلك بالتزامن مع دحر الجيش واللجان الشعبية لعناصر القاعدة وداعش من مناطق يكلا وقيقة بالبيضاء بهدف إجلاء قيادات إرهابية أجنبية مرتبطة بالاستخبارات السعودية والأمريكية تدير القاعدة وداعش في تلك المناطق.
وذكر أن عناصر التنظيمات الإرهابية تم تعزيزها ودعمها بالسلاح لإعادة ترتيب تموضعها في المنطقة الوسطى بأبين, حيث انتشرت عناصر التنظيم في جبل عَكد شرقي مدينة العين، وأعادت معسكراتها في مديرية الوضيع.
وأوضح أن قيادة تحالف العدوان في مدينة عدن قدمت للقاعدة شحنة سلاح مكونة من أسلحة خفيفة ومتوسطة تم تسليمها عبر القيادي في التنظيم والمطلوب دولياَ في قائمة الإرهاب سعد بن عطاف العولقي .

وجهان لعدوان واحد

وبهذا الصدد اعتبر التقرير أن تحركات السعودية والإمارات خلال الفترة الماضية، تسير وفق مخطط تدميري في المحافظات الجنوبية والشرقية لم يستثن الثروة النفطية وإنما طال الثروة السمكية التي أصبحت تتعرض لعملية جرف كارثي ما تسبب في ارتفاع أسعار الأسماك في المدن الجنوبية إلى أعلى المستويات.
وكشف عن تبادل للأدوار بين الرياض وأبو ظبي بالمحافظات الجنوبية، بهدف تهيئة الأوضاع لقدوم قوات أمريكية إلى جنوب البلاد، وساهمتا في تعزيز الوجود الأمريكي بمطار الريان بالمكلا وفي شواطئ شبوة والحدود اليمنية الواقعة ما بين حضرموت وشروره.
وحذر التقرير من تعاظم الخطر في ظل التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني خاصة بعد آخر إجراء قام به المحتل الإماراتي بالتعاون مع الكيان الصهيوني بالتخطيط لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى ونصب أبراج مراقبة للحركة الملاحية البحرية في الخليج الهندي.
ولفت إلى التحرك البريطاني لإنجاح اتفاق الرياض خلال الفترة الماضية، حيث تبحث لندن عن موطئ قدم لها في المحافظات الجنوبية.

انهيار الخدمات

وأفاد التقرير أن مدينة عدن التي تسيطر عليها القوات السعودية تعاني من تدهور الخدمات الأساسية وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة التي أودت بحياة أكثر من ٢٥٠٠ جراء إصابتهم بالحميات القاتلة التي ضربت المدينة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار إلى أن دول تحالف العدوان والسلطة الموالية لها لم تقم بأي دور إنساني أو إغاثي في مدينة عدن، بل تحولت عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة إلى سوق لتجارة الممنوعات التي تدار من قبل الاستخبارات السعودية الإماراتية بهدف تدمير الشباب والمجتمع بشكل عام.
وقال ” سعت قوى الاحتلال على ضرب القوى التحررية الوطنية الرافضة للاحتلال بقوى عميلة مواليه لها، في محاولة لدول العدوان لإطالة تواجدها العسكري “.

وأضاف ” مضت القوات السعودية المحتلة في مدينة عدن بنفس نهج القوات الإماراتية من خلال إدارة المدينة بالرعب والأزمات بهدف تتويه الرأي العام عن الهدف الحقيقي من وجودها والأجندة التي تقوم بتنفيذها” .. لافتاَ إلى أن مدينة عدن تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة تديرها المليشيات المسلحة متعددة الولاءات بين الرياض وأبو ظبي والتي تقوم بدعمها بالمال والسلاح.

انهيار الاقتصاد
وبحسب التقرير، فإن دول تحالف العدوان عمدت على تبديد الثروات وسرقتها في المحافظات الجنوبية والشرقية وكذا طباعة أكثر من 300 مليار ريال خلال الأشهر الماضية بهدف إضعاف القيمة الشرائية للريال اليمني.. مبينا أن أكثر من170 مليار ريال لاتزال موجودة في ميناء جدة منذ عدة أشهر.
وأشار التقرير، إلى خطورة المخطط السعودي المتمثل في برنامج إعادة الإعمار السعودي, الذي تهدف من خلاله الرياض إلى السيطرة على الثروات في المحافظات الجنوبية تحت ذريعة الاستثمار طويل الأجل.