نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات في المنطقة 07 رجب 1445هـ – 18-01-2024م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}[المائدة: الآية32]، صدق الله العلي العظيم.
مائة يومٍ يزيد عليها أربعة أيام، من الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وارتكب العدو الإسرائيلي خلال هذه الأيام أكثر من مائة يوم، يزيد عليها أربعة أيام، ارتكب أكثر من ألفي مجزرة وجريمة (جريمة إبادة جماعية) في استهدافه للشعب الفلسطيني في غزة، أكثر من ألفين جريمة، جريمة إبادة جماعية، معظم الشهداء فيها من الأطفال والنساء، مع الحصار، ومنع الغذاء والدواء، والتجويع للشعب الفلسطيني، بل ومنع الماء، المحاصرة حتى في الحصول على الماء وبقية الاحتياجات الضرورية والإنسانية.
عدوانٌ ظالم، بكل ما فيه من تدميرٍ شامل، ومن قتلٍ جماعيٍ، ومن استباحةٍ للشعب الفلسطيني، وإجرامٌ واضح لا التباس فيه، كل ما يعتبر بحسب القوانين، بحسب الأعراف، بحسب الشرائع، بكل الاعتبارات لدى البشر في التوصيف للجريمة بأنها جريمة، يمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وضد أبناء الشعب الفلسطيني، وباعتراف ومشاهدة من مختلف دول العالم، الكل يعترف بأن تلك جرائم، وإن تنكر الأمريكي والبريطاني، في موقفٍ شاذ بين كل الأمم وكل الدول وكل الشعوب والبلدان؛ فلانتمائهما الصهيوني ومشاركتهما في الإجرام، مع أنهما يصلان هما إلى مستوى الاعتراف في كثيرٍ من التصريحات.
كل العالم يعترف، ويشاهد ما يحدث هناك، ليس ما يفعله العدو الإسرائيلي يحصل في ظل جهل وعدم معرفة من الدول، فأثَّر عليها ذلك في مدى اهتمامها بما يجري هناك، ومدى إحساسها بالمسؤولية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، الكل يعرف، والأمم المتحدة كجهة تعتبر نفسها معنيةً بما يحصل من مشاكل، أو أزمات، أو حروب، أو مظالم، تعرف بما يحدث هناك، فمجلس الأمن يعرف، المنظمات التي لها علاقة أخص، كما هو حال منظمة التعاون الإسلامي، التي معنية بالمسلمين وما يحدث على المسلمين، الكل يعرف بما يحصل على الشعب الفلسطيني ومدى المظلومية، الجامعة العربية التي هي في نطاق أخص على مستوى البلدان العربية، أيضاً الكل يعرف، واكتفى الكل منهم ببيانات فيها توصيفات وإدانات، ولم يتجهوا عملياً بما يرقى إلى مستوى المسؤولية من جهة، وإلى مستوى المظلومية الرهيبة للشعب الفلسطيني من جهة أخرى.
كل الجهات التي تُقَدِّم نفسها ذات دور معين، أو مسؤولية معينة، تتفرج إلى حدٍ كبير، فبالرغم من المسؤولية الإنسانية، والأخلاقية، والقانونية على تلك الجهات، هي تعترف على نفسها، وتُقَدِّم نفسها ذات دور وذات مسؤولية وأنها معنية بأن يكون لها موقف أمام أحداث دون مستوى ما يحصل في فلسطين بكثير.
هناك أيضاً تقصير من معظم الدول الإسلامية في المنطقة العربية وغيرها، بالرغم أيضاً من المسؤولية الإيمانية، والدينية، والأخلاقية، والإنسانية من جهة، وبالرغم من مصلحة كل الأمة في أن تقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوٍ مشترك، هو عدوٌ للمسلمين جميعاً يعاديهم، ويستهدفهم، ويتآمر عليهم في دينهم وفي دنياهم، ويستهدفهم بكل أشكال الاستهداف، وبالرغم من الخطورة الكبيرة على أمتنا في التخاذل، تجاه ما يفعله العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني المسلم العزيز، فعندما تعتمد الدول الإسلامية في البلدان العربية وغيرها استراتيجية التخاذل والتفرج تجاه الشعب الفلسطيني؛ سيكون هذا هو الحال مع أي بلد مسلم آخر، سواءً من البلدان العربية أو غيرها، سيتفرجون عليه، فيما يحدث عليه تماماً.
وما وراء استمرار العدو الصهيوني اليهودي في ممارساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، ومواصلته لعدوانه على غزة، بالرغم من فشله في تحقيق أهدافه المعلنة، سواءً فيما يتعلق بالأسرى الذين ظفر بهم المجاهدون الفلسطينيين، أو فيما يتعلق بأهداف أخرى: القضاء على المجاهدين في فلسطين، كل تلك الأهداف التي هي أهداف باطلة ومشؤومة سقطت وفشلت، ولم يحققها، ولم يتمكن من تحقيقها، لكنه مستمر بالإجرام بشكلٍ بشعٍ جداً، المحصلة اليومية عادةً ما تكون فوق مائة شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، أحياناً يصلون إلى عدة مئات، إلى ثلاثمائة، إلى أربعمائة، إلى… وفي أقل الأحوال فوق المائة شهيد معظمهم من الأطفال والنساء محصلة أربعة وعشرين ساعة، كل أربعة وعشرين ساعة، عدى الجرحى الذين هم بالآلاف إلى اليوم، الشهداء بالآلاف، والجرحى بعشرات الآلاف، كذلك حالات التهجير والنزوح التي هي بمئات الآلاف، فاستمرار العدو الصهيوني في جرائمه الشنيعة البشعة، أمام مرأة ومسمع من كل العالم، الكل يعرف أن وراء ذلك، وراء تلك الجرأة لمواصلة ذلك الحقد والإجرام: المشاركة الأمريكية، والدور الأمريكي، والإسهام الأمريكي المباشر.
الأمريكي متورطٌ مع الإسرائيل في كل جرائمه، وقدَّم كل أشكال الدعم، قَدَّم الصواريخ التي يقتل بها أطفال فلسطين، ونساء فلسطين، والقنابل، وقذائف الدبابات، ومختلف أنواع الدعم العسكري، وحضر من العسكريين الأمريكيين من يشارك في الجرائم، في إدارة العمليات الإجرامية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، في وضع الخطط لتدمير غزة وقتل الفلسطينيين، وكذلك على مستوى الطائرات الأمريكية التي ترصد وتقدِّم المعلومات، ويبنى على معلوماتها في الاستهداف للشعب الفلسطيني، أضف إلى ذلك تقديم الأمريكي للمال بشكلٍ مستمر، وتقديمه أيضاً للدعم السياسي الواسع، بما في ذلك في مجلس الأمن، واستخدام الفيتو ضد أي قرار لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، والاعتراض العلني الواضح والمفضوح ضد وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، إذا حصل دعوات من دول هنا أو هناك يبادر الأمريكي بالاعتراض، ويصر على استمرار العدوان، واستمرار الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وَيُقَدِّم الدعم الإعلامي، وَيُقَدِّم من وراء ذلك شكلاً آخر من أشكال الدعم والمساندة والمشاركة للعدو الإسرائيلي، في مواصلة جرائمه البشعة، التي لا مثيل لها في كل العالم، ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، هذا الشكل هو منع الدول الأخرى من تقديم أي مساندة فعلية للشعب الفلسطيني، واستهداف من يقف مثلما هو الحال مع شعبنا العزيز ومع محور المقاومة.
الأمريكي وقف منذ اليوم الأول، في العدوان الأخير والتصعيد الجديد على قطاع غزة، وقف هذا الموقف، يسعى إلى تهديد العالم الإسلامي في البلدان العربية وغيرها من تقديم أي مساندة للشعب الفلسطيني، على مستوى المساعدات الإنسانية؛ ولذلك أين هو السخاء العربي في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، بما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لم تتجه البلدان العربية وغيرها من البلدان المسلمة لكسر الحصار، وإيصال المواد الغذائية والأدوية إلى الشعب الفلسطيني في غزة؟ لأن هناك منع أمريكي، والبقية استجابوا له، الكثير استجابوا له، وكذلك التهديد من أي مساندة أخرى؛ ليبقى الموقف العام لمعظم الدول العربية، ومعظم الدول الإسلامية بشكلٍ عام، في مستوى تعاطف إعلامي، بيانات، إدانات، تصريحات في بعض الأوقات، وبطريقة فيها فتور وضعف واضح، وتفاعل محدود، بل البعض يتجه على المستوى الإعلامي بتفاعل سلبي ضد الشعب الفلسطيني لمصلحة العدو الصهيوني، كما هو حال بعض وسائل الإعلام العربية للأسف الشديد.
