مواقف ثابتة ومحقة ولن تتغير ولن تتبدل مهما طال الزمان ومهما حصل من متغيرات، وقف العدوان على اليمن بشكل شامل ودائم وفك الحصار عن الشعب اليمني براً وبحراً وجواً وإنهاء مظاهر الاحتلال وتعويض الشعب اليمني المتضرر جراء الدمار والحصار وصرف مرتبات الموظفين اليمنيين في كل المحافظات دون استثناء من ثروات وخيرات اليمن النفطية والغازية والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، هذه هي المواقف الثابتة والمحقة للشعب اليمني الصامد وقيادته في صنعاء والتي إذا استجاب تحالف العدوان لها ونفذها فسوف يترتب على تنفيذها تحقيق السلام الحقيقي في اليمن وهي مواقف ومطالب محقة ومشروعة وهي ما كان يجب على دول تحالف العدوان استيعابها وتنفيذها في السنوات الماضية وليس اليوم أو بعد اليوم لما فيه مصلحة الجميع.
كثُرت التصريحات السياسية والإعلامية خلال هذه الأيام سواء بشكل تسريبات صحفية أو تكهنات أو تصريحات من المعنيين من مختلف الأطراف بشكل يزرع الأمل عن قرب انفراجة في اليمن من خلال نقاشات وحوارات وجلسات حصلت بين مختلف الأطراف تشير إلى اقتراب التوصل إلى الإعلان عن حل سياسي ينهي العدوان على اليمن بشكل تام عبر مراحل ووفق خطوات يجب تنفيذها من قبل تحالف العدوان بصفته المعني الأول بذلك ولكن لا يزال الأمر في حكم وفي خانة التصريحات الإعلامية ولا يمكن تأكيده حتى يترجم إلى معطيات عملية ميدانية في الساحة اليمنية وبإعلان رسمي من قبل الأمم المتحدة وتحالف العدوان وصنعاء، وهذا ما يرجوه الشعب اليمني وما ينتظره بفارغ الصبر، فقد آن الأوان أن يعم السلام في ربوع اليمن ويتذوق الشعب اليمني طعم الأمن والاستقرار المعيشي والاجتماعي وينفض عن كاهله أوجاع العدوان والحصار الذي تجاوز عامه الثامن.
زيارة الوفد الوطني المفاوض برفقة الوفد العماني الوسيط إلى صنعاء خلال هذه الأيام إضافة إلى زيارة وفد سعودي إلى صنعاء أيضاً خلال هذا الأسبوع وبالتزامن مع الإفراج عن مجموعة من الأسرى اليمنيين رغم عرقلة مرتزقة العدوان لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جنيف بشأن الأسرى.. كل هذه الزيارات وهذه اللقاءات وهذا الحراك السياسي يجب أن تكون له آثار إيجابية تنعكس على الواقع اليمني ويصل إلى نتائج مهمة تصنع السلام في اليمن بشكل حقيقي ودائم وشامل، وهذا ما يرجوه وينتظره اليمنيون في الشمال والجنوب وفي كل المحافظات اليمنية، بل هو ما يجب أن يحصل في القريب العاجل، فقد كانت ثمان سنوات من العدوان والحصار والحرب والدمار والطغيان بما فيها من دروس وعبر وأحداث ومستجدات ومتغيرات كفيلة بأن تجعل دول تحالف العدوان تصل إلى قناعة أنها لن تصل إلى أهدافها المشؤومة وأن الخير والمصلحة تكمن في وقف العدوان وفك الحصار وما عدى ذلك هو حماقة عاقبتها الخسارة والهزيمة الحتمية للعدوان.
يمكن وصف ما يجري في اليمن من حوار ونقاشات ولقاءات بين مختلف الأطراف أنه مخاض سلام في مرحلة زمنية حرجة ومفصلية خصوصا بعد مرور ثمان سنوات من العدوان وبعد مرور عام على الهدنة وبعد خوض غمار العديد من الحوارات السياسية في مختلف الدول العربية والعالمية وبعد خوض غمار الآلاف من المعارك، وبعد أن اتضحت الكثير من الأمور وتكشفت الكثير من الحقائق ووصل الجميع إلى مرحلة صاروا يدركون فيها أن استمرار العدوان على اليمن هو حماقة ومغامرة لن تصل بدول تحالف العدوان إلى المزيد من الفشل والخسارة والهزيمة وحان الوقت أن تعي جيداً أن مصلحتها السياسية والأمنية والاقتصادية تكمن في وقف العدوان وفك الحصار عن اليمن واليمنيين كحق مشروع للشعب اليمني ليعم السلام في ربوع المنطقة، ما لم فإن التصعيد والمماطلة والتسويف والمراوغة والعودة إلى مربع الصراع والحرب سيكلف دول تحالف العدوان المزيد من الخسائر لأن صنعاء وشعبها وجيشها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تصبر إلى ما لا نهاية ولها الحق في ردع المعتدين وإجبارهم على الرضوخ لتحقيق السلام الذي يجب أن يتحقق خلال هذه المرحلة لما فيه مصلحة الجميع ولله عاقبة الأمور.