تنكيل بالأعداء وانتصارات لا تهدأ
3 / 9 / 2020م
|| مقالات ||
زيد البعوه:
من أيِّ نصرٍ ، ونصرٍ نبدأُ الحَمد؟! والانتصارات يا الله لم تهدأْ؟ هكذا عبَّر الشاعر معاذ الجنيد في إحدى قصائده عن الواقع الذي يعيشه الشعب اليمني الصامد في ميدان المعركة في مواجهة دول تحالف العدوان ومرتزقتها، وهو يحاول استيعاب ومواكبة الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة، وهذا ليس مجرد تعبير إنشائي أو نتيجة لقريحة شاعر نظم أبياته لكي تكتمل القصيدة، بل هو حقيقة نعيشها باستمرار منذ أكثر من خمس سنوات، بل إن هذا البيت الشعري يعبَّر عن لسان حال الكثير من أبناء الشعب اليمني الصامد وهم يشاهدون ويسمعون الإنجازات العسكرية الميدانية للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات باستمرار..
تعددت الجبهات وكثرت المعارك وطال أمد الحرب والعدوان علينا وحصلت الكثير والكثير من المتغيرات والأحداث، ورأينا الكثير من المعجزات والانتصارات والإنجازات التي تحققت بفضل الله على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى درجة أننا اصبحنا نتعامل مع ما يحدث كروتين نعيشه باستمرار وتحصيل حاصل تعودنا عليه، انتصارات مألوفة وإنجازات معروفة لكثرتها في أكثر من جبهة وفي أكثر من محافظة في ميدان المعركة في مواجهة العدوان ومرتزقته، مع أن الواقع أكبر من تخيلاتنا وأكبر من تفكيرنا وسعة إحاطتنا بعظمة وأهمية ما يمنحنا الله من رعاية وتأييد وانتصارات متتالية إلى مستوى أن العدوان يترقب سقوط مواقعه والمناطق التي يسيطر عليها من خلال مرتزقته بشكل لم يكن يتوقع أن يصل إليه من قبل، بل إن الشعب اليمني صار في حالة تأهب واستعداد لأخبار الانتصارات المتتالية من هذه الجبهة أو تلك باستمرار، وهذه نعمة عظيمة لا يمكن وصفها أو حتى شكرها..
ومن يتأمل الواقع الميداني العسكري اليمني ويتابع وينظر إلى الإنجازات العسكرية المتتالية للجيش واللجان سيجد أننا كشعب يمني صامد نعيش مرحلة استثنائية بكل المقاييس، وأن الله معنا ويقف إلى جانبنا ويمنحنا الكثير من الرعاية والتأييد إلى درجة أن الانتصارات التي تحققت بفضل الله مؤخراً في نهم والجوف خلقت مرحلة جديدة من التحولات لصالح الشعب اليمني الصامد وكذلك الانتصارات التي تحققت في البيضاء قبل أشهر وقبل أسابيع من فشل وهزيمة الفتنة والمؤامرة التي حاول العدوان إشعالها في البيضاء بقيادة العواضي وهزيمة عناصر تنظيم القاعدة وداعش في البيضاء أيضاً، وهذه بحد ذاتها تعتبر من أعظم الانتصارات التي تحققت لليمن واليمنيين لأنها طهرت النسيج الاجتماعي اليمني من جراثيم إرهابية تكفيرية خطيرة كان العدو يراهن عليها في تحويل اليمن إلى كتلة من البارود والنار والدماء، لكنها فشلت وهزمت بفضل الله ومن تبقى منهم في طريقهم إلى الزوال إن شاء الله..
وعلى الرغم من الرقعة الجغرافية الواسعة التي تجري على تضاريسها عشرات بل مئات المعارك بين رجال الله من أبطال اليمن وبين جيوش وقوات ومرتزقة دول تحالف العدوان إلا أن كل جبهة وكل معركة تسفر عن الكثير من بشائر النصر التي يوثقها الإعلام الحربي بالصوت والصورة وتبثها القنوات باستمرار ، لن نستطيع سرد تفاصيل الانتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية منذ بداية العدوان إلى اليوم ولا الحديث عنها، ولكن لا تزال الأثار النفسية والمعنوية التي تركتها تلك الانتصارات في نفوسنا تسيطر على مشاعرنا وتمنحنا الأمل والثقة بالله وبصدق وعده بنصر المؤمنين من عباده المجاهدين في سبيله، أضف إلى ذلك المستجدات المتتالية التي لا تتوقف والتي تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والانتصارات العظيمة والمهمة في مارب التي باتت قاب قوسين أو ادنى من الحرية..
لقد قطعنا شوطاً كبيراً من الجهاد والكفاح والصبر والصمود وحقق الله على أيدي رجال الجيش واللجان الشعبية الكثير من الإنجازات والانتصارات ورأينا الكثير من المعجزات رغم قلة الإمكانيات ورغم تكالب الأعداء علينا، ومع ذلك لم يتخل الله عنا بل منحنا التأييد والرعاية وقهر أعدائنا وجعل مخططاتهم تفشل وتتلاشى، كل هذا لأننا مع الله وهو معنا وقضيتنا محقة وعادلة..
إننا اليوم نعيش مرحلة صعبة ومهمة وحساسة من الصراع وعلينا مسؤوليات جسيمة وأمامنا الكثير من التحديات علينا التغلب عليها بالاستعانة بالله الذي لم يتركنا لحظة منذ بداية العدوان إلى اليوم ومن قبل ومن بعد، وهو تعالى قادر على أن يحقق على أيدينا النصر المبين ويضع حداً لما نحن فيه بالشكل الذي يرتضيه لنا وهو على ذلك قدير.