فالأمريكي اتجه مع العدو الإسرائيلي، في المشاركة في كل ما يفعله بالشعب الفلسطيني، ومع ذلك اتجه من وراء ما يقدمه بشكل مباشر لاستهداف الشعب الفلسطيني، لمنع أي مساندة للشعب الفلسطيني، واستهداف من يساند الشعب الفلسطيني، أو يقف معه بشكلٍ عملي، وهذا أمر واضح من جانب الأمريكي.
سعى أيضاً إلى حشد الدعم من دول متعددة للعدو الصهيوني، دفع بالدول الأوروبية، التي تخنع له، وتخضع له، وتطيعه، وتأتمر بأمره، لتقدم أشكال الدعم للعدو الصهيوني، كما هو حال ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بعض البلدان الأوروبية؛ أمَّا البريطاني فهو ذلك التابع، الخاضع، الذليل، وهو أيضاً من أذرعة الصهيونية، هو ذراعٌ صهيونيٌ قديمٌ من قبل أمريكا بنفسها في خدمة اللوبي الصهيوني في العالم، وسعى أيضاً إلى محاصرة الشعب الفلسطيني، والتحريض ضده، والتوصيف له بالإرهاب، يجتمع الاتحاد الأوروبي ليوصِّف الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال وقياداته المجاهدة بالإرهاب.
كل هذه الوقفة مع العدو الصهيوني، بالرغم مما يمتلكه من إمكاناته، في مواجهة الشعب الفلسطيني، بالرغم من ظروفه الصعبة، يعني: أمريكا بكل إمكاناتها الهائلة والمتطورة، وبكل نفوذها الدولي، وبريطانيا بحجم ما تمتلكه كذلك من إمكانات ونفوذ، وتقف معها أبرز الدول الأوروبية، من مثل: ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، كُبريات الدول الأوروبية، يقفون بكل ثقلهم، بكل إمكاناتهم، لتقديم الدعم العسكري، وتقديم الدعم السياسي، وتقديم الدعم المالي، وتقديم كل أشكال الدعم للعدو الصهيوني الإسرائيلي، الذي يمتلك هو إمكانيات هائلة على المستوى العسكري، وصولاً إلى القدرات النووية، والأسلحة النووية، وَيُصَنِّع الدبابات، والطائرات، ومختلف أنواع العتاد الحربي، ويمتلك مختلف أنواع السلاح، ومن أضخم أنواع السلاح تطوراً، ويمتلك المصانع العسكرية، ولديه جيش كبير، عِدَادُهُ مئات الآلاف من المقاتلين، ومن قوة الاحتياط، ولديه وضع عسكري شامل، هو كيانٌ بنا كل وضعه وواقعه ككيان عسكري، ثم أيضاً يمتلك الإمكانات الاقتصادية الضخمة، واليهود عادةً يمتلكون كبريات الشركات العابرة للقارات، والإمكانات المالية الهائلة والضخمة، والإمكانات الاقتصادية الكبيرة، يقفون معه بما يملكه من إمكانات، في العدوان على الشعب الفلسطيني الذي لا يمتلك السلاح، ولا يتوفر سوى السلاح البسيط بكميات محدودة جداً لمجاهديه الأبطال، وبعض من الأسلحة المتوسطة، والصواريخ كذلك بمستويات في مديات محدودة، وإمكانات محدودة، الشعب الفلسطيني الذي هو معذب، ومضطهد، ومظلوم، ومحتلةٌ أرضه، وإمكاناته على المستوى الاقتصادي في نقطة الصفر، ليس لديه إمكانات اقتصادية، شعب احتل الأعداء أرضه، ونهبوا ثرواته، وسيطروا على مقدراته، فالأمريكي، والبريطاني، والألماني، والفرنسي، والإيطالي، كلهم يقفون بكل إمكاناتهم الهائلة مع الإسرائيلي، بما يمتلكه من إمكانات هائلة وضخمة عسكرية واقتصادية، ليقتل الشعب الفلسطيني المظلوم، المحتلة أرضه، الأعزل من السلاح، الذي لا يمتلك إمكانات ولا قدرات اقتصادية، وليعذبوه، وليدمروا مساكن الشعب الفلسطيني، ليدمروا ما يمتلكه من إمكانات بسيطة، ليدمروا المنازل التي يسكن فيها الفلسطينيون، ويقتلوا الفلسطينيين فيها، ليدمروا ويستهدفوا الشعب الفلسطيني، وفلسطين أرضاً وإنساناً، هذا الذي يحصل.
