الإحتفال بذكرى ميلاد سيد الأنبياء والمرسلين من أرسله الله رحمة للعالمين هو احتفال بنعمة الله علينا واحتفال بمصدر هدايتنا واحتفال بقائدنا وقدوتنا ورسول الله الينا ؛ وحينما نحتفل بالمولد النبوي الشريف مولد خاتم الأنبياء والمرسلين ويحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم في شهر ربيع الأول من كل عام بذكرى مولد الرسول الأعظم سيدنا ونبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله!!!
إلا أن ابنا الشعب اليمني يعملون على إحياء هذه المناسبة منذ عقود من الزمن باعتبارها المناسبة الأكبر والأعظم لدى أبناء الشعب اليمني. ويكفيهم فخرا وشرفا أنهم السباقون لإحياء هذه المناسبة العظيمة بعد أن تم تغييبها من قبل بعض الشعوب الأخرى ؛ ومن حقه على هذه الأمة التي تنتسب إليه باعتبارها أمة محمد أن تحتفل به وتعظمه وتشيد به كما أشاد الله به في كتابه الكريم قائلاً سبحانه (ورفعنا لك ذكرك)
ونحن في هذه المناسبة الكريمة والذكرى العطرة إنما نعبر عن حبنا وإكبارنا لهذا النبي العظيم الذي منّ الله به على المؤمنين وأرسله رحمة للعالمين وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ؛ وسنة الله في الأرض تقتضي أنه يختار نبيا لكل أمة من الأمم وقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله هو خاتم الأنبياء والمرسلين فحظي بهذا الشرف العظيم وكان هو الأفضل والأكمل والأرقى خلقا والأسمى روحا كما وصفه الله في القران الكريم بقوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال أيضاً (وإنك لعلى خلق عظيم) وفي نفس الوقت رسول الله محمد هو نعمة ومنة من الله على هذه الأمة كما حكى الله في كتابه الكريم ( لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
ومن خلال هذا الرسول العظيم نعرف حجم التكريم الإلهي الذي منحنا الله ؛ لان الله عندما اختار رسوله محمد صلى الله عليه وآله بهذه المواصفات الكبيرة والعظيمة هو تكريم لنا نحن العرب والمسلمين لاننا ننتمي لهذا القائد العظيم ؛ واحتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو للتعبير عن الابتهاج والاعتراف بفضل الله علينا وامتثالا لقول الله تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )
وإذا لم نبجل ونعظم ونفرح بمولد الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وعلى اله فمن يا ترى أحق بالمدح والتعظيم ؛ وبمن عسانا أن نفرح؟ هذه المناسبة تمثل جانبا بسيطا مما يجب علينا تجاه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ؛ ألذي كان ميلاده ميلاد الخير والهدى والسعادة والنور وتحرير الناس من العبودية لغير الله وإحقاق الحق وإزهاق الباطل ؛ وحينما نعمل على الاحتفال بهذه المناسبة إنما هو استجابة لقول الله في كتابة الكريم حينما أشاد الله بذكره قائلاً سبحانه (ورفعنا لك ذكرك) هذه الآية جاء بعدها (فإن مع العسر يسرا) فإذا ما عملنا على رفع من رفع الله ذكره فإن النتيجة الحتمية هي اليسر بعد كل هذا العسر والنصر المحتوم!!!
الجميع يعلم أن الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف تغيظ أعداء الله وأعداء رسوله ولو لم يكن لنا من أحياء هذه المناسبة إلا أنها تغيظ أعداء الله وأعداء رسوله ؛ أيضاً سيكتب الله لنا الخير والفلاح والعمل الصالح كما قال سبحانه ( وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ )