مشاهد صادمة من البيت الحرام ..هل ينتظر أل سعود مصير أبرهة وجيشة !..
كتب / ابراهيم الوادعي : ليس من اليمن او فلسطين بل هذه المرة من مكة والمسجد الحرام الذي شد الانظار اليه مع نقل القنوات مشاهد خلو صحن الكعبة من المصلين والطائفين والركع السجود نتيجة الحصار المضروب على المسلمين عن الوصول اليه من قبل نظام ال سعود ، مع بدء مناسك الحج الركن الخامس من اركان الاسلام .
وظهر صحن الطواف بالكعبة خاليا وهو مشهد لم يكن يتحقق حتى في احلك الظروف وفي ظل الحروب التي شهدتها الجزيرة العربية قبل الاسلام او بعده .. انها مشاهد صادمة بكل المقاييس .
منذ الجمعة الماضية اعلنت وزارة الحج السعودية ايقاف تصاريح الصلاة في المسجد الحرام ايقاف تصاريح الصلاة في الحرم المكي ، بحجة الاستعداد لموسم الحج ، واصدار التصاريح هو الاخر ظهر في ظل سياق متصل ظهرت نتائجه في صد المصلين والمعتمرين عن المسجد الحرام والكعبة الشريفة قببلة المسلمين .
وخلال شهر رمضان الفائت فرضت السلطات السعودية حصار على مكة والحرم المكي وانذرت من يقوم باختراقهما بالحبس وغرامة قدرها 10 الاف ريال سعودي .
وبحسب متابعين فان النظام السعودي اتخذ شهر رمضان الذي يعج عادة بالمعتمرين لكونه موسم رحمة ومضاعفة للأجر من الله ، بالون اختبار ليقدم على ما فعله ابتداء من الجمعة بإيقاف تصاريح الصلاة واخلاء المسجد الحرام من المصلين ، وصولا الى موسم حج تمثيلي وهزلي و لا يختلف عن المسرحية المعدة سلفا .
موسم الحج بدء من دون حجيج الا من قلة اختارهم النظام السعودي ليشكل مسرحية وملهاة واضحة ، يكسب من خلالها صمت الحكومات الاسلامية التي تلزم الصمت للعام الثاني على التوالي امام الصد السعودي والتحجج بمنع انتشار فيورس كورونا .
الحجة السعودية تبدوا مفضوحة هي الاخرى فبينما تفتح الدول مطاراتها وتتحرر من قيود كورونا بمن فيهم السعودية ذاتها ، الاغلاق قائم والسياسات الهادفة لتقييد الوصول الى الكعبة على اشدها ويجري تشديدها بين الحين والاخر ، بعكس الوضع العالمي فيما يتصل بكورونا .
الجدول السعودي للمجون والترفيه مزدحم هو الاخر ضمن موسم الرياض وجدة برعاية هيئة الترفيه السعودية ، القنوات السعودية تنقل صور الازدحام الشديد من داخل مدرجات الحفلات الموسيقية وغياب أي ضوابط تتصل بمنع انتشار فيروس كورونا ، بينما سيف الضوابط مشرعة بوجه حجاج بيت الله الحرام وقاصديه للصلاة والعمرة .
مدرجات اللهو تزدحم برعاية رسمية ، بينما تخلوا ساحات الطواف حول الكعبة ،شتان بين المشهدين ، ومحال ان يكون المنع صحيا بل سياسيا كما يؤكد متابعون للشان السعودي .
ويرى هؤلاء ان استمرار اغلاق السعودية للحرم المكي في ظل فتحها مدرجات اللهو ، دليل واضح ان وراء الاكمة ما ورائها ، وان اغلاق المسجد الحرم لا ينبع من ضرورة صحية ، بل خفايا سياسية لم تتضح بعد ولا يستبعد ارتباطها بمسار التطبيع الذي انخرطت فيه دول الخليج .
فركن الحج في الاسلام يعكس مظاهر الوحدة الاسلامية ويقوم على اساس البراءة من اعداء الاسلام ، الذين ترتمي السعودية في حضنهم بكل وضوح ، وان لم يظهر ذلك على الطاولة بعد ، لكنه جلي الى حد كبير ، واصبح ميدانا للتنافس مع جارتها الامارات التي بلغت في تطبيعها مع العدو الصهيوني حد الوقاحة .
بالتزامن مع خلو المسجد الحرام من الطائفين والراكعين ، واول ايام المسجد الحرام ، كان المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى يتعرض للاقتحام بشكل متواصل ، في رسالة يهودية بالغة الدلالة بان المسلمين يمنعون اليوم من مقدساتهم بأيدي اليهود وبأيدي عملاء اليهود واصدقائهم في المنطقة العربية .
علماء المسلمين بشكل عام ادانوا الخطوة السعودية بالغاء الحج للمرة الثانية ، وراو في ذلك صدا يستوجب انتقام الله ، فرب البيت الذي لم يعجزه حماية بيته من فيل ابرهة وجيشه ، ليس بعاجز عن حماية بيته وإنزال لطفه بضيوفه من مخلوق صغير لايرى إن كان يشكل تهديدا فعليا كما يجري تصويره ، ومن يصد بيته الحرام .
قبل 6 سنوات منع اليمنيون وجرى صدهم عن المسجد الحرام وركن الحج الاعظم ، سكت المسلمون ، وهاهم يشربون للعام الثاني على التوالي من ذات الكأس وعلى يد النظام السعودي .
الاهداف الحقيقة لصد النظام السعودي المصلين والمعتمرين عن المسجد الحرام لم تتضح بعد ، لكن الجلي ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ماض في سياسة الانسلاخ عن الاسلام وان المسجد الحرام معرض للتهديد اكثر من أي وقت مضى ، خاصة وان جد ولي العهد الحالي تخوف من تلبية طلب بريطاني بهدم الكعبة كاخر معلم ديني يجمع المسلمين روحيا وجسديا ، ويقوم على توجيه بوصلة العداء نحوهم .
خلال العقود الماضية نجح ال سعود في تدجين فريضة الحج وحرفها عن مسارها من فريضة عملية تهدد اعداء الامة الى طقوس تمارس ، وهم سفكوا في سبيل ذلك دماء مئات الحجاج الايرانيين مطلع الثمانينات ، وسفكت دماء الاف الحجاج الاخرين في فاجعة منى في ال2015م ، ومنعوا خطباء المسلمين عن اعتلاء منبر عرفة وحصروه على المسبح بحمد حكام ال سعود م ال الشيخ والذين لم يتورعوا عن الدعاء على الامة كما فعلوا خلال حرب اليمن .
وبالنظر الى خارطة المشاريع السياحية المقامة حول المسجد الحرام يكتشف النظر ببساطة ان تقييد وصول الغالبية العظمى من المسلمين الى مكة ، كان هدفا سعوديا ، وكورونا الفيروس ليس سوى مطية سرع من تحقيق هذه الاهداف التي بدأت باستيلاء النظام السعودي قبل عقود على حصرية تنظيم واصدار تأشيرات الحج وتحديد اعداد الحجاج لكل قطر مسلم وفرض القيود تلو القيود على المعتمرين والحجاج والزائرين لبيت الله الحرام.
قد نكون وصلنا بحسب رؤية البعض الى المراحل النهائية للمؤامرة على المسجد الحرام ، لكن النهاية تظل مرهونة بحكم رب البيت حين ظن أبرهة وجيشة انهم استحكموا على البيت الحرام ، كما يظن ال سعود اليوم .. خسر مملكته وحياته معا .. التاريخ المرهون بالسنن الالهية سيعيد نفسه !.