يحظى أل محمد برعاية إلهية عظيمة لدورهم المهم في الأمة لارتباطهم بالقرآن الكريم
فعلًا في التاريخ وفي الواقع تجد أن آل محمد حظوا بعناية إلهية عجيبة، لو لم يكن هناك رعاية من الله لما بقي منهم أحد، في القرن الأول وحده، دع عنك إلى الآن، تعرضوا للسجون، وتعرضوا للقتل، وتعرضوا للتشريد، وقامت الدولة الأموية كلها همها الكبير هو مطاردة آل محمد ومحاربة آل محمد، محاربتهم شخصيًا، ومحاربة فضائلهم، ومحاربة ذكرهم، وتنصيب آخرين بدلًا عنهم، أعلامًا آخرين، عقائد أخرى، تاريخ آخر، فضائل أخرى. عملوا كل شيء بديل، في كربلاء يصل الأمر إلى ألا يَسْلَم من أولاد الإمام الحسين إلا واحد، هو زين العابدين.
تأتي الدولة العباسية وتسير على هذا النحو تسير في محاربة آل محمد، وتجد ماذا؟ أليس الآن أصبح آل محمد أكثر انتشارًا في الدنيا، ذرية الحسن والحسين ملأوا الدنيا! أين هم ذرية عمر بن الخطاب؟ أين ذرية أبي بكر؟ أين ذرية معاوية؟ أين ذرية عبد الله بن عباس؟ أين ذرية فلان. كيف؟ ما الذي حصل؟ ((وبارك على محمد وعلى آل محمد)) بركة إلهية، على الرغم مما حصل لهم من تشريد وتقتيل وطرد يبارك فيهم ويبارك عليهم، ويرعاهم فيتكاثرون ويحفظون؛ لأنه كما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في حديث الثقلين: ((لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)).
بل تجد من العجيب أنه حتى بقية أبناء الإمام علي من غير الزهراء، غير الحسن والحسين أيضًا ذريتهم قليلة جدًا ونادرة جدًا.. ذرية الحسن والحسين هم ملأوا الدنيا، وأنسابهم معروفة مشهورة يحفظها العلماء من شيعتهم ومن غير شيعتهم، في اليمن وفي إيران وفي العراق وفي الحجاز وفي مصر وفي أندونيسيا، في كل البلدان وبأعداد كبيرة.
لماذا لم يتكاثر ذرية عمر بن الخطاب لماذا؟ هل أن ذرية عمر كان ممكن أن يتعرضوا للقتل؟ لا. بل كان ممكن أن يحظوا باحترام، لأن أكثر الأمة مرتبطة بعمر، أليس كذلك؟ كان بالإمكان أن يحظى ابن بنت بنت عمر باحترام كبير، لكن أين هم؟
الكل يعرف شهرة ذرية الإمام الحسن والإمام الحسين في إيران وفي اليمن وفي كل المناطق معروفون، بل معروفون بألقاب خاصة: في اليمن وفي إيران وفي العراق وفي الحجاز بلفظ [سيِّد]، وفي مناطق أخرى في مصر وفي تونس وفي مناطق أخرى بلفظ [حبيب] في بلدان المغرب، وفي بلدان أخرى أيضًا بلفظ [شريف] وهكذا. الناس يميزون ذرية محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ذرية الحسن والحسين، في هذا آية إلهية لمن تأمل.
الم يعش علي وعمر وأبو بكر وعثمان في عصر واحد؟ أين هم ذرية الثلاثة أين هم؟ هل تعلم بأحد في اليمن من ذرية أبي بكر أو عمر أو عثمان؟ الكلام الآن عن ذريتهم أو عندكم أنها قضية طبيعية؟ ليست طبيعية هذه أن يتكاثر من يتعرضون للقتل والتشريد والطرد ويتعرضوا للظلم، تكاثروا رغمًا عن مئات السنين من الحروب ضدهم.
أليست هذه رعاية إلهية؟ والآخرون الذين كانوا ستحظى ذريتهم بالاحترام والإجلال ولا يتعرضون لشيء ليس لهم وجود، هل كانت السنية في أيام بني أمية، هل كانوا سيحاربون ذرية عمر بن الخطاب؟ لا.. أو سيحاربون ذرية أبي بكر؟ من أيام الدولة العباسية وإلى الآن لو يرون واحد فيه رائحة من أبي بكر لبنوا عليه قبة وهو حي – إن صح التعبير.