لماذا هذه العدوانية، هذا الإجرام، هذا التوحش؟ لماذا هذه الجدية الكبيرة لأن يتحركوا مع العدو الإسرائيلي بكل إمكاناتهم، ليشاركوه في إجرامه المفضوح والبشع، والذي يستنكره كل دول العالم، تستنكره كل الشعوب في العالم، لماذا يفعلون كل ذلك؟ لماذا هذا الاهتمام الكبير؟ وينطلقون بهذه الجدية والاهتمام الكبير؟
بايد يتجه، وهو طاعٌ في السن، ووصل إلى مستوى في كبره وشيخوخته وضعفه وهرمه في حالة متأثرة، حالة سلبية على مستوى واقعه الصحي، قدرته الذهنية، قدرته البدنية، يصعب عليه حتى الصعود في سلم الطائرة، أو النزول من سلم الطائرة، بادر ما بعد السابع من أكتوبر إلى فلسطين المحتلة؛ ليُعَبِّر بشكلٍ مباشر وشخصي عن مناصرته للعدو الصهيوني، وعن وقوفه معه، لم يعذر نفسه بأنه قد صار طاعناً في السن، وأنه يعاني في وضعه الصحي على المستوى الذهني والنفسي والبدني، رأى أن عليه أن يذهب- بالرغم من كل ذلك- أن يذهب إلى فلسطين من أقصى الأرض، أن يأتي من البعيد، من بعد أكثر من تسعة آلاف كيلو متر، ليصل إلى فلسطين المحتلة، وليقف مع الصهاينة اليهود، وليقول عن نفسه بأنه صهيوني، وأنه سيقف بكل ما يستطيع مع الصهاينة اليهود ضد الشعب الفلسطيني، وفي التنكيل بالشعب الفلسطيني، والاضطهاد للشعب الفلسطيني، والقتل للشعب الفلسطيني.
وهكذا يقف الأمريكيون والبريطانيون، بهذه الجدية والاهتمام والاستمرارية، والإيثار للموقف مع الصهاينة اليهود حتى على حساب المصالح الحقيقية لشعبهم وبلدهم، لماذا هذا الاهتمام؟ من غير الغريب على أمريكا هذا التوجه، وعلى بريطانيا هذا التوجه.
الأمريكيون لديهم تاريخهم الإجرامي، الأسود، تجاه مختلف الشعوب، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل وفي البلدان الأخرى، ومعروفٌ ما فعلوا حتى في أمريكا نفسها، وهم الذين أبادوا عشرات الملايين من السكان الأصليين في أمريكا، ممن كان يطلق عليهم (الهنود الحمر)، وما فعلوه بفيتنام، ما فعلوه في اليابان، ما فعلوه في بلدان كثيرة من العالم، معروفٌ عن الأمريكيين الإفلاس الأخلاقي، توجهاتهم السياسية لا ترتبط أي ارتباط بالجانب الأخلاقي، ولا تُعيره أي أهمية، ولا تعطيه أي قيمة، ويشطبونه بشكلٍ نهائي، لكن الدافع الأكبر والأهم من كل ذلك هو: التزامهم الصهيوني.
الكثير من القادة في أمريكا وفي المؤسسات الأمريكية الرسمية هم: إمَّا صهاينة، لديهم التزامات بفعل انتمائهم الصهيوني، وبسبب انتمائهم للصهيونية، وارتباطهم باللوبي اليهودي الصهيوني؛ أو البعض منهم خاضعون رغبةً أو رهبة. يعني: إن لم يكن صهيونياً، أصبح لديه الارتباط العقائدي بالصهيونية، الارتباط الفكري بالصهيونية، يؤمن باليهود أنهم شعب الله المختار، وأنه واجبٌ على كل الغرب أن يقف معهم وأن يؤيدهم، وأنه واجبٌ إبادة المسلمين جميعاً والقضاء عليهم، وتمكين اليهود لحكم العالم، وغير ذلك من الأفكار والعقائد الصهيونية، البعض إن لم يكن لديه هذا الانتماء، وهذا الارتباط، وهذه الصلة بالصهيونية والانتماء الصهيوني؛ فلديه خضوع:
-
إمَّا بفعل الرغبة: يطمع في مالهم، في علامهم، في نفوذهم، المبني على سيطرتهم على الرأي العام، على وسائل الإعلام، على المؤسسات المالية، قدراتهم المادية الضخمة.
-
أو رهبة: البعض قد يعرِّض نفسه لأن يحرق مستقبله السياسي في أمريكا؛ لأنهم سيحرقونه بفعل نفوذهم المالي، وتأثيرهم على الرأي العام هناك.