كان ياما كان، في قديم الزمان، وفي سالف العصر والأوان، كانت هناك دول وأنظمة عظيمة، يظنها الناس عصية على الهزيمة، جيوشها قوية الشكيمة، شديدة البأس والعزيمة، ذهبت هذه الدول العظمى في يوم أسود أعمى، للاعتداء على دولة بجيرانها حليمة، فذاقت ضربات موجعة أليمة، وتقهقرت قواتها ذليلة ذميمة، وبقي عتادها للرجال غنيمة، وحكم “يمن الأنصار” بإعدام كبرياء الطغاة، فلم يخش الناس بعدها زعيماً.. أو زعيمة.
هنا نهاية الحكاية، ونهاية الغطرسة والغطرفة، ونهاية العلو والعتو، ونهاية التبختر والتكبر، تلك الكيانات العملاقة التي كادت تخرق الأرض وتبلغ الجبال طولا، حولها جند الله في موطن الإيمان إلى بضعة أقزام ذليلة حقيرة صغيرة قميئة.
بتأييد رباني أثبت الجيش اليمني واللجان الشعبية أن العظمة على غيره حرام، وأن تلك الجحافل الأمريكية السعودية الإماراتية مجرد وهم وخيال لا وجود له، وتحالف كوني يعجز عن حماية موقع عسكري، ليس إلا شاهداً على أن الجيش اليمني واللجان أقوى جيش في العالم.
رغم شراسة الحرب العالمية الثانية التي أزهقت 60 مليون روح، غير أن كُتاب التاريخ العسكري في المستقبل لن يستطيعوا الغوص في عمق المسائل الحربية إلا أمام ما يصنعه رجال الرجال من معجزات أدهشت كل المحللين العسكريين، وأجهزت على كل مناهج الأكاديميات العسكرية في العالم.
العجيب في الأمر أن هناك أناساً يستكثرون على جيشنا العظيم أن يكون له صوت يصدح باسمه وبمعجزاته، والأعجب من ذلك أنهم يدعون انتماءهم لهذا الجيش ووقوفهم في صفه وإلى جانبه.
لا أدري ماذا فعلت إذاعة “21 سبتمبر” لتُحاصر بمضايقات عديدة، رغم أنها لم تؤذِ أحداً منذ انطلاقتها قبل عامين، ولم تنحرف لحظة واحدة عن مسارها الأساسي المرتبط بخندق الجهاد ارتباط الوتين بالقلب.
هذه الإذاعة وجدت لهدف عظيم كعظمة السواعد القابضة على الزناد حمايةً لكرامة كل اليمنيين، ولم تنطلق لتنافس إذاعة أخرى، إنها فقط “صوت الجيش واللجان الشعبية”، وما عدا ذلك من ترهات الوسط الإعلامي ليس منها في شيء.
جيوش الدول في الشرق والغرب لديها إذاعات خاصة بها، وبعضها قنوات تلفزيونية وشبكات إعلامية متكاملة لأنها تمثل (أصوات جيوشها)، ولو نظرت إلى معظمها لوجدتها تعيش حالة سلم وهدوء واسترخاء، ورغم هذا يحظى الجندي هناك بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي، حتى لو لم يكن له عمل غير الأكل والشرب وتأدية العروض العسكرية.
ونحن نستكثر على مجاهدينا الذين صنعوا المعجزات إذاعة تخدمهم وتمدهم بالمعنويات والجرعات الإيمانية، فهذا يقوم بالتشويش على تردداتها، وذاك يحاول عبثاً أن يستقطب كادرها بالريالات والدراهم، وثالث يكاد قلبه ينفجر غيظاً لمجرد وجود إذاعة أخرى غير إذاعته، إلى آخر أشواط المؤاذاة والتضييق.
إنها إذاعة الجيش الذي حفظ لكم عزتكم وكرامتكم إن كنتم كرماء، فلا تدعموها ولا تساندوها، فقط كفوا أذاكم ودعوها وشأنها.
اعلموا أن برامجها عسكرية ثقافية جهادية لا تهتم بمنافسة أحد، واعلموا أنها معكم في خندق واحد ضد قوى الاستكبار والطغيان، ثم اعلموا أن أقلامها وأصواتها ليست سلعة قابلة للبيع والشراء.. وكثر الله خيركم.