هذه آية إلهية تدل فعلًا على أن لأهل البيت دورًا مهمًا في هذه الأمة، وأنهم مرتبطون بالقرآن الكريم، وأنهم حظوا برعاية إلهية، وحفظ إلهي في بقاء وجودهم، وإلا فهم تعرضوا لاستئصال عرقي فعلًا؟ حفظوا كما حفظ القرآن الكريم، ألم يحفظ القرآن الكريم؟ ما احد استطاع أن يغير أو يبدل أو يقضي عليه.
آل محمد قرناء القرآن حفظوا، حاول الطغاة بكل الوسائل القضاء على آل محمد فقتلوا وشردوا، حتى كان البعض منهم يبنون عليه عمودًا وهو ما يزال حيًا فيموت داخل ذلك العمود، ومع هذا لم يستطيعوا أن يقضوا عليهم.
ذرية معاوية أين هم؟ ذرية هارون الرشيد أين هم؟ ذرية أناس قريبين منذ أربعمائة سنة أو خمس مائة سنة أين هم؟ إذا كان هناك وجود لهم فقد يكون بأعداد نادرة جدًا.
كذلك في المكانة في الدين الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليست هذه مهمة كبيرة وفي نفس الوقت فضل كبير لأهل البيت؟ أن يقرنوا بالقرآن في ضرورة التمسك بهم لتنجو الأمة من الضلال، هذه هي وراثة الكتاب التي أعطاها بني إسرائيل والتي تحدث عنها في القرآن كثيرًا.
وهذا معنى الصلاة، الذي يقول لك: الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن المؤمنين الدعاء. هكذا يفسرونها تلقائيًا، لا أدري من أين جاء هذا التفسير. لو أن الصلاة منا بمعنى الدعاء – نحن فعلًا ندعو ونقول: اللهم صل – لكن لو أن الامتثال لقول الله سبحانه وتعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} يكون معناها: ادعوا له، لكان الامتثال كيف يكون؟ اللهم ارحم محمدًا، اللهم اغفر لمحمد، اللهم أجزه عنا خيرًا، أليس هذا هو الدعاء؟ أن ندعو له وندعو لآله على هذا النحو.
لكن هنا نحن نقول: [اللهم صل]، فنحن ندعو أن الله هو الذي يصلي عليهم، فعندما يقولون: الصلاة منا هي الدعاء، لا.. هي أن ندعو الله بأن يصلي، ليس معناها مجرد الدعاء منا، أن يكون الامتثال لقوله تعالى: {صَلُّواْ عَلَيْهِ} هو: أن ندعو أدعية أخرى.. صلوا عليه، قولوا: (اللهم صل)، ألسنا في الأخير طلبنا من الله أن يصلي هو؟
والصلاة من الله الرحمة، هكذا يقولون، الله قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَـاتِ إِلَى النُّورِ} (الأحزاب: من الآية 43) هذه الصلاة {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: من الآية 103) هذه أيضًا صلاة، كلمة: [صلاة] هي تختلف عن أي دعاء بأي مفردة أخرى، أن أقول: اللهم صل على فلان، معناها: اللهم حُطه من لديك بعناية ورعاية وامنحه عزة وشرفًا أو أي شيء من هذه الأشياء التي يكون لها قيمة في نفسه، لكن الصلاة على محمد وعلى آل محمد جاءت متميزة، أن تكون على النحو الذي حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.
وآخر الصلاة يفسر لنا معناها (إنك حميد مجيد) فأنت مصدر الحمد ومصدر المجد، فمنك الحمد ومنك المجد، أليس الحمد معناه الثناء، والمجد العزة والرفعة؟ إذًا فنحن دعونا من له الثناء والمجد أن يمنح محمدًا وآل محمد ثناءً ومجدًا: عزة ورفعة ومكانة.. إلى آخره. ولو أنها كانت بمعنى الدعاء لكان آخرها (إنك غفور رحيم مثلًا، أو إنك سميع الدعاء، إنك سميع مجيب) أو نحو هذه.
فالصلاة في الصلاة هذه: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) التي نقولها هي تدل فعلًا على أن أمر الأمة أمر الدين وراثة الكتاب، الهداية إلى الحق إقامة العدل والقسط في الناس هو منوط بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]