تعدد الروايات حول أسباب أكل القطة لصغارها، فهناك من يرى أن بعض القطط تلد في وقت مبكر قبل أن تكتمل غرائز الأمومة داخلها، ما يجعلها تأكل صغارها نتيجة الالتباس أو الارتباك، وآخرون يرون أن الأمر قد يكون وراثياً، فالقطط التي هربت من براثن أمها عندما كانت صغيرة ستعمد لقتل صغارها عندما تصبح أماً، وهناك سبب آخر، وهو منطقي أيضا، ويتمثل بتقدير الأم لفرصة نجاة صغارها، فإذا كانت فرصة نجاة الصغير ضعيفة أو منعدمة تأكله رحمة به، ولكي توفر وقتها وطاقتها وحليبها لمواصلة الإنجاب والتكاثر، وفي بعض الحالات تكون القطة الأم بوضع صعب ومنهكة وقد تموت نتيجة حالة التعب التي تعيشها، وإذا ماتت الأم سيموت صغارها، فتلجأ لقتل صغارها وأكلهم لاستعادة صحتها وقوتها وإنجاب صغار آخرين.
كل هذه الروايات تنطبق إلى حد كبير على أبوظبي التي بدأت تأكل صغارها في المجلس الانتقالي، بعد أن منعت 5 من قياداته من العودة إلى مدينة عدن، بعد أن أبلغتهم السلطات الأمنية بمطار الملكة علياء بالأردن، أن قيادة التحالف رفضت منح الطائرة التي تقلهم تصريحاً للهبوط في مطار عدن.
ليس بغريب على دول الغزو والاحتلال أن تمنع قيادات المجلس الانتقالي من العودة إلى عدن، بعد أن قدموا لها كل ما يملكون، وأباحوا لها الأرض والعرض والسيادة والكرامة
فهذه الدول نفسها تمنع «الدنبوع» منذ أعوام من العودة إلى عدن أو إلى أية منطقة أخرى في اليمن، بالرغم من أنها تبرر وجودها في اليمن للدفاع عنه وعن شرعيته المزعومة، وتقول للعالم إنها جاءت بناء على طلب ودعوة منه، وكانت مكافأته الاعتقال في فندق بالرياض.
هذا هو الجزاء الطبيعي لكل من يخون وطنه وبلده خدمة للعدو المحتل، وكل نماذج العملاء والخونة على مر التاريخ لم تختلف مكافآت نهاية الخدمة التي نالوها نظير خيانتهم لأوطانهم.
أصبح واضحاً لمن يريد أن يرى أن دول التحالف، وعلى رأسها الإمارات، تجاوزت مرحلة رعاية الصغار، وانتقلت إلى مرحلة أكلهم لتتمكن من البقاء والاستمرار، وآخر ما قامت به أبوظبي هي التحركات الساعية إلى التنقيب عن النفط ونهبه، في المياه الإقليمية اليمنية، بعد أن حددت 7 قطاعات بحرية للبدء في عمليات التنقيب عن النفط في البحر العربي وخليج عدن، وأخرى في الساحل الغربي على البحر الأحمر، منها مواقع في رأس عمران القريبة من باب المندب، والمرتزقة الصغار والكبار الذين أدخلوها إلى بلادنا، وقدموا لها كل الخدمات، اليوم عاجزون عن الدخول إلى أرض الوطن والعودة إلى منازلهم.