الحرب العالمية الأولى…الحروب هي أسوء ما تمر به البلاد والشعوب من أحداث تسفر عن وجود الكثير من الجرحى والقتلى خصوصا إن كانت الدول المشاركة فيها تعد من أكبر دول العالم التي تمتلك من الإمكانيات الأحدث في مجال الأسلحة والدمار، وقد شهد العالم في بداية القرن العشرين الكثير من التغييرات العسكرية والسياسية لأكبر دول العالم أن ذاك مما نتج عنة نشوب الحرب بينهم والتي سميت بالحرب العالمية الأولى والتي بدأت في عام 1914 ميلاديا واستمرت قرابة الأربعة أعوام حتى انتهت في عام 1918 ميلاديا بعد أن نتج عنها الكثير من الخسائر المادية والمعنوية والبشرية لبعض الدول التي شاركت فيها، وقد أطلق عليها هذا الاسم نظرا لمشاركة كثير من دول العالم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
أسباب الحرب العالمية الأولى… ترجع نشوب هذه الحرب لأسباب عدة من أهمها النزاعات القديمة بين أكبر دول المنطقة الأوروبية التي أدت الى توتر العلاقات بعضها ببعض حيث انتصرت ألمانيا في الحرب البروسية الفرنسية التي كانت في عامي 1870 و1871 ميلاديا وكان هذا بداية ظهور ألمانيا كدولة قوية وموحدة، بالإضافة الى قيامها الى إعداد أكبر أسطول ضخم الذي يستطيع التحكم والسيطرة على جميع المناطق البحرية المحيطة بها، وأدت هذه المكانة التي وصلت إليها ألمانيا مع تدهور العلاقات بينها وبين المملكة المتحدة الى جعل المنطقة على صفيح ساخن في انتظار الشعلة الأولى لبداية الحرب والتي تمثلت في حادثة اغتيال ولي عهد النمسا (فرانز فردينا ند) مع زوجته علي يد طالب صربي أسمة (غافر يلو برنسيب) في الثامن والعشرين من يونيو عام 1914 ميلاديا وكانت هذه الأحداث خلال زيارته الى سراييفو في (البوسنة والهرسك) وبعد هذا الحادث مباشرة أعلنت النمسا الحرب على صربيا ثم أعلنت بعدها روسيا مناصرة صربيا ضد النمسا ثم قامت بعدها ألمانيا إعلان الحرب على روسيا، وبعد هذه الأحداث انقسمت دول المنطقة الى جزئيين الأول مع (المملكة المتحدة) القوى العظمى الأولى مع حلفائها والجزء الثاني (ألمانيا) القوى العظمى الأخرى مع حلفائها وبعدها انضم الكثير من الدول التي ليست لها دخل بالحرب الى أحد الفريقين مما أدى الى مقتل ما يقرب من تسعة مليون جندي في أحداثها وكانت هذه أكبر إحصائية على مر التاريخ من نتائج الحروب التي سبقتها.
أحداث الحرب… بدأت أحداث الحرب العالمية الأولى في شهر أغسطس عام 1914 ميلاديا بهجوم في منتهى القوة من قبل الجبهة الألمانية مع اعتقادا منهم على عدم مقدرة الجبهة الأخرى على رد الضربة واستطاعتهم على تدميرهم من خلال هذه الضربة بينما قام الفرنسيين من الطرف الأخر بهجوم على الأراضي الألمانية ولكن بائت الضربتين بالفشل، ولكن سرعان ما بدأت الحرب تأخذ شكل مختلف في عام 1915 يتصف بالقوة وعدم التمييز مما خلف وراؤه الكثير من الخسائر والضحايا وبعدها بدأت الاستعانة بأنواع جديد من الأسلحة حيث استخدم الطرفين الغاز السام، ثم ظهرت الدبابات في عام 1916 م ثم الغواصات في عام 1917 م وظل الجانبين يهاجمان بعضهما البعض مع وجود اليأس المهيمن على معظم الجنود بداخل جيوش الطرفين الذين شاهدوا الكثير من ذويهم يموتون ويقعون تحت أقدامهم، مما أدى الى تمرد الكثير من الجنود في الجيش الفرنسي لما وصلت إلية نتائج الحرب ثمّ بدأ العام الأخير من الحرب بهجوم الجبهة الألمانية بضربات في منتهى القوة على طول الجبهة الغربية على أمل هزيمة الجبهة الأخرى بقيادة البريطانيين والفرنسيين قبل وصول القوات الأمريكية ، ولكن استطاعت قوات التحالف في الصمود أما هذا الهجوم .
الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى…شارك في الحرب العالمية الأولى معظم دول القوى العظمى في العالم، وتم انقسامهم الى مجموعتين.
وتحتوي المجموعة الأولى على قوات الحلفاء وهم (الوفاق الثلاثي وهم “أندورا، وأرمينيا، والثوار العرب”، وبلجيكيا، والصين، وكوستاريكا، وكوبا، وفرنسا، واليونان، وغواتيمالا، وهندوراس، وإيطاليا، واليابان، وليبيريا، والجبل الأسود، ونيبال، وفانواتو، ونيكاراغوا، وبنما، وجمهورية البرتغال الأولى، ورومانيا، وروسيا، وصربيا، وتايلند، والمملكة المتحدة، وقواه مشاة الأمريكية وهم “إقليم ألاسكا، وإقليم هاواي، والولايات المتحدة”، والفلبين، وبورتوريكو، وبعض المجموعات العرقية غير المستقلة وهم “الأرمن، والآشوريون، واليونانيون النبطيون”، واليهود في فلسطين وبعض العرب).
أمّا المجموعة الثانية والتي تدعى دول المركز وتتمثل في (النمسا، وأذربيجان ، وبلغاريا، ودولة الدراويش، وألمانيا، والإمبراطورية الألمانية الاستعمارية، وجبل شمر).
نهاية الحرب العالمية الأولى…بعد أن توسعت دائرة الحرب وشملت العديد من الدول ومنها كل من إيطاليا واليابان والولايات المتحدة الذين انضموا الى دول الحلف الثلاثي بينما انضم كل من بلغاريا والدولة العثمانية للجبهة الأخرى المتمثلة في دول المركز وصل في ذلك الوقت ما يقرب من ستين مليون جندي أوروبي، وعندما حان الوقت التي اقتربت فيه الحرب على نهايتها أنهت معها كل من الإمبراطورية الألمانية والروسية والنمساوية مع الدولة العثمانية، وبعد كل هذه الخسائر التي شهدتها الدول في جميع النواحي ومن أهمها النواحي التجارية والاقتصادية، قامت بعض الدول بتشكيل هيئة عصبة الأمم التي كان من أهم أهدافها فض هذه الأحداث كي يعم الأمن والسلام مرة أخرى ولكنها لم تنجح نظرا لإصرار بعض الدول على الانتقام لما حل بها مما يخص مكانتها وسط الدول وخصوصا الألمان التي قامت فيها الكثير من الأحزاب ومن أهمهم حزب الفاشية الذي سعي على إقامة حرب جديدة للانتقام وهي الحرب العالمية الثانية.