السفن المحتجزة والقرصنة الأممية
26 /7 /2020م
|| مقالات ||
عبدالفتاح علي البنوس:
القطاع الصحي في بلادنا دق ناقوس الخطر جراء نفاذ كمية الديزل المخصصة لتشغيل المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية وهو ما يهدد حياة آلاف المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ، وفي مقدمتهم مرضى الفشل الكلوي ووحدات العناية المركزة ، ومراكز الأمومة والطفولة ، وغيرها من المنشآت الطبية المرتبطة بحياة المرضى والتي لا يمكن الاستغناء عنها.
هذا الواقع المؤلم للقطاع الصحي غير المخفي على الأمم المتحدة والمبعوث الأممي والمنظمات الدولية العاملة في مجال المساعدات والإغاثة والخدمات الطبية ، يزداد سوءا يوما بعد آخر ، وما تزال الأمم المتحدة ( مدعممه ) و ( مطنشه ) و غير مكترثة للتداعيات الكارثية التي ستترتب على ذلك ، ودائما ما نشاهدها في الضفة الأخرى ، إلى صف قوى العدوان ، متماهية مع العدو السعودي وأطروحاته المشبعة بالكذب والدجل والتضليل والزيف والخداع والتدليس.
يحتجزون السفن المحملة بالمشتقات النفطية بعد حصولها على تصاريح المرور من قبل الأمم المتحدة ، ولا تحرك الأمم المتحدة ساكنا تجاه ذلك ، يفرضون الحصار المطبق على ملايين اليمنيين ويتسببون في أزمة خانقة في المشتقات النفطية يدفع المواطن ثمنها ، ويعاني من تداعياتها وإنعكاساتها ، والأمم المتحدة تتفرج ، في الوقت الذي نجدها تنشط في المحافل الدولية والأممية والمؤتمرات الخاصة بالمانحين ، تسترزق باسم الشعب اليمني ، وتتاجر بأوجاع اليمنيين وتستثمرها من أجل تمويل أنشطتها ومشاريعها وتوفير النفقات التشغيلية للعاملين في المنظمات التابعة لها وغيرها من أوجه الصرف التي تستحوذ على نسبة كبيرة من المساعدات التي تحصل عليها بلادنا ، وعندما نطالبهم بصرف كافة المبالغ التي يجمعونها تحت يافطة إغاثة وإنقاذ الشعب اليمني وتقديم العون والمساعدة له وخصوصا في المجال الصحي والجوانب الإغاثية ، دون تعرضها للاستقطاعات و( البرمن ) الأممية ، يسارعون إلى التلويح بتعليق المساعدات ، ويذهبون نحو تقليص حجمها ويتعمدون إدخال مساعدات منتهية الصلاحية ، أو قريبة الانتهاء ، ويهدرون الأموال الكثيرة في قضايا وأمور غير مجدية ، لنجد في المحصلة النهائية أن ما يصلنا هو الفتات فقط من هذه المساعدات الهائلة التي تتعرض للقرصنة الأممية.
ولا نعلم ما الذي تنتظره الأمم المتحدة حتى تتحرك وتقوم بالوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي تعهدت والتزمت بها خلال مشاورات السويد ذات الصلة بضمان انسيابية حركة السفن المحملة بالمشتقات النفطية وعدم تعرضها للاحتجاز بعد حصولها على التصاريح الأممية بالعبور ؟!!
من غير اللائق بها أن تتحول إلى أداة رخيصة بيد السعودي ومن خلفه الأمريكي تمارس الابتزاز العلني والمفضوح على المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ من أجل تمرير أجندة السعودية وإملاء شروطها وفرضها على الشعب اليمني تحت مظلة الأمم المتحدة ، هذا منطق مرفوض وغير مقبول بالكلية ، ولا يمكن القبول بها مهما حصل.
بالمختصر المفيد: احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية جريمة ، وتواطؤ الأمم المتحدة مع قوى العدوان في حصار أبناء الشعب اليمني وعدم قيامها بواجباتها ومسؤولياتها بحيادية جريمة مضاعفة ، ولا ينبغي السكوت عنها. يجب أن تتوحد الجهود وتتكاتف في جانب فضح الأمم المتحدة وكشف مؤامرتها القذرة وتواطؤها الأكثر قذارة مع قوى العدوان في حصارهم للشعب اليمني واحتجازهم للسفن المحملة بالمشتقات النفطية: يجب أن ينشط أصحاب الأقلام الحرة والضمائر الحية من الناشطين والناشطات لتسليط الضوء على معاناة الشعب اليمني جراء هذا الحصار الجائر ، وهذه المؤامرة القذرة التي تشارك فيها الأمم المتحدة. يجب أن نُسمع العالم أنين المرضى في المستشفيات ، ومعاناة الشعب بأكمله جراء ذلك. لا وقت للانشغال بالمهاترات والمناكفات والسجالات غير المجدية ، نحن مقبلون على كارثة كبرى وعلينا جميعا التحرك الجاد والمسؤول للحد من تداعياتها والإسهام في وضع نهاية لها قبل وقوعها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.