“الأمم المتحدة ” من الوساطة إلى المساومة !!
31 / 7 / 2020م
|| مقالات ||
إكرام المحاقري:
عندما نشبت نيران العدوان الغادرة في اليمن تحركت “الأمم المتحدة” بسرعة فائقة لتلعب دور الوسيط المحايد والعاقل الفاهم والمتدارك لعواقب الأمو !! مضت الأيام ومضت الشهور حتى مضت السنوات وخرجت حقيقة الأمم المتحدة من شرنقة العملاء، ليقدموا أنفسهم جهة معادية للشعب اليمني وليس بالضرورة حمل السلاح فالسياسة أشد فتكا…
لعبت “الأمم المتحدة” لعبة الإنسانية بصيغة محكمة ولسان هو أقرب إلى لسان النفاق, وتنقلت باللعب بالورقة السياسية من الكويت إلى جنيف إلى عمان إلى السويد، ومن ثم الى مأرب مؤخرا!!
ولان الوضع أصبح حساس بالنسبة لدول العدوان ولكل من يرضع نفطها تحركت “الأمم المتحدة” كعدو!! متناسية العناوين التي وجدت في اليمن من أجلها ومتغافلة عن حقيقة وظيفتها كمنظمات إنسانية حقوقية إغاثية محايدة تتحرك ضمن نصوص ومضامين خطوها بأيديهم هي تشهد عليهم..
ولأن الوقت داهم قوى العدوان ولم تنفعهم ورقة الشرعية ولا فتنة زعيم الخيانة “عفاش” ولا انقلاب العواضي في محافظة البيضاء, ولان أراضي مأرب بدأت تتحرر يوم بعد أخر، كُشف الستار عن شيء لم يكن بالمستور لكن سترته القوى الوطنية في يوم تغاضت عنه وقدمت ورقة الوطن والشعب على كل الأوراق…
وفعلا تحركت الأمم المتحدة كخصم للشعب اليمني وبدأوا بالمساومة على منع صرف نصف راتب لموظفي الدولة قبالة عيد الفطر المبارك، والا فإنهم سيمنعون دخول سفن المشتقات النفطية.
لم تأبه القيادة الوطنية لمثل هكذا مساومة بل أنهم تجاهلوا هذه الشروط المتآمرة على لقمة عيش الشعب اليمني، وقاموا بصرف نصف الراتب وعملت “الأمم المتحدة” بتهديدها بحجز سفن المشتقات النفطية كطرف معادٍ لا يقل حقارة وعمالة عن قوى تحالف العدوان التي تمثلت في 17 دولة في البدلية و3 دول في نهاية المطاف..
لا ننكر وجود الأزمة النفطية في المناطق اليمنية التي تعيش تحت حماية الجيش واللجان الشعبية, لكن ما يسهل علينا إثباته هو الفشل الذريع الذي ألم “بالأمم المتحدة” والفضيحة المدوية التي ألمت بعناوينهم الإنسانية منذ بداية العدوان وحتى اللحظة, فالذي لم تغيره غارات مقاتلات قوى العدوان لم يغيره احتجاز سفن المشتقات النفطية بالنسبة للشعب اليمني الحر الصامد, ولن يكونوا أكثر دهاء من غيرهم فالوعي هو سيد الموقف ومعرفة العدو هو الأهم.
ومن جديد عادت “الأمم المتحدة” للمساومة بالسماح للدخول سفن المشتقات النفطية مقابل عدم صرف نصف راتب لموظفي الدولة, وكأنهم يلعبون لعبة المتاهة ويعودون بأفكارهم وعمالتهم إلى نفس الحَلقة, ولن يحققوا أي نتيجة.
بل أنهم فقدوا كرامتهم ومصداقيتهم وإنسانيتهم المفقودة من قبل, ولسنا هنا في مقام المساوم بل نحن في مقام صاحب الحق وهم يعون حقيقة ذلك جيدا, فلا داع هنا لكثرة الكلام حيث والحسم سيكون في الميدان وليكن العدو من يكن فالنصر من عند الله.