القبيلة اليمنية.. حجرُ زاوية في معركة التحرّر
|| مقالات ||
ـ منصور البكالي:
لا تزالُ القبيلةُ اليمنيةُ بمبادئها وقِيمها وأعرافها وأسلافها، حجرَ زاوية أمام مخطّطات الغزاة والمحتلّين للشعب اليمني منذ قرون، برغم تعرُّضِها لمحاولات التدجين من قبل بعض الأحزاب السياسية المرتهنة للخارج وَخطابها الديني المزيف.
كما كان للإدارة الأمريكية محاولاتٌ عديدةٌ لاختراق القبيلة اليمنية، وآخرها نشر صور للسفير الأمريكي “جيرالد فيريستاين ” قبيل ثورة 21 سبتمبر من العام 2014 م، وهو يتناول وجباتِ الغداء اليمني كالفحسة والسلتة في بيوت ومنازل مشايخ ووجاهات يمانية مدجنة بالحزبية السياسية، في عدد من المحافظات والقبل اليمنية، وتارة صور له وهو مرتدٍ للزي اليمني ورمزية القبيلة اليمنية الجنبية والعسيب والقبع، في محاولة كان لها تبعاتها للنيل من قيم القبيلة اليمنية ومروءة أبنائها، بعد تمكّن السفارة الأمريكية من استهداف القيم القبلية في المجتمعات المتمدنة وفرضها لشروط تستهدف الهُوية اليمنية واللغة العربية في مؤسّسات الدولة.
ولكن ثورة 21 سبتمبر قطعت الطريق أمام المخطّطات الأمريكية، وأعادت للقبيلة قيمتها وأهميتها واحترامها، وهذا ما عزّز من صمود شعبنا اليمني أمام العدوان منذ 6 أعوام.
وبالعودة إلى دور القبيلة اليمنية في مواجهة الغزاة والمستعمرين، كانت ولا تزال حجر عثرة أمام الغزاة والمحتلّين لليمن في الماضي والحاضر، ولنا من الجريمة البشعة بحقِّ آل السبيعيان خير شاهد على نخوة وعزة قبائل اليمن التي اجتمعت في محافظة الجوف لإعلان النكف القبلي والنفير العام وإعطاء قبيلة عبيدة بمأرب مهلة 3 أَيَّـام لضبط الجناة أَو فتح الحدود أمامها للقيام بمسؤولياتها.
في حين عجزت الأحزابُ السياسية أمام الكثيرِ من القضايا السياسية والعسكرية وظهرت على حقيقتها الهزيلة أَو العميلة منها لأطراف خارجية كما هو واضح من مواقف الأحزاب السياسية ودورها أمام العدوان الذي تعرّض له شعبُنا اليمني.
فحزب الإصلاح التكفيري أظهر من خلال جريمة آل سبيعيان مدى حقده وغيظه على القبيلة اليمنية، وانسلاخه عن الأسلاف والأعراف اليمنية الأصيلة، ولكنه غير آبهٍ لمآلات الأمور والخطوات المرتقب اتِّخاذها من قبل قبائل اليمن، بكيل وحاشد ومذحج، وما تم الاتّفاقُ بين وجهائها وقيادتها في اللقاء الموسَّع بمحافظة الجوف.
ومن هذا المنطلق نقول للغزاة ومرتزِقتهم: القبيلة اليمنية مستمرة في أداء واجباتها المقدسة، ولن تعفوَ عمّن يستهدفُ الأسلافَ والأعرافَ اليمنيةَ الأصيلة أَو يتاجر بها، وهي اليوم قادرةٌ على الرد، وتعرفُ ما يتوجَّبُ عليها القيام به حيال المنتمين لبعض الأحزاب السياسية العميلة من أبنائها، كما هي اليوم مَن تقود معركةَ التحرّر للمحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة إلى جانب مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة الذين انبثقوا منها، فعاد لها دورها البارز والجوهري في رسم السياسات الداخلية والخارجية للشعب اليمني.
وما معركة تحرير محافظة الجوف ومديريات واسعة في مأرب عنكم ببعيد، ومعركة تحرير ما بقي منها قاب قوسين أَو أدنى، وسيكون لقبائلها الدورُ البارز والمحوري، وستذكرون ما أقوله لكم.